دبلوماسي أمريكي: الحرس الثوري الإيراني تهديد إرهابي "نووي"
سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة طالب إدارة ترامب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية ومعاقبة إيران على جرائمها
طالب جون بولتون، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية، ومعاقبة إيران على جرائمها ضد دول المنطقة.
وفي مقال نشرته مجلة "نيويورك بوست" الأمريكية، قال إنه عندما ضربت صواريخ توماهوك الأمريكية قاعدة الشعيرات الجوية السورية، كثف مسئولو البنتاجون جهودهم لتجنب إصابة أفراد الجيش الروسي في موقع قريب، لكن ما لم يذكره المعلقون، "أن وحدات من الحرس الثوري الإيراني كانت متواجدة أيضا في الشعيرات، بعد أن دعمت بشار الأسد قبل وقت طويل من التدخل الروسي الكبير".
واعتبر بولتون، وهو وأحد معارضي الاتفاق النووي مع إيران والمنادين بإسقاط نظامها، أن "هذا أكثر من مجرد أمر يبعث على السخرية، بالنظر إلى أن حملة الحرس الثوري الإرهابية طويلة الأمد ضد الولايات المتحدة وحلفائها". وقال: "تبحث واشنطن حاليًا ما إذا كانت ستصنف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية،رغأن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان صنف إيران نفسها كدولة راعية للإرهاب في عام 1984، وفي عام 2007، صنف (الرئيس السابق) جورج دبليو بوش فيلق القدس، رأس حربة الحرس الثوري الإيراني دوليا، كمنظمة إرهابية كذلك".
وأكد أن الحرس الثوري الإيراني مؤهل ليكون (منظمة إرهابية)، لافتا إلى دوره العسكري في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، وحماية نظامه من الانهيار.
وأشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني هو من أنشأ حزب الله اللبناني الذي وصفه بأنه "فصيل إرهابي" أيضا، ويعد بالأساس من الجماعات الإرهابية الشيعية المتواجدة في لبنان، والذي قام بدعم وإيعاز من الحرس الثوري الإيراني بتنفيذ الهجوم الانتحاري في أكتوبر/ تشرين الأول 1983 على قاعدة المارينز الأمريكية في بيروت، ما أسفر عن مقتل 241 شخصًا.
ولفت إلى أنه "في العراق، قام ضباط الحرس بتجهيز وتدريب وإرشاد وحتى قيادة القوات الحكومية في بغداد والميليشيات الشيعية لاستعادة السيطرة على الأراضي التي يسكنها العراقيون المنتمين للطائفة السنية بأعداد كبيرة. وقبل أن يسحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما القوات الأمريكية من العراق في عام 2011، كان مستشارو الحرس الثوري الإيراني يقومون بتدريب هذه الميليشيات الشيعية نفسها لقتل القوات الأمريكية بالقذائف المتفجرة، والأجهزة المتفجرة المرتجلة. وعلى الرغم من أن القادة الأمريكيين طلبوا مرارا تفويض واشنطن للرد، ظلت الجماعة آمنة داخل إيران".
وتابع محذرًا أن من أهم مهام الحرس الثوري الإيراني، اليوم، تتمثل في دوره المهيمن في برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية في إيران، التي لا تنتهك فقط البنود الرئيسية في الاتفاق النووي، وإنما تستغل كل ثغرة في اتفاق أوباما النووي. كما حذر من أن تقدم كوريا الشمالية سواء في برامجها النووية أو الصواريخ الباليستية سيسمح لإيران بشراء أي قدرات تمتلكها بيونج يانج مباشرة.
وأوضح أن "القرارات المتعلقة بهذه المسائل الحرجة في يد المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني، الذي يرفع تقاريره مباشرة إليه".
ورأى أن "التهديد النووي من الدول المارقة مثل إيران يعد تهديدا إرهابيا وليس عسكريا، يهدف إلى إرهاب السكان المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء العالم أو قتلهم وتشويههم في نهاية المطاف. ولا تشكل إيران تهديدا عسكريا كبيرا للولايات المتحدة أو أصدقائها وحلفائها. وأيا كان الضرر الذي قد تشكله ترسانة إيران النووية، خاصة للقوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط، فإن ذلك لن يضعف قدرة الولايات المتحدة على شن ضربات انتقامية مدمرة".
وأردف: "وقد أثبتت الوثائق التي تم الحصول عليها في أفغانستان، أن أحد الأهداف الأولى لتنظيم القاعدة هو الحصول على أسلحة نووية، وهو ما سيفعله بالتأكيد تنظيم داعش".
وتابع: "الحرس الثوري الإيراني أمامهم. مساعدة طهران بشكل متماثل كمصرف مركزي للإرهاب الدولي (مساعدة إرهابيين سنيين مثل حماس وطالبان والإرهابيين الشيعة) تعني أن البرنامج النووي الإيراني يتمتع بالفعل بإمكانية الوصول للعالمية، حتى قبل أن تعمل قدرات على إطلاق الصواريخ العابرة للقارات بشكل كامل".
وزاد: "بالنظر إلى هذا السجل، فإن كافة الشروط اللازمة لتصنيفه كمنظمة إرهابية متوافرة بوضوح، فهو أولا: كيان أجنبي، ثانيا: يشترك في أنشطة إرهابية (عنف بدوافع سياسية ضد أشخاص غير مقاتلين)، ثالثا: يهدد الأمن الأمريكي ومواطنينا". وقال: "ومع ذلك، من المفاجئ، أنه لا يزال تحالف غريب من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين المحترفين، يدافعون عن إيران ويعارضون تسمية الحرس كمنظمة إرهابية أجنبية".
ويدعي أصحاب هذا الموقف أنهم يخشون أن يؤدي تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية إلى تدمير اتفاق أوباما النووي الإيراني، "ويعرض للخطر الموظفين الأمريكيين الذين يقدمون المشورة لنظام بغداد في معركة داعش".
وشكك جون بولتون في صحة هذا الاعتقاد، وقال إن "التعبير عن ذلك بجرأة يعنى أن إيران تهدد بتصعيد برنامجها للأسلحة النووية ما لم يطلق العنان للحرس الثورى في أنشطته الإرهابية. هل سنواجه مثل هذه التهديدات؟".
وقال: "وبالمثل، هل نحن على استعداد لقبول أن القوات الأمريكية في العراق عرضة للخطر ببساطة لاحتمال جماعة واحدة من الإرهابيين، وهم يحاولون القضاء على منافس إرهابي؟ هذا السؤال، في الواقع، يظهر خطر التعاون مع إيران على الإطلاق في القتال ضد داعش".
واختتم بالقول إن "الأمن القومي الأمريكي، وأمن الحلفاء المقربين مثل إسرائيل والدول الصديقة في المنطقة، يملي علينا تصنيف الحرس الثوري الإسلامي كمنظمة إرهابية أجنبية، وكلما أسرعنا كان أفضل".