باحث أمريكي عن تهديدات الاغتيال الإيرانية: حان وقت الرد
2 مليون دولار تنفقها الخارجية الأمريكية شهريا لحماية وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ومبعوثه الخاص إلى طهران من عملاء إيران.
وقال الباحث الأمريكي بمعهد "أمريكا إنتربرايز"، مايكل روبين، إنه خلال الخمسة شهور الأولى من العام الجاري، أنفقت الوزارة أموالا لحماية الرجلين بقيمة تتجاوز إجمالي الميزانية السنوية لخدمات المواطنين الأمريكيين.
وأضاف روبين، في مقاله المنشور بصحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تسمح للمعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمخططات الاغتيال التي وضعها الحرس الثوري الإيراني ضد الرجلين من مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون وآخرين، بالوقوف في طريق المفاوضات النووية والدعم المالي، حتى مع تهديد المرشد الأعلى الإيراني بمزيد من عمليات الاغتيال ورفض عروض بايدن.
ورأى الباحث الأمريكي أن عدم اهتمام بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الظاهر يشجع إيران فقط ويجعل مثل هذا السلوك طبيعيا، لافتا إلى أنهما، سرا، ربما يلقيان باللوم على هجوم الطائرة المسيرة الذي شنه سلفهم على قائد فيلق القدس قاسم سليماني على إثارة رغبة إيران في الانتقام.
لكن سيكون هذا خطأ لسببين، بحسب روبين، أولهما أن واشنطن استهدفت سليماني لأنه قتل أكثر من 600 جندي أمريكي، وكان يخطط لمزيد من الهجمات الإرهابية، ثانيا رفض كثير من الإيرانيين إرهاب سليماني.
الرد بالمثل
وقال إن مطالبة إيران بوقف محاولاتها لاغتيال شخصيات أمريكية كان صحيحا، لكن مواصلة الدبلوماسية كالمعتاد وحتى التلويح برفع العقوبات عن الجماعة التي تخطط لمثل تلك الاغتيالات "أمر مثير للشفقة"، ويشجع فقط الراعي الأول لإرهاب الدولة في العالم.
وأوضح روبين أن الدبلوماسية تفلح فقط عندما يقبل جميع الأطراف أعرافها، لكن لم تظهر إيران سوى ازدراء للدبلوماسية منذ الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.
وعندما تتجنب الأنظمة المارقة أعراف الدبلوماسية، يجب على واشنطن رفع التكلفة، بحسب روبين.
كما لفت الباحث الأمريكي إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) لاحقت كبار قادة القاعدة في أعقاب الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وفي النهاية وافق الرئيس الأسبق باراك أوباما على العملية التي أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن داخل مجمعه السكني في باكستان.
وقال روبين إن بايدن وحده، من بين فريق أوباما للأمن القومي، اعترض على تلك العملية، وكان مخطئا حينها ومخطئ الآن.
وطبقًا للباحث الأمريكي، لم يكن سليماني الوحيد الذي يستهدف الأمريكيين؛ بل كان ببساطة المتعهد الأكثر فظاعة لهذا النشاط، لافتا إلى أنه لا يوجد بالقانون الدولي أو الأمريكي ما يحظر مثل هذه الإجراءات ضد كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني.
وأشار إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي قد يكون أيضًا هدفا قانونيا بالنظر إلى منصبه الدستوري كقائد عام، بالرغم من أن استهدافه، من حيث المواءمة السياسية، "سيكون غير حكيم إذ إنه ثمانيني على أعتاب الموت".
وأكد روبين أن الناس سيظلون يتحدثون عن تهديد الإرهاب الإيراني حتى يغادر بايدن المنصب، لكن قد تتخذ إدارة جديدة نهجا جديدا من شأنه إقناع القادة الإيرانيين والحرس الثوري بأنهم لن يدفعوا ثمنا باهظا عن إرهابهم فحسب، وإنما سيدفعون ثمنا شخصيا كبيرا كذلك.