احتجاجات خوزستان تصل طهران.. وخامنئي يعلق
نظم العشرات من أهالي مدينة "كرج" الواقعة غرب العاصمة الإيرانية طهران، مساء الأربعاء، وقفة تضامنية مع احتجاجات سكان محافظة خوزستان.
وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون إيرانيون توجه العشرات من سكان مدينة كرج إلى ساحة "ماهدشت" وسط المدينة للتضامن ودعم المحتجين العرب في محافظة خوزستان الذي يطالبون بتوفير المياه وسط صمت من قبل السلطات الحكومية.
- طهران تتضامن مع "احتجاجات خوزستان".. وإحراق دبابة إيرانية
- إيران تقطع الإنترنت عن خوزستان مع تصاعد الاحتجاجات
وجاء هذا التجمع بعد دعوة لنشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي بضرورة التجمع والتضامن مع سكان محافظة خوزستان في باقي المدن الإيرانية.
وانتشرت قوات أمنية مع آليات عسكرية في مناطق مختلفة من البلاد من بينها العاصمة طهران ومحافظة كرمنشاه غرب إيران، كما أفاد ناشطون.
خامنئي يتحرك
وخرج المرشد الإيراني علي خامنئي، مساء الأربعاء، عن صمته مع تزايد احتجاجات مدن محافظة خوزستان العربية جنوب البلاد بسبب أزمة المياه، تلك الاحتجاجات رفعت شعارات مناهضة للنظام ومرشده علي خامنئي.
واستغل خامنئي حسابه الرسمي على "أنستقرام" وأطلق تدوينة، دعا فيه المسؤولين في الحكومة الإيرانية إلى الإسراع في معالجة مشاكل خوزستان، في محاولة لاحتواء الغضب ضد النظام.
وكتب خامنئي: "من واجب المسؤولين معالجة مشاكل خوزستان، بشكل سريع وعاجل، وإذا كان هناك من يهتم بالناس، فلن يكون مرتاحًا في مواجهة القضايا الصعبة لخوزستان، ومن واجب الحكومات الدائم والعاجل أن تهتم بالناس".
وتأتي هذه الاحتجاجات فيما يستعد الرئيس الإيراني المنتخب المتشدد إبراهيم رئيسي، تسلم زمام السلطة في إيران بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي حسن روحاني مطلع آب/أغسطس المقبل.
ويطالب المحتجون في خوزستان بتوفير المياه الصالحة للشرب والزراعة التي انعدمت في الفترة الأخيرة بشكل غير مسبوق بسبب سياسات الحكومات الإيرانية والنظرة تجاه المجتمع العربي في خوزستان.
وبدأت مظاهرات احتجاجا على نقص المياه في مختلف مدن خوزستان الخميس الماضي بدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلت صورها تدريجيا إلى وسائل الإعلام يوم الجمعة.
وفي الليالي الماضية، ومع ازدياد سواد الطقس، امتدت المظاهرات تدريجياً إلى مدن الأهواز، والخفاجية والفلاحية، ودزفول، والشوش، والكرخة ، والمحمرة ومعشور.
واستخدمت قوات الأمن العنف المفرط ضد المحتجين في مناطق مختلفة من خوزستان وأوقعت تلك الصدامات 8 قتلى من المحتجين فيما لقي ضابط من قوات الشرطة مصرعه وأصيب 14 آخرين في آخر حصيلة أعلنت عنها وسائل إعلام حكومية ومعارضة.
وأصدر أكثر من 330 مخرجًا وكاتبًا وناشطًا ثقافيًا وفنيًا إيرانيًا بيانًا، الأربعاء، أعلنوا فيه تضامنهم مع "جميع أبناء خوزستان".
ومع تصاعد القمع الأمني ضد المتظاهرين في مختلف مدن محافظة خوزستان لليوم السادس من الاحتجاجات، قال الموقعون على البيان إن "اللصوص الذين نهبوا بيئة وموارد وثقافة الإيرانيين لا يستحقون المسؤولية".
كما كتبت الشخصيات الثقافية والفنية أن المتظاهرين "نجوا من القمع والعنف والتمييز"، وقالوا إن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تدمير إيران.