إيران تنقل 21 ألف جندي بطائرات "مدنية" إلى سوريا
خبير وتقرير استخباراتي يكشفان حجم القوات والأسلحة التي نقلتها إيران بطائرات مدنية إلى سوريا.. ماذا تقول المعلومات الاستخباراتية؟
قال خبير أمني متخصص في الشؤون الإيرانية إن إيران تستخدم طائرات مدنية لإرسال قواتها وأسلحتها إلى سوريا، وأنها نقلت أكثر من 21 ألف جندي خلال شهرين فقط.
وقال فارزين ناديمي، المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج، في سياق ورقة بحثية لمعهد واشنطن إن إيران تستخدم طائرات مدنية لإرسال قواتها وأسلحتها إلى سوريا، وأن قوات الحرس الثوري الإيراني أنشأت "شركاتها الخاصة وشركات الخدمات السرية لتقديم الدعم اللوجستي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
- مع قرب زوال "داعش".. الحرس الثوري الإيراني "وحش الإرهاب"
- أعدم 4 آلاف.. رئيسي ينافس روحاني بانتخابات الرئاسة الإيرانية
وأوضح أن هذه الخطوط الجوية تشمل بويا كارجو إير وقشم فارس إير، كما يستخدم الحرس الثوري الإيراني طائرات من شركات الطيران المعترف بها دوليا مثل إيران للطيران الوطنية وماهان للطيران، لتقديم الدعم لقوات الأسد.
وقال ناديمى إن الرحلات الجوية بين إيران وسوريا يتم تنظيمها ليلا من أجل الهروب من مراقبة الأقمار الصناعية، التي تسلطها الولايات المتحدة والقوى العظمى على تلك البقعة لمراقبة ما يحدث فيها، لافتا إلى أنه إلى جانب خط الطيران المشغول دائما بين طهران ودمشق، تهبط طائرات 3 شركات طيران هي (ماهان، إيران للطيران، والطيران السوري) في مطار عبادان في محافظة خوزستان الإيرانية، وتقوم بنقل الميليشيات الشيعية العراقية من النجف والبصرة إلى دمشق.
وقدر ناديمي أن "الخطوط الجوية الإيرانية والسورية نقلت نحو 21 ألف راكب بين طهران/ عبادان ودمشق خلال الشهرين الماضيين فقط، بالإضافة إلى أكثر من 5 آلاف طن من الإمدادات"، ويتولى الحرس الثوري الإيراني تشغيل هذه الرحلات التي لا تتاح للأشخاص العاديين.
وشبه ناديمي استخدام الحرس الثوري الإيراني لشركات الطيران المدنية بالطريقة التي استخدم بها الاتحاد السوفيتي السابق شركة الطيران الوطنية ايروفلوت لتنفيذ "أهدافه السياسية والعسكرية في جميع أنحاء العالم"، وأضاف أن إيران تعمل باستمرار من أجل تحسين قدرتها العسكرية.
وحذر تقرير بمجلة "ذا تاور" الأمريكية من أنه مع وصول صفقة بيع طائرات بوينج وإيرباص المرتقبة لإيران، ستكون عشرات الطائرات تحت تصرف الحرس الثوري الإيراني، لافتا إلى أن شركة إيران للطيران أو شركة آسمان للطيران الإيرانية الخاصة إذا شاركت في عمليات مشتركة من هذا النوع مع ماهان إير أو شركات أخرى، فإنها يمكن أن تخضع لعقوبات دولية.
وقد أثارت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات البحثية الأمريكية مخاوف من أن الرئيس التنفيذي لشركة آسمان للطيران، التي وقعت صفقة لشراء ما لا يقل عن 30 طائرة بوينج، له علاقة طويلة الأمد مع الحرس الثوري الإيراني، وأوصت بوقف عملية البيع للشركة حتى يثبت أن رئيسها التنفيذي قطع علاقته بالحرس الثوري الإيراني.
وبعث كل من السيناتور الجمهوري ماركو روبيو عن ولاية فلوريدا والسيناتور الجمهوري أيضا بيتر روسكام، عن ولاية إلينوي، رسالة في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالبانه بإلغاء التراخيص التي تسمح لشركة بوينج الأمريكية ببيع الطائرات إلى إيران، مؤكدين أن النظام الإيراني يمكن أن يستغلها مرة أخرى لنقل الأسلحة الكيماوية إلى النظام السوري وقتل عشرات الرجال والنساء والأطفال، لافتين إلى أن إيران استخدمت باستمرار الطائرات التجارية لنقل الأسلحة والقوات التي غذت الصراع في سوريا الذي أودى بحياة ما يقرب من 500 ألف شخص.
وعلى الرغم من وجود دلائل تشير إلى أن إيران للطيران لا تزال تنقل الأسلحة والأفراد لدعم الأسد في سوريا تم إسقاط العقوبات المفروضة عليها كجزء من الاتفاق النووي لعام 2015.
وأشار تقرير استخباراتي غربي صادر في عام 2012 إلى أن إيران تواصل استخدام الطائرات المدنية لنقل كميات كبيرة من الأسلحة والأفراد لمساعدة الأسد.