السؤال الذي يطرح نفسه الآن، من الذي عليه الدور في المرحلة القادمة ليخضع للتأديب من قبل الغرب؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، من الذي عليه الدور في المرحلة القادمة ليخضع للتأديب من قبل الغرب؟ إن المسؤولين الأمريكيين ومنذ الاحتلال الأمريكي للعراق لم يخفوا نيتهم في تحديد الفريسة القادمة لهم، فتوالت تصريحاتهم بشأن خطواتهم المقبلة سواء باتجاه إيران أم سوريا أو حزب الله، أو غيرهم من الدول والتنظيمات.
في محاضرة له في جامعة كاليفورنيا عام 2003، قال جيمس وولسي رئيس وكالة المخابرات الأمريكية السابق، إن نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط لن تنجح إلا من خلال ثورات شعبية في هذه المنطقة، وهو ما حصل بالفعل لاحقاً فيما سمي بـ"الربيع العربي"، والتي اعتبرها وولسي في ذلك الوقت بأنها من أهم الحروب التي تقودها بلاده في العالم بعد الحرب الباردة التي كانت بين القطبين الأمريكي والسوفييتي.
إيران هي منبع الإرهاب وما قطر سوى تلك البئر التي ترتوي منها جماعات التطرف، وما نشهده من تلويح أمريكي بتقليم أظافر النظام الإيراني ربما يكون بمثابة الشرارة التي ستؤدي إلى إشعال النار في الداخل الإيراني، والذي ربما يبث الأمل من جديد في إطلاق انتفاضة شعبية تؤدي إلى نهاية هذا النظام
وأشار وولسي حينها أيضا إلى أن مثل هذه الثورات ستؤدي بعد فترة ليست قصيرة إلى ولادة شرق أوسط جديد، تتغير فيه أنظمة الحكم في كل من إيران وسوريا، وأن الديمقراطية آتية لاريب فيها إلى منطقة الشرق الأوسط بحسب تعبيره.
هذه الرؤية الأمريكية للمنطقة بلا شك تهدف لتحقيق أهداف القوة الأكبر في العالم، والتي أسهمت في عهد أوباما إلى تقوية شوكة النظام الإيراني في المنطقة؛ والذي يعد أكبر المستفيدين مما سمّي بـ"الربيع العربي"، خاصة في ظل ذلك التعاون والتساهل الذي وجده هذا النظام في ذلك الوقت، وتُوّج بالاتفاق النووي الذي طار به النظام الإيراني فرحاً، وفتح له المجال في الحصول على مئات الملايين من الأموال المجمدة التي صرفها على الجماعات والمليشيات الطائفية لنشر الفوضى والخراب.
مع تولي الرئيس دونالد ترامب ينتاب الأمريكيون قلق واضح حول علاقة قطر مع إيران، خاصة إذا ما استمر النظام القطري في استخدام تلك السيولة المالية التي يجنيها من تصدير الغاز، في دعم العناصر المتطرفة، سواء العلنية منها أم السرية كبعض جماعات الإرهاب، وهذا التمويل القطري للمنظمات والجماعات الإرهابية هو أكثر ما يؤرق الإدارة الامريكية والعالم.
إن أي حرب على الإرهاب لابد وأن تتضمن اقتلاع جذوره من منبعها، والجميع يعلم أن إيران هي منبع الإرهاب؛ وما قطر سوى تلك البئر التي ترتوي منها جماعات التطرف، وما نشهده من تلويح أمريكي بتقليم أظافر النظام الإيراني ربما يكون بمثابة الشرارة التي ستؤدي إلى إشعال النار في الداخل الإيراني، والذي ربما يبث الأمل من جديد في إطلاق انتفاضة شعبية تؤدي إلى نهاية هذا النظام الذي تأذى منه الجميع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة