مع قرب زوال "داعش".. الحرس الثوري الإيراني "وحش الإرهاب"
كبير الباحثين في مؤسسة دراسات الشرق الأوسط في باريس يحذر من خطورة الحرس الثوري الإيراني على المنطقة.. ماذا قال؟
قال كبير الباحثين في مؤسسة دراسات الشرق الأوسط في باريس إن الحرس الثوري الإيراني بات مصدر الخطر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، مع قرب زوال تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضاف الدكتور محمد أمين، في مقال بموقع "ديلي كولر" الأمريكي، الذي يديره تاكر كارلسون، الذي عمل مستشارا لنائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني: "بما أن الأعمدة الرئيسية لتنظيم داعش تتساقط مثل أوراق الدومينو، وتهديد الخلافة ينخفض تدريجيًا، فإن الوحش الأكثر إثارة للخوف، وهو الحرس الثوري الإيراني التابع للنظام الإيراني، يبرز في المشهد بمنطقة الشرق الأوسط".
- إنفوجراف.. سكان إيران 2017 بين الفقر والبطالة
- كاتب بريطاني: الانتخابات الإيرانية صراع بين المتشددين والرجعيين
ووصف الحرس الثوري الإيراني بأنه "وحش الإرهاب" الذي يتخذ صورة الوحش الأسطوري "ليفياثان"، وهو كائن بحري خرافي له رأس تنين وجسد أفعى ويرد ذكره مرات عدة في الكتاب المقدس، ويشار إلى أنه يملك قوة مطلقة لا يمكن السيطرة عليها.
وأوضح أن الحرس الثوري الإيراني، وهو ليفياثان الإرهاب، يمتلك الموارد المالية والعسكرية التي تتجاوز أحلام "داعش"، وبات منتشرا الآن في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن "مخالبه تمتد إلى ما وراء الحدود الجغرافية لإيران"، وبينما احتل تنظيم "داعش" أجزاء من سوريا وشمال العراق، بات للميليشيات الشيعية التابعة للحرس الثوري الإيراني حضور واسع في كل بلد تقريبا بالمنطقة".
وكشف كبير الباحثين بمؤسسة دراسات الشرق الأوسط في باريس أن الحرس الثوري الإيراني حاضر بقوة في العراق، من خلال سيطرته على منظمة بدر، وحركة النجباء، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، وكتائب الإمام علي، وسرايا الخراساني، وكتائب سيد الشهداء، لواء أبو فضل، لواء ذو الفقار، وحركات العبدال، وهناك العديد من الفروع الصغيرة الأخرى.
كما أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، حزب الله في لبنان -الذي شن هجمات إرهابية عديدة في المنطقة وحول العالم- تيار الأمل الإسلامي في البحرين، والجهاد الإسلامي وحركة الصابرين في فلسطين، والحرس الثوري الإسلامي في مصر، وحزب الله الكويتي، وكتائب الفاطميون في أفغانستان، وكتائب زينبيون في باكستان.
وقال كبير الباحثين: "هذه هي مخالب الحرس الثوري الإيراني الذي يدق قلبه في طهران، وجزء كبير من عائدات النفط التي حصل عليها النظام الإيراني تمول هذه الميليشيات باستمرار، مع عواقب وخيمة على المنطقة وأمن الدول الغربية".
وأوضح أن نسبة كبيرة من تمويل هذه الميليشيات تأتي من عائدات مشاريع تجارية يديرها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وتعاونيات الحرس الثوري الإيراني، ومؤسسة الإمام الخميني للإغاثة، وجمعية الباسيج التعاونية للحرس الثوري الإيراني، وحصة من ميزانية الحكومة.
وكشفت المعارضة الإيرانية الرئيسية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قائمة تضم 31 ألفا و690 عراقيا يعملون كمرتزقة مع الحرس الثوري الإيراني، ويحصلون على رواتبهم من إيران.
وفي العام الماضي، قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن ما يقرب من 100 ألف من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران تقاتل الآن على الأرض في العراق، مما يثير المخاوف من أنه في حال هزيمة "داعش"، لا يمكن استبدالها إلا بقوة أخرى مناهضة للولايات المتحدة تؤدي إلى مزيد من العنف الطائفي في المنطقة.
لفت كبير الباحثين بمؤسسة دراسات الشرق الأوسط إلى أن الحرس الثوري الإيراني حاضر أيضا بقوة في اليمن، حيث يتحمل الجزء الأكبر من تمويل الحوثيين الذين شنوا حربا دموية ضد الحكومة المركزية، كما وفر النظام الإيراني ترسانة الصواريخ الباليستية للطائرات الحربية والطائرات المسلحة بدون طيار للمتمردين الحوثيين، الذين يستخدمون سلاحا جديدا يثير المخاوف من الهجمات البحرية على الشحنات العسكرية والتجارية في المنطقة. وصرح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لصحيفة "واشنطن تايمز" الشهر الماضي بأن "هذا السلاح عبارة عن قارب صغير مصمم من قبل إيران ومزود بالمتفجرات".
في البحرين، يرى مسؤولون من "الولايات المتحدة ومحللون أوروبيون الآن تهديدا متزايد الخطورة يتمثل في إنشاء خلايا مسلحة تمولها إيران".
ويتلقى حزب الله اللبناني، وفقا لأمينه الحالي حسن نصر الله، كل أمواله وأسلحته من إيران. وفي 8 أكتوبر 2013، نقلت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية عن مصادر لبنانية أن إيران قدمت لحزب الله 30 مليار دولار على مدى السنوات الـ 30 الماضية.
وبالمثل، يقدر المحللون أن الدعم المالي السنوي الذي تقدمه طهران لعشرات الميليشيات الشيعية في العراق يصل إلى 1.5 مليار دولار، وما يتراوح بين 1.5 إلى 2.5 مليار دولار للحوثيين في اليمن، و1.5 مليار دولار لحزب الله اللبناني، 150 مليون دولار للفاطميون في أفغانستان (الذي يقاتلون أيضا في سوريا)، ونصف مليار دولار أخرى للميليشيات داخل دول الخليج.
وحسب بعض التقديرات، ينفق الحرس الثوري ما يقرب من 8 مليارات دولار على الميليشيات والمرتزقة في المنطقة، باستثناء سوريا.
وحذر كبير الباحثين في مؤسسة دراسات الشرق الأوسط في باريس، الدكتور محمد أمين، من أنه ما لم يتم طرد النظام الإيراني، والحرس الثوري، وعدد لا يحصى من الميليشيات المتطرفة من بلدان المنطقة، فإن العنف سوف يغرق الشرق الأوسط، مع ما يترتب على ذلك من آثار كارثية على العالم. وقال: "سيظل ليفياثان الإرهاب على قيد الحياة من خلال التوسع المستمر والتمدد في الشرق الأوسط، ولن يموت إلا إذا تم حصره داخل حدود إيران".
وأضاف: "كخطوة أولى أساسية في هذا الاتجاه، ينبغي لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تصنف الحرس الثوري الإسلامي كمنظمة إرهابية"، محذرا من أن الفشل في اتخاذ هذه الخطوة لن يؤدي إلا إلى تشجيع النظام الإيراني على ممارساته الإرهابية.
aXA6IDMuMTM5LjY3LjIyOCA= جزيرة ام اند امز