النظام الإيراني لن يترك العراقيين ليعيشوا حياة مستقرة هانئة فهم لم يمنحوا هذه الراحة لشعبهم فهل سيمنحونها لغيرهم؟
نقدر تفاعل الحكومة العراقية الإيجابي والرافض مع الاعتداء الهمجي على سفارتنا في بغداد، نقدر اتصال رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والعديد من الفعاليات العراقية، ولكننا نذكرهم أن ذلك الاعتداء ليس سوى واحد من عدة امتحانات إيرانية ستتوالى لاحقاً لقياس إرادة العراقيين الحقيقية في إدارة وحكم العراق كدولة مستقلة ذات سيادة.
اليوم أمام العراق فرصة قد لا تتكرر الفترة المقبلة ستكون مسرحا لامتحان السيادة العراقية وقد مد لكم أخوتكم العرب يدهم لمساعدتكم على تخطي هذه التحديات ولكم أنتم الخيار في تحديد مصالحكم الحقيقية.
لن تترككم إيران تحددون مصالحكم بعيداً عن أجندتها، لن تترككم تقررون تشكيل حكومتكم وتعيين وزرائكم ولن تترككم تحترمون اتفاقياتكم الدولية أو الالتزام بأي مؤشر من مؤشرات التعاون العربي العراقي، فذلك ضد مصالحهم التي عملت على فرضها عليكم، فهي تعتبركم ولاية من ولاياتها والعراق برمته بحكومته وبشعبه وبمقدراته مسخر لخدمتها، وما أنتم إلا جسر تعبره في طريقها للبحر المتوسط وتستخدمكم وتستغلكم من أجل الاعتداء على أشقائكم المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج، ومع الأسف ارتضت جماعة منكم أن تخدم المصالح الإيرانية وتأتمر بأمرها وتعمل طوال الوقت على عزل العراق عن محيطه العربي.
يأوون الهاربين من العدالة ويفتحون معسكراتهم لتدريب الإرهابيين وتنطلق القنوات الفضائية المعادية لنا من عندكم ويهرب السلاح والمتفجرات من أرضكم للإضرار بنا وقتل أبنائنا، والحكومة العراقية عاجزة عن كبح جماح تلك الجماعات، وأحياناً يتواطأ بعض مسؤوليكم معهم.
بل وصل النفوذ الإيراني ذروته بتهديد مليشياته لرئيس حكومتكم مثل ما فعل حزب الله العراقي مع العبادي، وسبق أن هدد أبوطالب السعيدي أحد الذين هاجموا السفارة البحرينية رئيس الوزراء العراقي السابق بالقتل، وبمنعه من الوصول إلى الرئاسة بولاية ثانية وعلى شاشات التلفزيون العراقي، حين ظهر على التلفزيون صائحاً العام الماضي في ذات الشهر أي في يونيو قائلاً «إن رسالة الاحتلال «الصهيوأمريكي» وصلت، ونقول له إننا نشحذ أسلحتنا ونستعيد هممنا، وأنتم ضربتم الكتائب التي أسقطت معادلة الشرق الأوسط الكبير بالعراق.
وأضاف أن «الرسالة الثانية أقولها لرئيس جالية المملكة المتحدة في العراق، ألا وهو العبادي، إن هذه الدماء الزكية ستسقط عرشك، وحلمك في الفوز بولاية ثانية قد ولى».
حزب الله أعلنها صراحة أنه سيف في غمد الخامنئي كما فعل صاحبهم هنا في البحرين، ولكن البحرين ملكت قياداتها وشعبها أن يتصدوا لإيران وأزلامها فماذا فعل العراقيون الأحرار وهم يقرأون بيان حزب الله الأول الذي أعلنوا فيه ولاءهم المطلق لخامنئي؟ ها هو الحزب ما زال يعمل وما زال يتحدى الحكومة والشعب العراقي.
اليوم أمام العراق فرصة قد لا تتكرر الفترة المقبلة ستكون مسرحاً لامتحان السيادة العراقية، وقد مد لكم أخوتكم العرب يدهم لمساعدتكم على تخطي هذه التحديات، ولكم أنتم الخيار في تحديد مصالحكم الحقيقية.
النظام الإيراني لن يترك العراقيين ليعيشوا حياة مستقرة هانئة فهم لم يمنحوا هذه الراحة لشعبهم فهل سيمنحونها لغيرهم؟
سيضغط هذا النظام لجعل القانون العراقي حبراً على ورق، ولتحويل التفاعل الإيجابي من حكومتكم إلى مجرد شكليات، لإيصال رسالة للعراقيين بأنكم مجرد أدوات إيرانية، لذلك لكم كل التقدير على تفاعلكم، وتمنياتنا لكم أن نرى العراق حراً أبياً مستقلاً ذا سيادة فعلية وحقيقية ونداً لجميع من حوله في تقدمه ونهضته ونمائه وفي رفاهية ورخاء شعبه.
نقلاً عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة