"أصابع غربية" بمدارس إيران.. رواية رسمية عن سبب الاحتجاجات
يرى كبار المسؤولين في إيران أن دخول طلاب المدارس والجامعات في موجة الاحتجاجات الشعبية يشكل ورقة ضغط كبيرة على النظام برمته.
وتقدر السلطات وجود نحو 16 مليون طالب في مراحل الصف الأول إلى الصف الثاني عشر، فيما يوجد في البلاد أيضا نحو 3 ملايين ونصف المليون طالب جامعي.
هذه الأرقام الكبيرة تشكل قلقاً للنظام الإيراني الذي يحاول هذه الأيام أن يوجه الاتهامات إلى الدول الغربية بتسخير شبكة الإنترنت في نشر ثقافة مخالفة لتوجهات النظام الإيراني.
وفي أحدث تصريح اليوم الأحد، زعم قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أن الاحتجاجات الشعبية في مختلف مدن إيران جاءت من "مراكز الفكر الاستراتيجي للولايات المتحدة وبريطانيا وامتدت إلى الفصول الدراسية في إيران".
وقال سلامي، في كلمة في حشد من ضباط الحرس الثوري، إنه: "هناك عدد قليل من الأمريكيين متبقين في المنطقة، وقد تسبب هذا الأمر في حزن وكآبة للأمريكيين".
ومضى قائلا: "لهذا السبب يحاولون اليوم جلب ساحة المعركة (الاحتجاجات في إيران) إلى المدارس، لأنه لا يمكن التعامل مع الطلاب بالقوة، ويسعى العدو إلى إخفاء هوية شبابنا".
كما قال قائد الحرس الثوري: "يبدأ الأمريكيون بخلع الحجاب ونقل العمل إلى مكان بحيث تصبح العلاقات وأسلوب الحياة مثل الغرب، وهذه المعركة معقدة وتشكل خطراً على شباب إيران وطلابها في المدارس".
واتهم اللواء حسين سلامي، الولايات المتحدة بتسخير شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي للتأثير على أفكار جيل الشباب في إيران، وقال "هذا ما نشاهده اليوم جراء الاضطرابات وإثارة الشغب حيث نجد بعض المراهقين يتفننون في ترديد الشعارات والتحركات ومواجهة العناصر الأمنية".
ولفت إلى أن العامل الثاني في إدخال المراهقين في الاحتجاجات ووصولها إلى المدارس هو تأثر بعض المعلمين والكوادر التدريسية بالثقافية الأمريكية والغربية.
وقال إن خلع الحجاب "بداية النهاية لتدمير البشرية وهذه العاصفة السوداء تتحرك نحو الشرق لذلك يجب أن نشكل حواجز دفاعية".
وتابع قائد الحرس الثوري "المعلمون والإداريون وأولياء الأمور هم الركائز الثلاث الأساسية للتعليم، وخلع الحجاب هو بداية الدمار البشري.. ويجب ألا يفقد طلابنا أنفسهم أمام الثقافة الغربية".
بدورها، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن الرئيس إبراهيم رئيسي انتقد نظيره الأمريكي جو بايدن، اليوم الأحد، لتحريضه على "الفوضى والإرهاب والدمار" في إيران في ظل الاحتجاجات التي تهز البلاد خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
وشارك عدد كبير من طلاب المدرسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فضلاً عن طلاب الجامعات في موجة الاحتجاجات المتواصلة التي اندلعت شرارتها بعد مقتل الشابة مهسا أميني في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي على أيدي شرطة الأخلاق في طهران.
ورفضت السلطات الإيرانية تقديم إحصاءات عن الطلاب المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة، لكن في وقت سابق، أكد وزير التعليم الإيراني يوسف نوري تقارير عن اعتقال طلاب في الأحداث الأخيرة.
وقال نوري إنه "لم يستطع تحديد عدد الطلاب المعتقلين بدقة"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد طلاب في السجن، ومن تم القبض عليهم في دائرة الإصلاح والتعليم، ويخضعون للعلاج النفسي حتى يتمكنوا من العودة إلى البيئة المدرسية بعد التصحيح".
وفي سياق متصل، كشفت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية "هرانا"، اليوم الأحد، عن مقتل 240 متظاهراً، بينهم 32 طفلاً على أيدي قوات الأمن الإيرانية.
وبحسب هذه الإحصائيات، قُتل حتى الآن 26 عنصرًا من قوات الأمن الإيرانية خلال مواجهات المتظاهرين في الاحتجاجات المستمرة، مضيفة أنه "تم اعتقال المئات من المتظاهرين بينهم 175 طالباً".
ووفقًا لتقرير منظمة "هرانا" الحقوقية، فقد تم عقد 453 تجمعًا شعبياً وجامعيًا في 111 مدينة و 73 جامعة خلال الأسابيع الأربعة الماضية.