إيران وبركان الغضب.. مظاهرات العمال تهدد بحرق رؤوس الملالي
مظاهرات الغضب تندلع في إيران مع تفاقم الظروف الاقتصادية الصعبة وتقييد الحريات وانتشار الفساد.. ماذا يحدث في إيران؟
سخط وغضب مُتصاعد داخل مختلف أطياف و شرائح الشعب الإيراني، عمليات فساد ونهب تجرى على قدم و ساق، تظاهرات ومعارضة مستمرة ضد سياسات النظام الداخلية والخارجية.
بدأ بركان الغضب الإيراني العمالي ينشط بداية العام، حيث تصاعدت حدة المظاهرات في الشوارع مما يهدد باقتراب الانفجار وقذف الحمم على رؤوس ملالي إيران، على خلفية ظروف معيشية صعبة، وفساد من الداخل وسياسات تخريبية في الخارج، جعلت ضريبة المعاناه ترتفع إلى حد يفوق طاقة احتمال الشعب الإيراني المغلوب على أمره.
- بالأسماء والتفاصيل.. إيران تصنع القنبلة النووية رغم اتفاق لوزان
- غضب إيراني من زيارة "ماكين".. وترامب يتوعد الملالي
قبضة حديدية أمنية جعلت من الظروف المعيشية للعمال أكثر صعوبة، فبعد الاتفاق النووي أفرجت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما عن أموال إيرانية كانت مجمدة بسبب العقوبات الدولية على إيران، كما سهل الاتفاق إنتاج وبيع النفط الإيراني، لكن الحكومة الإيرانية وبالرغم من إدعاءاتها بالإصلاح واحترام القوانين الدولية أنفقت معظم هذه الأموال لصالح مشروعها التوسعي الإقليمي في المنطقة ودعم مجموعات إرهابية مثل "حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن".
ففي يوم 28 فبراير واصل مئات من العمال في المجموعة الوطنية لصناعة فولاذ إيران في الأهواز الاحتجاج أمام مبنى محافظة خوزستان، نتيجة عدم دفع رواتبهم و مخصصاتهم منذ 5 أشهر وكذلك عدم حسم وضع المعمل ومستقبلهم الوظيفي.
ورفع العمال الذين تظاهرو لليوم الثامن عشر لافتات كتب عليها "نحن عاملو المجموعة الوطنية لم نستلم رواتب منذ شهور" و"نحن عمال المجموعة الوطنية نحتج حتى آخر المطاف".
المجموعة الوطنية لصناعة الفولاذ في الأهواز تعد من أكبر الوحدات الإنتاجية في إيران حيث تم بيعها عام 2009 إلى أحد رموز النظام الحاكم، في صفقة مشبوهه إحيلت للقضاء.
كما تظاهر عمال مجمع قصب السكر بسبب عدم استلام رواتبهم، وأضرب 80 شخصا من سائقي الشاحنات بعد أن امتنع النظام الحكومي عن دفع مستحقات 250 عاملا.
في بداية مارس الماضي، احتشد عمال الخدمات في بلدية المنطقة 4 في الأهواز للاحتجاج على عدم دفع 3 شهور من رواتبهم. وجاء هذا التجمع في وقت كان عدد آخر من عمال بلدية المنطقة 3 قد تجمعوا أيضًا للاحتجاج على عدم دفع رواتبهم المتأخرة.
تواصل مع هذه الاحتجاجات، عمال شركة كرمان للطرق، حيث قاموا بغلق المجموعة بسبب عدم دفع رواتبهم المتأخرة منذ 4 شهور.
واحتشد أكثر من 300 من عمال "شيشه قزوين" للاحتجاج على عدم دفع رواتبهم المتأخرة منذ 5 شهور.
عمال المناجم أيضًا قاموا بالاحتجاج، حيث تجمع 230 عاملا في منجم "كروميت اسفندقه" بمدينة كرمان بسبب عدم دفع رواتبهم المتأخرة لمدة 4 أشهر.
ويعتبر منجم "كروميت اسفندقه" واحدا من أكبر مناجم "كرميت"، كما شهدت إيران مطلع العام الحالي العديد من الوقفات الاحتجاجية للعمال بسبب تدني الرواتب وتأخير صرفها.
