إيران ترهب صحفيي وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية
نشطاء مدنيون إيرانيون يتوقعون اندلاع الاحتجاجات مجددا بسبب بقاء مسبباتها على حالها من حيث الأزمات الاقتصادية والاجتماعية داخل البلاد.
شنت السلطات الإيرانية حملة أمنية تستهدف تخويف عائلات صحفيين يعملون لحساب وسائل إعلام ناطقة بالفارسية من الخارج مثل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، ومحطة "إيران إنترناشونال" على خلفية الاحتجاجات الأخيرة.
وذكرت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية في تقرير عبر نسختها الناطقة بالفارسية، الأحد، أن الضغوط الأمنية زادت في الأيام الماضية على عائلات الصحفيين العاملين لدى وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية خارج إيران.
ويبدو أن التغطية الخبرية المرئية لوسائل الإعلام المذكورة خلال الاحتجاجات أغضبت المسؤولين الإيرانيين، في ظل قطع خدمة الإنترنت داخل أغلب محافظات البلاد، حسب "دويتشه فيله".
وباشرت عناصر وزارة الاستخبارات الإيرانية، حسب التقرير، عمليات التضييق على عائلات صحفيي القسم الفارسي لدى "بي بي سي"، ومحطة "إيران إنترناشونال" التي تبث بالفارسية من لندن.
وتعرض عدد من عائلات هؤلاء الصحفيين لاعتداءات من عناصر الاستخبارات في نطاق مدن أبرزها العاصمة الإيرانية طهران على مدار الأيام الماضية، وتلقى البعض الآخر تهديدات عبر الهاتف تتضمن قطع علاقاتهم فورا بالعاملين لدى وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية من الخارج.
وفي سياق منفصل، دعم عشرات الناشطين المدنيين الإيرانيين ما عرفت باحتجاجات البنزين داخل بلادهم، داعين النظام الإيراني للاعتذار علنا بعد استخدام قوات الأمن القمع ضد المتظاهرين، وتعويض عائلات ضحايا الاحتجاجات.
وطالب الناشطون، في بيان تداولته وسائل إعلام معارضة، بإطلاق سراح المحتجين المعتقلين فوريا، وعدم الانجرار إلى الأساليب السابقة للتعامل مع الاحتجاجات.
وتضامن ناشطون إيرانيون مدنيون أبرزهم أبوالفضل قدياني، وحسين رفيعي، وسعيد مدني ووقعوا بيانا جماعيا موجها دون تسمية للمرشد علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني، مع الاحتجاجات التي اعتبروها بمثابة استياء شعبي من الفساد، والفقر، والتمييز.
ولفت البيان إلى الفقراء والمهمشين وسكان العشوائيات شاركوا في هذه الاحتجاجات التي اندلعت بعد رفع سعر البنزين فجأة في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مشيرا إلى أنهم خرجوا احتجاجا على المحسوبية أيضا غير أنهم تعرضوا لمعاملة عنيفة وغير إنسانية من جانب قوات الأمن الإيرانية، على حد نصه.
وتوقع النشطاء المدنيون الإيرانيون اندلاع الاحتجاجات مجددا بسبب بقاء مسبباتها على حالها من حيث الأزمات الاقتصادية والاجتماعية داخل البلاد.
ونعت البيان سياسات حكومة روحاني بـ"المتهورة والخاطئة" التي لن تحل أزمة سوء الوضع الراهن سوى بإجراء إصلاحات هيكلية عبر بدء حوار وطني داخلي.