سموم إيران بالعراق.. المليشيات تسعى لتعكير العلاقات بين بغداد وواشنطن
المليشيات الإيرانية تسعى لتعكير العلاقات بين بغداد وواشنطن للإبقاء على النفوذ الإيراني في العراق وجعله ساحة حرب بالوكالة
تسعى إيران ومليشياتها عبر الخطب الشعبوية وإطلاق التهديدات ضد الوجود الأمريكي في العراق إلى تعكير العلاقات بين واشنطن وبغداد، ودفع العراق لتكون ساحة حرب خلفية تسمح لطهران بتنفيذ ردود انتقامية على عقوبات فرضها البيت الأبيض للحد من نشاطات نظام ولاية الفقيه الإرهابية.
ويقول مراقبون إن إيران تسعى لإجبار حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي على البقاء رهينة نفوذها ما يضعه في موقف حرج قبل زيارة مخطط لها إلى واشنطن لم يعلن عن موعدها بعد.
وشهدت العلاقات بين واشنطن وبغداد توترا ملحوظا خلال الأسابيع الماضية إثر تكثيف قادة مليشيات الحشد الشعبي والأحزاب الموالية لإيران لخطاباتها المتشددة ضد أمريكا، خصوصا بعد إدراج واشنطن للحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب الدولية وإيقافها تجديد الإعفاءات من العقوبات على طهران.
- الخارجية الأمريكية: طهران متورطة في عمليات تعذيب وقتل خارج القانون
- بالأسماء.. 36 مؤسسة استخبارية إيرانية في العراق
ونشرت السفارة الأمريكية في بغداد منشورا على صفحتها في "فيسبوك" عن مرشد النظام الإيراني علي خامنئي كرمز من رموز الفساد في النظام الإيراني، وذكرت السفارة في منشورها "يستشري الفساد في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءاً من القمة. فممتلكات مرشد النظام علي خامنئي وحده تقدر بـ٢٠٠ مليار دولار، بينما يرزح كثير من أبناء الشعب تحت وطأة الفقر بسبب الوضع الاقتصادي المزري الذي وصلت إليه إيران بعد 40 عاماً من حكم الملالي".
ولم يستبعد القائم بأعمال بعثة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد جوي هود، في مقابلة تلفزيونية مع إحدى الفضائيات العراقية في ٢٠ أبريل/نيسان الجاري، اتخاذ واشنطن لجملة من الإجراءات في مقدمتها عقوبات دبلوماسية وتجميد الأرصدة ومطاردة المسؤولين العراقيين وقادة المليشيات التابعة للحرس الثوري وجناحه الخارجي فيلق القدس، المتورطين في دعم الأنشطة الإرهابية لإيران في العراق والمنطقة.
وفي خضم المناوشات الخطابية بين الجانبين بات موقف الحكومة العراقية، فيما يستعد عبدالمهدي تحديد واشنطن موعدا لزيارته إلى البيت الأبيض، لكن غياب موقف واضح من بغداد تجاه العقوبات الأمريكية على إيران قد يلقي بظلاله عليها أو يتسبب في إرجاءها.
النائب في مجلس النواب العراقي مثنى أمين، عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، استبعد تأثر العلاقات بين بغداد وواشنطن بتصريحات قادة المليشيات.
وقال أمين لـ"العين الإخبارية": "لم تجمد زيارة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي إلى واشنطن ولن تتأثر الزيارة بتصريحات المليشيات، علاقات العراق الخارجية تنظم من قبل المؤسسات الرسمية للدولة، وليس من قادة المليشيات والأحزاب أو الجماعات، هذه المليشيات تعبر عن آرائها الشخصية، ولا تمثل الموقف الرسمي للعراق".
وبدأت الولايات المتحدة منذ أغسطس/آب الماضي بفرض عقوبات مشددة على إيران تهدف إلى تصفير صادرات إيران النفطية، إضافة إلى إجراءات أخرى تمثلت في تجميد مصادر تمويل الحرس الثوري والمليشيات التابعة له وإدراج أسماء الحرس الثوري وقادته وقادة المليشيات الإيرانية على قوائم الإرهاب الدولية.
وفي الوقت نفسه، أكدت مصادر مطلعة أن واشنطن ستعلن قوائم جديدة بأسماء شخصيات وقادة مليشيات تابعة لإيران مع حلول يونيو/حزيران المقبل.
ويتمثل واجب السفارة الأمريكية في بغداد حاليا في تنفيذ هدفين رئيسيين؛ هما مراقبة النشاطات الإيرانية في العراق وسوريا، وحث بغداد على الالتزام بالعقوبات الأمريكية على طهران.
وقال الخبير الأمني والسياسي العراقي هشام الهاشمي، لـ"العين الإخبارية"، إن "خطابات تحالف الفتح (تحالف مليشيات الحشد الشعبي في مجلس النواب العراقي) لا تتعدى حدود شجب واستنكار بيانات السفارة الأمريكية".
وتابع الهاشمي: "تنفذ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها كل أقوالها منذ أغسطس/آب الماضي، أما إيران وحلفاؤها فقد أخذوا جانب صخب الكلام والوعيد الذي لا فعل يتبعه".
وأشار الهاشمي إلى أن رئيس الوزراء العراقي ينتظر تحديد موعد زيارته إلى واشنطن بفارغ الصبر، مضيفا "يسعى عبدالمهدي لطمأنة الجانب الأمريكي بشأن مصالحه ومصالح حلفائه بالعراق، وأيضاً لإقناع أصحاب القرار في البيت الأبيض من أجل تمديد مدة استثناء العراق من العقوبات الأمريكية على إيران".
aXA6IDE4LjE5MS42Mi42OCA= جزيرة ام اند امز