إيران.. مافيا الحرس الثوري الاقتصادية سبب رفض الاتفاق النووي
المليشيا الإيرانية تمتلك أكثر من 800 شركة تعمل في النفط وغسيل الأموال
الحرس الثوري الإيراني يرفض الموافقة على الاتفاق النووي وذلك للحفاظ على شبكته الاقتصادية التي تعمل في مجال غسيل الأموال
عقب تقديم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية لولاية ثانية، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن حفظ الاتفاق النووي سيعد أهم القضايا السياسية الداخلية والخارجية للشعب الإيراني.
في المقابل، ترفض التيارات المتشددة اليمينية والحرس الثوري الإيراني ذلك الاتفاق، ويطالبون بالسير على نهج الاقتصاد المقاوم الذي دعا إليه المرشد الحالي علي خامنئي في خطاب له مارس/آذار الماضي.
وبينما زادت واردات أكبر 4 مشترين للنفط الإيراني في آسيا بنحو 58% في فبراير/شباط الماضي مقارنة بالشهر ذاته قبل عام، ذكرت مؤسسة الخميني للإغاثة أن إيران تشهد تزايدا في معدل الفقر حتى وصلت أعداد الإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر ما يربو على 11 مليون إيراني، فيما يرى مراقبون أن الحرس الثوري ومرشحي التيار المتشدد سيرجعون تدهور الوضع الاقتصادي إلى إبرام طهران اتفاق نووي مع الغرب، وأنه لا بديل عن الاقتصاد المقاوم حفاظا على هيمنتهم على اقتصاد البلاد.
المدون والناشط الإيراني مهدي ميرقادي، يرى أن الحرس الثوري أصبح بمثابة المافيا العسكرية والاقتصادية في إيران، حيث يعتبر أن الاتفاق النووي الإيراني يتسبب له في خسائر اقتصادية، هذا بجانب وجود عقوبات مفروضة على قياداته، كما أنه لا يريد وجود شركاء له في السلع التي يبيعها للداخل والخارج.
وأضاف ميرقادي لـ"العين" من إسطنبول، أن الشعب الإيراني أصبح مجبرا على الدخول في حروب في المنطقة، وهو النظام الذي وضعه الحرس الثوري وله تكاليف عالية من ميزانية الدولة الإيرانية، وهنا الحرس لا يريد أن تتغير تلك السياسات وأن يحدث تقليص لتلك الميزانية التي ينتفع من ورائها.
المدون الإيراني المناصر لتيار الشاه الإيراني والرافض لثورة الخميني، قال إن هناك ما يقرب من 812 شركة تقع تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، أشهرها مجموعة شركات خاتم الأنبياء، وهي شركات تعمل في العديد من الصناعات.
وينتظر الإيرانيون يوم 19 من الشهر المقبل للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، وتقدم ما يزيد على ألف مرشح لتلك الانتخابات، أشهرهم: الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، ومحمود أحمدي نجاد، ورجل الدين الإيراني إبراهيم رئيسي.
بدوره، اعتبر غسان حمدان الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن إيران أنفقت الكثير من الأموال من أجل الوصول إلى التقنية النووية، وترك هذا ليس بالأمر الهين، مشيرا إلى أن إيران تشعر بأنها مهددة وتريد أن تصل إلى مستوى كوريا الشمالية بحيث تكون لا تخشى أي نظام وبلد وقوة عظمى.
وقال حمدان لـ"العين" من بغداد، إن الحرس الثوري يعلم أن الغرب لن يسمح باستمرار إيران في برنامجها، لذلك بات الإيرانيون يلعبون على ورقة الوقت والتماطل لعل الغرب يقدمون بعض التنازلات.
وأكد حمدان، أن الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد استهلك خلال فترة العقوبات الكثير من الموارد بل إنه أفرغ الخزينة من أجل السوق السوداء. وتابع: "في فترة العقوبات لم تكن إيران قادرة على بيع النفط كالسابق، كما أن في فترته برزت مافيات عدة وانتهازيون أصبحوا من أصحاب المليارات.. والتيار المحافظ وخاصة حلقة خاصة من رؤساء الحرس الثوري، لديهم مصالح كثيرة لا يريدون خسارتها".
أما مهدي مهدوي أزاد، الصحفي والمحلل السياسي الإيراني، يرى أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران تتسبب في مشكلات للحرس الثوري الإيراني، لكن تلك العقوبات تعود عليه بالنفع داخل البلاد؟
وأوضح مهدوي أزاد الذي يعمل في شبكة "بي بي سي" الإخبارية لـ"العين" من لندن، أن الحرس الثوري يعد أكبر الفائزين من تلك العقوبات، وهذا يرجع لعدة أسباب؛ منها أن الحكومة من عام 2007 إلى 2013 تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط، وتتحايل على العقوبات عن طريق بيع النفط بواسطة الحرس الثوري الإيراني الذي منح المليارات من الدولارات من هذه العملية.
وتابع أزاد: "الأمر الثاني أن العقوبات ساعدت الحرس الثوري على تكوين شبكة غسيل أموال لنقل عائدات النفط وتحويل العملات المحلية إلى دولارات، فضلا عن تعزيزها لدور الحرس في تهريب البضائع، وكشف عن أنه في عام 2009 اشترى الحرس معظم أسهم اتصالات إيران بقيمة 7.8 مليار دولار في نصف ساعة، كما أنه يتملك أسهما في مجموعة شركات خاتم الأنبياء تبلغ قيمتها 25 مليار دولار.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز