من حزب الله لحماس..هكذا شلّت إسرائيل أذرع إيران قبل ضرب «القلب»

قبل أن تتجه إسرائيل نحو قلب إيران، كانت قد بدأت منذ 2023 بتقويض نفوذ أذرعها، عبر تفكيك أدواتها الإقليمية من لبنان إلى اليمن.
فالهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران، اليوم الجمعة، لم يكن عملا منفصلا أو وليد اللحظة، بل نتيجة استراتيجية طويلة الأمد بدأت خريف 2023.
ففي ذلك العام، شنّت إسرائيل ضربات دقيقة وعمليات سرية، استهدفت من خلالها بنية ما يسمى بـ"محور المقاومة" والمتمثل في حزب الله بلبنان، وحماس في قطاع غزة، ومليشيات الحوثي باليمن.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة مصورة أن العملية العسكرية ضد إيران، استهدفت "قلب" برنامجها النووي، وستستمر "بقدر ما يلزم من أيام".
أما إيران، فتوعد رئيسها مسعود بزشكيان، بأن بلاده ستجعل إسرائيل "تندم" على هجومها.
وفيما يلي تستعرض "العين الإخبارية" هذه الأدوات استنادا لتقرير نشرته وكالة "فرانس برس".
حزب الله- لبنان
لطالما شكل حزب الله المجموعة الأكثر نفوذا في ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران.
لكنه مُني بضربات قاسية خلال المواجهة الأخيرة مع اسرائيل، على خلفية فتحه في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جبهة إسناد من جنوب لبنان، دعما لحليفته حماس في غزة.
وخرج الحزب من حربه الأخيرة التي أعقبت أكثر من عام من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية ضعيفا، حيث قضت اسرائيل على أبرز قادته على رأسهم الأمين العام حسن نصرالله.
كما دمرت إسرائيل جزءا كبيرا من ترسانته العسكرية، وقطعت طرق إمداده التقليدية، خصوصا من سوريا المجاورة بعد إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنهى وقف لإطلاق النار بوساطة أمريكية، المواجهة بين الطرفين، والتي خلّفت دمارا واسعا خصوصا في معاقل الحزب في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
وبموجب الاتفاق، وافق حزب الله، على تفكيك بناه العسكرية والانسحاب من المنطقة الحدودية الممتدة جنوب نهر الليطاني، في مقابل انتشار الجيش اللبناني.
وفكّك الجيش، وفق السلطات حتى الأسبوع الماضي، أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن لحزب الله في المنطقة الحدودية.
ورغم وقف إطلاق النار، تواصل اسرائيل تنفيذ ضربات، لم تستثن الضاحية الجنوبية لبيروت، من دون أن يثير ذلك أي رد فعل من حزب الله أو من داعمته طهران، التي نأت بنفسها منذ بدء التصعيد مع اسرائيل.
ويؤكد الباحث في "أتلانتيك كاونسل" نيكولاس بلانفورد أن "قوة الردع لدى حزب الله تراجعت"، رغم احتفاظه بقدرات هجومية، معتبرا أن طهران باتت أكثر حذرا في إصدار أوامر الرد.
وقال لوكالة "فرانس برس": "أعتقد أن قوة ردع حزب الله قد تزعزت خلال الحرب. لكنه ما زال في وضع يخوله الحاق الضرر بإسرائيل"، بعدما "احتفظ بقدرات كافية للقيام بذلك".
لكن الأمر ليس بهذه السهولة. ويشرح بلانفورد "سيكون من الصعب عليهم سياسيا فعل ذلك.. لقد تغيرت الديناميكيات منذ الحرب" مع اسرائيل.
ويتعيّن على إيران، وفق بلانفورد، تقييم خطورة الهجوم ومدى التهديد الذي يمثله، قبل أن توعز لمجموعات موالية لها لاسيما حزب الله بالرد على اسرائيل.
وندد حزب الله الجمعة بالضربات الإسرائيلية على إيران، معتبرا أنها تهدد "بإشعال المنطقة".
حماس- غزة
منذ هجومها على بلدات إسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دفعت حماس ثمنا باهظا، بعد مقتل عدد من قادتها الميدانيين والسياسيين، وتدمير مواقع وقدرات، ما أجبرها على الاحتماء في شبكة أنفاق معزولة.
واليوم، تقف حماس مشلولة سياسيا ومحاصرة جغرافيا، فيما ترد إسرائيل فورا على أي إطلاق نار منها.
واليوم الجمعة، سارعت حركة حماس إلى التنديد بالهجوم الإسرائيلي على إيران، وقالت إنه "يُنذر بانفجار المنطقة".
الحوثيون باليمن- والرهان الأخير
وسط تهاوي باقي الأذرع، بات الحوثيون وكأنهم "الورقة الإيرانية الأخيرة" في مواجهة إسرائيل، بحسب فرانس برس.
فمنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة عام ٢٠٢٣، استهدف الحوثيون إسرائيل وسفنها بصواريخ ومسيّرات.
ولم تتمكن إسرائيل والولايات المتحدة من وقف تلك الهجمات رغم الضربات المتعددة العنيفة التي نفذتها، ضد مواقع الانقلابيين في اليمن.
ومع احتفاظهم بقدرة نارية مؤثرة واستقلالية حركية، يُتوقع أن يكون ردهم الأسرع، بحسب بلانفورد.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA= جزيرة ام اند امز