"ماذا عن مدافع إيران؟".. "خيبة أمل" عراقية من زيارة الكاظمي لطهران
عبرت أوساط سياسية وشعبية في العراق عن خيبة أملها من الزيارة اختتمها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، للعاصمة الإيرانية طهران، في وقت كانت تأمل أن تثار ملفات معقدة تمس بأمن البلاد وقطاعها الاقتصادي.
وكان الكاظمي اختتم اليوم زيارة هي الثانية من نوعها إلى طهران استمرت لمدة يوم واحد، التقى خلالها رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شامخاني وعددا من المسؤولين الآخرين.
وأتت الزيارة في وقت يعاني العراق أزمات سيادية وأمنية واقتصادية تقع أسبابها الأكبر جراء السياسات التي تتبعها الجارة إيران.
وتوقع مراقبون أن يطرح رئيس الحكومة العراقي، خلال لقائه ساسة طهران، موضوع المليشيات المسلحة والإمدادات الحيوية من الطاقة والخروقات العسكرية الأخيرة.
إلا أن مجريات الأحداث بحسب البيانات الرسمية وتسريبات لبعض المصادر، جاءت بعكس تلك التوقعات بعد أن أظهرت الزيارة مناقشات بروتوكولية تناولت أطرا عامة وعلاقات مشتركة تجافي المشاكسات الإيرانية في الداخل العراقي.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي العراقي علي الكاتب إن "زيارة الكاظمي إلى إيران لم تلامس تطلعات الشارع وأزماته الحساسة والتي تتحمل طهران جزءاً كبيراً منها".
وأضاف الكاتب في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "هنالك جملة من القضايا المهمة التي تدق ناقوس خطرها في العراق جراء التمدد الإيراني من بينها نفوذ مليشياتها واعتداءاتها العسكرية مؤخراً في شمال البلاد، وهو ما كان يفرض الخوض فيها ووضع التفاهمات ما بين بغداد وطهران بشأنها".
ومع قرب الانتخابات التشريعية المرتقبة التي ستجرى بعد نحو 3 أسابيع، كان لا بد من تلك الزيارة أن تتمثل بالضغط على طهران بكف الدعم عن الفصائل المسلحة وتحييد نيرانها بعيداً عن حرية الناخب العراقي.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، كشفت أمس، عن سبب زيارة الكاظمي إلى إيران، فيما لفتت إلى أن الزيارة جاءت لتفعيل مذكرات تفاهم اتفق عليها خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي عُقد أواخر الشهر الماضي.
وقال عضو اللجنة عامر الفايز، في بيان، إن "الزيارة في هذا الوقت ذات أهمية للبلدين، وجاءت أيضا لاستكمال الزيارات السابقة للمسؤولين العراقيين والإيرانيين".
الفايز أضاف أن "الزيارة ستشهد تفعيل الكثير من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الدولية بين بغداد وطهران، وعلى رأسها ملف المياه والطاقة والاقتصاد والتبادل التجاري وتأمين الحدود بين البلدين".
ماذا عن مدافع إيران؟
وفي الأسبوع الماضي، هددت القوات البرية الحدودية الإيرانية بشن هجوم على مناطق شمال العراق بذريعة مطاردة عناصر معارضة لنظام طهران.وبعد أيام من إطلاق تحذيرها، نفذت المدفعية الإيرانية قصفاَ استهدف مناطق تابعة لمحافظة دهوك ضمن إقليم كردستان، عبر سلسلة هجمات ماتزال مستمرة لغاية الآن.
وأكد الكاتب أنه على وقع تلك المدافع كان من المفترض أن يبدأ الكاظمي زيارته إلى طهران لفتح ذلك الملف الذي يعد خرقاً سيادياً وانتهاكاً صارخاً لمواثيق حسن الجوار.
فيما يلفت الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي، إحسان عبدالله، إلى أن "إيران وكما هو معروف ومشخص تتحمل ما يجري من اضطراب وعدم استقرار في العراق بفعل رغبتها العارمة في مسك القرار السيادي والسياسي في بغداد".
وأكد عبدالله، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "طهران وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة خصوصاً بدأت تناور بورقة الإمدادات وبطاقات التهدئة مقابل الحصول على مكتسبات تضمن مصالحها في الداخل العراقي".
ووصف عبدالله، مخرجات زيارة الكاظمي التي أجراها أمس إلى العاصمة الإيرانية، طهران، بأنها "صادمة"، ودون مستوى الطموح والمتوقع.
واستدرك بالقول: "الغاز الإيراني وبنادقها المسلحة بيد الفصائل وخروقاتها في شمال البلاد، ثلاثية تهدد بانتزاع هيبة الدولة وطمس مؤسساتها وهو ما كان يدفع بالكاظمي أن يكون أكثر جرأة وحزماً في قول الحقائق دون رتوش أو مساحيق".