وتعد أزمة التأخير في دفع أجور العمال من الأزمات الرائجة في إيران، حيث تتناقل الصحف والمواقع الحكومية الإيرانية باستمرار أخبار وصور وقفات احتجاجية لعمال أمام المنشآت والدوائر التابعة للحكومة.
كما شهدت العاصمة طهران وقفات احتجاجية قام بها عمال غاضبون أمام برلمان النظام وأقدم بعضهم على الانتحار من خلال إضرام النار في أجسادهم احتجاجاً على تدني أجورهم وعدم صرفها في وقتها.
سياسات خارجية فاشلة
سياسات خارجية عدائية تجعل من طهران عاصمة مُنعزلة، حيث تظاهر المئات في شوارع مدينة أصفهان ضد تدخل نظام طهران بسوريا، غضب يسود الشارع من جراء التكلفة الاقتصادية لدعم إيران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويرى محللون أن تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران فاقم من الغضب الشعبي ضد سياسيتها الخارجية، والتدخلات في شئون الدول العربية، ودعم الحركات الإرهابية في المنطقة.
وهتف الموظفون "اخرجوا من سوريا وفكروا بوضعنا المالي"، وذلك احتجاجا على عدم دفع الحكومة رواتبهم، في حين أن أموال النفط تذهب إلى سدنة الفساد في النظام الإيراني.
وخلال الشهر الجاري، وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الإيرانية ومئات المواطنين في إقليم "بلوشستان"، بعد احتجاجات شهدها الإقليم بسبب اعتقال الشيخ مولوي فضل الرحمن كوهي.
وقامت القوات الأمنية بالقبض عليه بعد أن أطلق فتوى يحرم فيها توجه شباب السنة إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات نظام الأسد، وذلك بعد معلومات تحدثت عن قيام الحرس الثوري بخطوات لاستغلال الشباب السنة العاطلين عن العمل لإرسالهم إلى سوريا من أجـــل دعم قوات النظام في المعارك الجارية ضد معارضيه.
هيئة حقوق الإنسان التابعة للأم المتحدة رصد التجاوزات الإيرانية التي وصفتها الهيئة بالخطيرة، حيث قمعت طهران على مدار عام وبشدة الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والانضمام إليها، وحرية التجمع السلمي والمعتقد الديني، فقبضت على منتقديها وسجنتهم عقب محاكمات بالغة الجور أمام "محاكم ثورية".
نظام الملالي يُحذر
تشهد إيران في 19 مايو المقبل انتخابات رئاسية مصيرية، في وقت تشتد فيه التوترات بين طهران وواشنطن على خلفية الملف النووي والسياسات التي تتبعها إيران بالمنطقة، وغضب شعبي نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
ووجهت السلطات الإيرانية تحذيراً شديد اللهجة من مغبة محاولة تكرار أحداث "الحركة الخضراء" الاحتجاجية التي نفذها إصلاحيون خلال انتخابات عام 2009 الرئاسية، وذلك في وقت تشتد فيه سخونة الحملات الانتخابية في البلاد، بينما قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن الانتخابات ستكون "ذخرا للبلاد" رغم أنف من وصفهم بـ"الإعداء".
التحذير من مغبة محاولة تكرار المظاهرات التي شهدتها إيران ضمن ما عُرف عام 2009 بـ"الحركة الخضراء" جاء على لسان مدعي عام العاصمة طهران، عباس جعفري دولت آبادي، الذي قال إن إيران "شهدت قبل سنوات من الآن إقامة انتخابات مغايرة ومختلفة، وكذلك هو الحال في الانتخابات القادمة التي يتوجب أن تقام في أجواء آمنة وتنافسية وصحيحة".
وحذّر دولت آبادي من مغبة التحرك في الشارع قائلا، إن السلطة القضائية "سوف تتعامل قانونياً مع أي إجراء غير قانوني قد يقوم به المرشحون بعد منحهم الأهلية، أو مسؤولو الحملات الدعائية." مضيفاً أن قوى الأمن "كُلفت باتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع أي خرق للقوانين خلال المرحلة الانتخابية".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA= جزيرة ام اند امز