جيروزاليم بوست: عشرات من نساء الموساد اخترقن إيران خلال الحرب

كشفت مصادر إسرائيلية النقاب، عن أن عشرات من نساء الموساد اخترقن إيران خلال حرب الأيام الاثني عشر.
وسبق أن كشفت تقارير إسرائيلية عن وجود عملاء لـ"الموساد" على الأرض في إيران، ولكن للمرة الأولى يكشف النقاب عن أن الحديث عن عميلات للموساد.
و"الموساد" هو جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي المعروف بأنه يستعين في الكثير من عملياته السرية بالنساء.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن "عشرات من نساء الموساد اخترقن إيران، وكن على الأرض ينفذن عمليات متنوعة خلال الهجمات الإسرائيلية على برامج طهران النووية والصاروخية الباليستية في يونيو/حزيران الماضي".
وذكرت أن مدير الموساد، ديفيد بارنياع، يعتبر دور عميلات الموساد خلال حرب إيران "بالغ الأهمية".
وقالت: "في حين أن طبيعة ما فعلته هؤلاء النساء لا تزال سرية، إلا أنه في عام 2024، تم تكريم عميلة بارزة في الموساد تُعرف باسم "جي"، ولديها خلفية وخبرة خاصة في إيران وفي تجنيد جواسيس أجانب في دول معادية، بإضاءة شعلة في احتفال يوم الاستقلال الوطني الإسرائيلي".
وأضافت: "بالمثل، وصف كتاب مايكل بار زوهار "أمازونيات الموساد" الصادر عام 2021 عميلات الموساد بأنهن لا يقتصرن على إغواء مسؤولي العدو الذكور ومراقبة المواقع النووية الإيرانية، بل ينفذن أيضًا عمليات حركية وهجمات أخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في حين أن الموساد لا يرغب في لفت الانتباه إلى أي مجموعة فرعية من الجواسيس المحتملين، فإن الانطباع هو أن نساء الموساد في عام 2025 يتولين بشكل متزايد جميع أنواع الأدوار التجسسية مقارنةً بعميلات الماضي".
وقالت: "أرسل برنياع مئات من عملاء الموساد، أو أفرادًا يديرهم عملاء الموساد، إلى عمليات في إيران في وقت واحد، وكانت جميع مجموعات الموظفين المختلفة منسقة للغاية".
تجنيد عملاء إيرانيين
وكشفت الصحيفة النقاب عن أن "رئيس جهاز المخابرات أشرف على مشروع جمع عملاء من خلفيات وتخصصات واسعة النطاق بشكل استثنائي".
وقالت: "إلى جانب عملاء الموساد الإسرائيليين الفعليين، وصل جهاز التجسس إلى مستويات جديدة في تجنيد وتدريب عملاء إيرانيين معارضين محليين للعمل ضد النظام في إيران".
وهذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيه عن تجنيد الموساد عملاء إيرانيين معارضين.
مهام عملاء الموساد
وكان الموساد نشر خلال الحرب إعلانات باللغة الفارسية لتجنيد عملاء في إيران.
وقدمت الصحيفة للمرة الأولى شرحا عن مهام عملاء الموساد على الأرض قبل وخلال الحرب. وقالت: "استهدف عملاء الموساد في طهران، مجتمعين، أعدادًا كبيرة من منصات الرادار والصواريخ الباليستية. كما زودوا المقاتلات الإسرائيلية بمعلومات استهداف لمجموعة واسعة من الأهداف الإيرانية الأخرى".
وأضافت: "كانت الضربة الافتتاحية للموساد فعّالة للغاية لدرجة أن إيران لم تتمكن من شن هجوم مضاد على إسرائيل إلا في اليوم الثاني من الحرب".
واعتبرت الصحيفة أن نساء الموساد لعبن دورا حاسما في هذه المهمات.
مواقع اليورانيوم
وقالت: "بالإضافة إلى الاكتشافات الجديدة حول الدور الحاسم للمرأة خلال العملية الإيرانية، علمنا أن الموساد لديه معرفة كافية بموقع اليورانيوم الإيراني المخصب، الذي لم يُضرب بعد. لذلك، يمكن للموساد التدخل إذا بدا أن طهران تحاول استخدام هذا اليورانيوم للتحرك مجددًا نحو صنع سلاح نووي".
وأضافت: "علاوة على ذلك، سيُركز الموساد بشدة على هذه القضية، على الأقل حتى تُتيح إيران الوصول إلى اليورانيوم لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وذكرت أنه "خلال العملية الإيرانية، دمرت إسرائيل جزءًا كبيرًا من المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية الثلاث: نطنز، وفوردو، وأصفهان، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنشآت النووية الأخرى".
وقالت: "مع ذلك، كان هناك خلاف كبير ومصدر تكهنات مفاده أن إسرائيل لم تدمر أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% - وهو ما يقارب درجة صنع الأسلحة - خلال العملية".
وأضافت: "نظريًا، يمكن تخصيب هذه الكمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بشكل أكبر واستخدامها لإنتاج حوالي ست قنابل نووية".
وتابعت: "في أواخر يونيو/حزيران، عندما انتهت العملية، ادعى بعض النقاد الإسرائيليين أن طهران قد تُسرّع إنتاج قنبلة نووية في غضون أشهر، نظرًا لعدم تعرض اليورانيوم للقصف".
وأردفت: "في المقابل، صرّح عدد من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين بأنه حتى لو بدأت إيران فورًا في إعادة بناء مكونات برنامجها النووي التي تعرضت للقصف، فسيستغرق الأمر حوالي عامين قبل أن تتمكن من محاولة إنتاج سلاح نووي، وذلك لأن اليورانيوم المخصب بحد ذاته لا يمكن استخدامه لأغراض كثيرة".
ولكنها أشارت إلى أن "الكشف الأخير عن إمكانية تدخل الموساد إذا حاولت طهران القيام بأي تحركات خطيرة جديدة باليورانيوم، ينبغي أن يدفع طهران إلى التوقف".
وقالت الصحيفة: "في الواقع، من بين الشروط التي وضعها الغرب لإيران لتجنب إعادة فرض العقوبات العالمية عليها خلال أسبوعين تقريبًا، أن تسمح طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى اليورانيوم الذي تمتلكه".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز