وزير استخبارات إيران يلمح لرضوخ بلاده للمفاوضات مع واشنطن
في تصريحات تعكس عمق التوتر الذي يعيش فيه مسؤولو نظام ولاية الفقيه، وزير الاستخبارات الإيراني يقول إن بلاده يمكنها التفاوض مع واشنطن.
في تصريحات تعكس عمق التوتر الذي يعيش فيه مسؤولو نظام ولاية الفقيه إثر زيادة التصعيد مع الولايات المتحدة، قال وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي إن بلاده ستبدأ التفاوض مع واشنطن بعد موافقة المرشد علي خامنئي.
ونقل موقع "جماران" المحلي المحسوب على تيار الأصوليين، الخميس، عن علوي قوله إن بلاده ستجلس على طاولة مفاوضات مع أمريكا المفاوضات بمجرد صدور إذن من خامنئي.
وخلافا للهجة التصعيد بالرفض القاطع لفكرة التفاوض من الأساس التي كان يتبناها المسؤولون الإيرانيون منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني في مايو/أيار 2018، يبدي وزير الاستخبارات الإيراني ترحيبا في الوقت الراهن إذا ما تغيرت الظروف، على حد قوله.
واعتبر المسؤول الأمني البارز أن طهران لديها شرطان فقط يعوقان الدخول بالمفاوضات مع الولايات المتحدة، هما سريان حزمتي العقوبات وكذلك رفض المرشد الإيراني (يستحوذ على صلاحيات واسعة من بينها إقرار السلم وبدء الحرب) لهذا المقترح حتى الآن.
وعلى الرغم من إبداء خامنئي موقفا رافضا للتفاوض مع أمريكا حاليا، وهو الأمر الذي حدث أيضا قبل 4 سنوات لدى توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع قوى عالمية، لكن أسفر عن إذعانه في نهاية المطاف حينها بقبول المفاوضات النووية؛ أملا في الخروج من طائلة العقوبات الدولية التي كبدت بلاده خسائر فادحة.
إيران على لسان العديد من مسؤوليها لم تعد تخفي تأثرها على نحو وخيم في قطاعات عدة أبرزها النفط جراء حزمتي العقوبات اللتين فرضتهما واشنطن في أغسطس/آب، ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، إلى حد أن رئيس البلاد حسن روحاني لمح مؤخرا إلى إمكانية الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع أمريكا حال إذا ما عادت إلى حيز الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وفي سابقة هي الأولى، دافع جنرال إيراني متقاعد قبل أيام عن مقترح التفاوض بين بلاده والولايات المتحدة، معتبرا أن هذا الخيار لا يمكن التغاضي عنه بأي حال من الأحوال.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن حسين علائي القائد السابق لهيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري الإيراني، على هامش مقابلة معه، أن التفاوض سواء في ذروة القوة أو حتى الضعف لا يمكن تنحيته جانبا، على حد قوله.
وفي حين تهدف واشنطن إلى الاستفادة من خيار الدبلوماسية كحل يخفض مستوى التوتر العسكري مع إيران إقليميا بسبب سياساتها العدائية، يرى مسؤولون حكوميون أن أولى خطوات قبول بلادهم للتفاوض هي عودة الولايات المتحدة إلى مظلة الاتفاق النووي.
وفي سياق متصل، تساءلت إذاعة أمريكية ناطقة بالفارسية حول احتمالية رضوخ إيران للجلوس إلى طاولة مفاوضات في نهاية المطاف على غرار توقيع الاتفاق النووي قبل 4 سنوات، رغم تصعيد مواقفها العدائية مؤخرا.
وسلطت إذاعة صوت أمريكا التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، الضوء على تصريحات أدلى بها وزير النفط الإيراني بيجين نامدار زنجنة يعتبر خلالها أن بلاده لن تدخل مفاوضات جديدة طالما بقيت العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.
واعتبرت "صوت أمريكا"، في تقرير جديد، أن هذه أولى الإشارات الصادرة عن أحد المسؤولين الإيرانيين البارزين إزاء إمكانية حدوث تفاوض محتمل مع واشنطن بعد عام كامل من بدء حملة الضغط القصوى الأمريكية ضد نظام ولاية الفقيه.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA= جزيرة ام اند امز