غضب إيراني من زيارة "ماكين".. وترامب يتوعد الملالي
إيران غاضبة من زيارة أجراها رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى ألبانيا.. ما السبب في ذلك؟ وما علاقة طهران؟
بدأت إيران تشعر بالقلق مع تزايد التقارير التي تفضح خداعها للمجتمع الدولي، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن يتوعد نظام الملالي في طهران، معلنا مراجعة الاتفاق النووي الإيراني الذي أسفر عن رفع العقوبات الدولية عن طهران.
وبلغ القلق الإيراني مداه أيضا مع الكشف عن تفاصيل سرية تتعلق بجهود طهران في صنع القنبلة النووية الإيرانية، منتهكة بذلك بنود الاتفاق الدولي.، لكن حالة من الغضب انتابت النظام الإيراني فور علمهم بالزيارة التي أجراها جون ماكين إلى ألبانيا.
- بالأسماء والتفاصيل.. إيران تصنع القنبلة النووية رغم اتفاق لوزان
- إيران.. مافيا الحرس الثوري الاقتصادية سبب رفض الاتفاق النووي
وقالت صحيفة "ذا ويكلي ستاندر" الأمريكية إنه رغم إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع رسميا أن إيران قد امتثلت لمتطلبات الاتفاق النووي، إلا أن ترامب قال فى مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلونى، إن الولايات المتحدة لا يسرها كثيرا النظام فى طهران.
وأضافت الصحيفة أن ترامب قال: "بالنسبة لإيران، اعتقد أنهم يسيئون إلى اتفاق تم توقيعه، كان اتفاقا رهيبا، وكان ينبغي ألا يتم التوقيع، إنهم لا يرقون إلى روح الاتفاق، ويمكنني أن أقول لكم ذلك، ونحن نحلل ذلك جدا، بعناية فائقة وسيكون لدينا شيء يمكن أن نقوله عن ذلك في المستقبل القريب".
وأشارت إلى أن ترامب اختار كلماته بعناية حينما تحدث عن إيران، مضيفة أن عودة العقوبات وتغيير طهران سيتطلب من الولايات المتحدة أكثر من الحديث الصريح عن المفاوضات، لإثبات أن إيران "لا ترقى إلى روح الصفقة"، وربما سيكون عليه فعل المزيد لإقناع الشركاء الأوروبيين بأن الصفقة تحتاج إلى تنقيحات وتطبيق أكثر صرامة.
ونوهت إلي أن زير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يقوم بالفعل بدوره في انتقاد الاتفاق النووي الإيراني والنشاط الإيراني المريب.
وعبّرت إيران عن قلقها الشديد من زيارة السيناتور الأمريكي جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، لمركز منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في العاصمة الألبانية، تيرانا، التي استقبلت الآلاف من أعضاء المنظمة الذين تم نقلهم أخيرا من العراق، ولقائه مريم رجوي، القيادية بالمنظمة ورئيسة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية".
وقد توفي العشرات من أعضاء الحركة خلال تواجدهم فى العراق خلال السنوات الأخيرة نتيجة الفشل الغربى فى الوفاء بوعوده لحمايتهم، في الوقت الذى زاد فيه تأثير طهران على الحكومة العراقية والمؤسسات العسكرية، وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كانت بطيئة في الرد على هذا الوضع، يرجع إليها الفضل في المساعدة على تأمين خروج المنفيين إلى الخارج.
وقد أتاحت عملية إعادة توطين المعارضة الإيرانية، تزويد بعض كبار مسؤوليها بقواعد عمليات مستقرة، حيث يمكنهم الانضمام بحرية إلى زملائهم من الناشطين ومواصلة دعوتهم لقضية تغيير النظام في طهران.
وبحسب تقرير موقع «أمريكان ثنكر» التحليلى الأمريكي، لا تشير زيارة ماكين فقط إلى التعاون بين المعارضة الإيرانية والغرب، لكنها تسلط الضوء على حقيقة أن هؤلاء النشطاء يتمتعون بمجموعة كبيرة ومتنامية من الحلفاء في الديمقراطيات الغربية الذين يدركون إمكانات التغيير التحولي في المنطقة التي يقودها الإيرانيون الأصليون وأسرهم في المنفى.
ومن ثم لا يثير الدهشة مطلقا أن النظام الإيراني سرعان ما أصدر ردا هستريا على زيارة ماكين، وإطلاق اتهامات بالإرهاب ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، بالإضافة إلى اتهام الولايات المتحدة بانتهاج سياسات "قذرة" في الشرق الأوسط، وأنها ستدفع ثمن زيارة ماكين وأخطائها الأخرى.
هناك سبب وجيه لشعور النظام بالقلق إزاء المسار الحالي للسياسة الأمريكية، وجاءت زيارة ماكين بعد عدة تحركات قام بها كل من البيت الأبيض والكونجرس لوضع سياسة أمريكية أكثر حزما تجاه إيران.
وقد كشفت إدارة ترامب أنها "على علم" باختبارات إيران الصاروخية الباليستية، وطلبت إعادة النظر فى الحرس الثوري الإيرانى واعتباره منظمة إرهابية أجنبية.
وفي الآونة الأخيرة، طرحت كل من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ مشاريع قوانين تهدف إلى توسيع نطاق العقوبات المفروضة على إيران، وربما تستهدف على وجه التحديد الحرس الثوري الإيراني الذي يواجه حاليا بعض القيود، في الوقت الذي يؤدي فيه دورا قياديا في الحروب الأهلية السورية واليمنية، وكذلك في الشؤون الداخلية لمجموعة متنوعة من البلدان الإقليمية.
وفى بداية جولة استمرت أسبوعا فى الشرق الأوسط، أكد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مجددًا، التزام الإدارة الأمريكية بالتعاون مع حلفاء مثل السعودية التى تشعر بالتهديد المتزايد من التوسع الإيراني وانتشار المسلحين المرتبطين بالحرس الثورى.
وأعلن ماتيس أن إيران مسؤولة عن جميع الأزمات في الشرق الأوسط، ودعا على وجه التحديد الولايات المتحدة لمواجهة النفوذ الإيراني في اليمن، حيث تدعم طهران المتمردين الحوثيين ضد الحكومة المعترف بها في البلاد.
وأكد وزير الخارجية ريكس تيلرسون مجددا على انتقادات واشنطن المستمرة للاتفاق النووي الإيراني. وعلى الرغم من أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن إيران ملتزمة عموما بالاتفاق، إلا أن البيت الأبيض لا يزال يشعر بالقلق إزاء إمكانية التدليس الإيراني ولكنه يركز أيضا بشكل مباشر أكثر على أن الاتفاق المبرم بالكامل سيؤدي إلى تخفيف العقوبات، على الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران.
وفى تصريحاته الأربعاء الماضى، ركز تيلرسون ليس فقط على الاتفاق النووى، وإنما أيضا على ما وصفه بـ"الاستفزازات المقلقة والمستمرة التى تصد عن إيران ومسؤولة عن تصدير الإرهاب والعنف".
إن غضب إيران بشأن التقارب بين الغرب والناشطين الإيرانيين يدل على القلق الذي يمكن استغلاله لصالح المصالح الغربية، وتحسين حياة المواطنين الذين يعيشون تحت سلطة الدكتاتورية الدينية الإيرانية.
إن الولايات المتحدة تسير في الطريق الصحيح من خلال مراجعة خطة الاتفاق النووي الإيراني، والانتقال إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء، وإيصال رسالة إلي طهران بأن دعمها المستمر للإرهاب، وقمعها لشعبها لن يتم التسامح معه.
وبمجرد أن تصل هذه التدابير إلى نهايتها، فإن العناصر السياسية الأكثر تشددا في إيران ستفقد نفوذها، وستفتقر مؤسساتها الأكثر قمعاً إلى الموارد اللازمة لإبقاء السكان المضطربين تحت سيطرتها.
وبمجرد أن تؤدي هذه التغييرات إلى مزيد من القلق بين الملايين الإيرانيين، فإن المجتمع الدولي سيكون قادرا على ممارسة ضغوط سياسية فعالة على النظام، وذلك لإقناعه بالاستماع أخيرا إلى مطالب شعبه والسماح للإصلاحيين الحقيقيين بدخول العملية السياسية، بما في ذلك المسؤولين المنتسبين إلى المعارضة الإيرانية.