بينها تمثال سليماني.. إسرائيل تحطم معالم إيرانية في جنوب لبنان
جدل كبير أثاره مشهد من عدة ثوانٍ لجنود يرفعون علم إسرائيل قرب آليات مُدمرة في بلدة مارون الراس.
بعد ساعات من بث المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيديو آخر لآلية إسرائيلية تجول وسط دمار هائل بالمنطقة الحدودية داخل بلدة مارون الراس.
الإسرائيليون اعتبروا المشاهد توثيقا للسيطرة على بلدة مارون الراس الحدودية، والواقعة في القطاع الأوسط لجنوب لبنان، وهو ما نفاه حزب الله ووضعه مناصروه في خانة "صورة النصر" التي يسعى إليها بنيامين نتنياهو.
وما بين الطرفين، يبقى المؤكد أن إسرائيل دمرت "حديقة إيران" الملاصقة للشريط الحدودي من جهة لبنان، والواقعة أسفل مرتفعات بلدة مارون الراس، في منطقة سهلية تُطل على مستوطنة "أفيفيم" في شمال إسرائيل.
تلك الحديقة التي دمرتها إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف، وتوغل جنودها فيها وحرصوا على رفع العلم بها، وتصوير جولتهم فيها، لها رمزية خاصة يعرفها كل لبناني كونها «رمز النفوذ الإيراني» في جنوب لبنان.
حديقة إيران
افتتحها الرئيس السابق أحمدي نجاد في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2010، ويعلو بوابتها رسم كبير للرمز الموجود في منتصف العلم الإيراني.
تنتشر فيها أعلام إيران ونادرا ما يعلو علم لبنان، وباتت مزارا لكبار المسؤولين الإيرانيين الذين يزورون لبنان.
ومن أبرز من زاروها تحت حماية وتأمين من عناصر حزب الله
- الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، حين كان يتولى منصب رئيس القضاء الإيراني
- نائب الرئيس الإيراني السابق محمد رضا رحيمي
- وزير الاستخبارات الأسبق محمد ريشهري
- مساعد وزير الخارجية وحيد جلال زاده، حين كان رئيسا للجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني
وحرص هؤلاء الزوار على الوقوف عند سور الحديقة الحديدي المطل على مستوطنة "أفيميم" والتقاط الصور عندها وإطلاق التصريحات النارية ضد إسرائيل.
وعند مدخل الحديقة وقرب بوابتها، هناك نُصبان تذكاريان للقائدين الإيرانيين في الحرس الثوري قاسم سليماني وحسن شاطري.
نُصب قاسم سليماني
قصفته إسرائيل، وكان عبارة عن تمثال خشبي لسليماني يُشير فيه ناحية بلدات إسرائيل.
وسليماني هو القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وقُتل في العراق في يناير/كانون الثاني 2020.
نُصب حسن شاطري
قصفت إسرائيل النصب ودمرته وهو لحسام خوشنويس من قادة فيلق القدس ورئيس الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان، وقتل في الطريق من دمشق إلى بيروت في فبراير/شباط 2013.
مسجد إيران
يقع عند حدود الحديقة مع الحدود الإسرائيلية، وهو عبارة عن نموذج محاكاة لمسجد قبة الصخرة في القدس، مرفوع على قبته بألوانها الذهبية سارٍ يحمل علم كبير لإيران، وعند بوابته الرئيسية وُضع رسم كبير للرمز الموجود في علم إيران.
وقصفته إسرائيل بالطيران، ودمرته بشكل كامل.
أبراج الخميني وخامنئي
تقبع عند حدود الحديقة من جهة إسرائيل، حيث توجد أبراج مراقبة أُلصق عليها من أعلى صورتان لمرشدي إيران السابق الخميني والحالي خامنئي، ونظراتهما صوب البلدات الإسرائيلية. ودمرت إسرائيل تلك الأبراج.
وطالما أثارت حديقة إيران جدلا في أوساط اللبنانيين، باعتبارها منطقة نفوذ إيرانية واضحة على أراضي لبنان، خصوصا لجهة نصب أعلام إيران فوق غالبية مبانيها وفي مختلف أرجائها.