محلل إيراني: طهران تخشى تطورات سياسية ضد مصالحها بالعراق
محلل سياسي إيراني معارض يعتبر أن طهران تحاول التدخل لوقف الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في العراق، خشية تطورات سياسية ضد مصالحها.
اعتبر محلل سياسي إيراني معارض أن طهران تحاول التدخل لوقف الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في العراق منذ الثلاثاء الماضي، خشية أن تسفر عن تطورات سياسية ضد مصالحها.
وأضاف علي صدر زادة، الصحفي والمحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط المقيم في ألمانيا، أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تعمدت تشويه المتظاهرين من قبيل وجود أطراف خارجية تحرك المشهد الراهن في بغداد رغم أن الشعارات نددت بالفساد، والبطالة.
وقال زادة في مقابلة مع شبكة "دويتشه فيله" الألمانية في نسختها الفارسية، الخميس، إن هناك أطرافا موالية لإيران داخل العراق مثل مليشيا الحشد الشعبي تعارض هذه المظاهرات بشدة بزعم أنها تهدف إلى إحداث فوضى داخليا.
ويرى المحلل المهتم بالشؤون شرق الأوسطية أن النظام الإيراني ربما يكون غير راضيا عن حكومة عادل عبدالمهدي، رئيس الوزراء العراقي لكنه لايرغب في أن تواجه حكومة بغداد مشكلة تؤدي إلى سقوطها نهائيا، وفق قوله.
وأكد زادة لـ "دويتشه فيله" أن العراق بلد مختطف من جانب إيران، لافتا إلى أن السخط الشعبي ببغداد ليس أمرا مستغربا بسبب انتشار الفساد الذي صار مضرب الأمثال في العالم، على حد تعبيره.
والتهم الفساد في العراق، بحسب المحلل الإيراني المعارض، ما يقارب 450 مليار دولار أمريكي حتى الآن، في ظل نظرة تشاؤمية للغاية تجاه السياسيين العراقيين من قبل الناس داخل البلاد.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي من وجهة نظره وراء اندلاع المظاهرات، كان عجز الحكومة العراقية عن تدبير احتياجات الناس التي من بينها قطاع الطاقة، في حين يحتاج حل المشكلات المعقدة، وإعادة تعمير البني التحتية الاقتصادية، فترة زمنية.
وأوضح المحلل الإيراني أن العراقيين لم يعد لديهم صبر إزاء إجراء إصلاحات، معتبرا أن بنية بغداد السياسية بحاجة إلى التكامل أولا حتى ينسجم الأداء الحكومي.
وشدد علي صدر زادة أن إيران تعد إحدى الأسباب الأساسية وراء أزمات العراق، بسبب تغولها في الشؤون العراقية الداخلية بعد مرحلة الغزو الأمريكي وسقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين عام 2003.
ولفت إلى أن ظهور تنظيم داعش الإرهابي داخل البلاد ساعد طهران على تعزيز تواجدها السياسي ونفوذها العسكري في بغداد، بحيث ارتأت إيران أن بإمكانها تطبيق نموذجها في إدارة الحكم عبر المليشيات المنفصلة عن الحكومة داخل المجتمع العراقي، وفق قوله.
وفي ظل هذه الأوضاع الراهنة، من وجهة نظر زادة، أصبحت مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران داخل العراق عقبة إزاء إمكانية وجود حكومة مركزية في بغداد، حيث أدت إلى إحداث اضطرابات في الداخل العراقي.
واختتم المحلل السياسي في مقابلته مع الشبكة الألمانية أن السفارة الإيرانية لدى العراق يديرها أعضاء بارزون في مليشيا الحرس الثوري، مردفا أن إيران تحاول بواسطة المال مناهضة القوى العراقية الرافضة لنفوذها في العراق مثل تياري مقتدى الصدر وعمار الحكيم.
وارتفعت حصيلة القتلى إلى 19 منذ الثلاثاء الماضي في اليوم الثالث من المظاهرات الدامية في العاصمة بغداد ومدن جنوبية عدة، وفق مسؤولين.
وشهد العراق انقطاعا بخدمات الإنترنت في جميع أنحاء البلاد بالتزامن مع احتجاجات واسعة.
وتشهد مدن بغداد والناصرية والنجف والكوت والديوانية والبصرة وديالي وكركوك وبابل مظاهرات شعبية واسعة انطلقت الثلاثاء، طالب خلالها المتظاهرون بالإصلاح وخروج إيران ومليشياتها من العراق، وتغيير النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية لحين إجراء الانتخابات التشريعية.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز