دراسة أوروبية: الحرس الثوري الإيراني يتدخل في شؤون 14 دولة إسلامية
خلال العقود الثلاثة الماضية تدخلت قوات الحرس الثوري الإيرانية في شؤون جميع الدول الإسلامية الأربع عشرة في المنطقة.
خلال العقود الثلاثة الماضية، تدخلت قوات الحرس الثوري الإيرانية في شؤون جميع الدول الإسلامية الأربع عشرة في المنطقة بأنشطة تظهر أشكالاً ودرجات مختلفة من التدخل، حسبما أظهرت دراسة أوروبية مشتركة.
وقالت الدراسة المؤلفة من 56 صفحة، التي جاءت بعنوان "الدور التخريبي للحرس الثوري الإيراني في الشرق الأوسط"، وأجرتها اللجنة الدولية للبحث عن العدالة (آي إس جي)، والجمعية الأوروبية لحرية العراق (إي آي إف إيه)، وهما منظمتان غير حكوميتين مقرهما بروكسل، أن كبار الضباط في الحرس الثوري متورطون بشكل مباشر في هذا التدخل.
وأشارت الدراسة إلى أن النظر بوجه عام لمدى تدخل الحرس الثوري في المنطقة، أظهر أن هذه الأنشطة تصاعدت منذ عام 2013، ووجد زخماً جديداً في أعقاب الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وتوصلت الدراسة إلى أن الحرس الثوري الإيراني متورط بشكل مباشر في الغزو السري لأربع دول؛ هي العراق وسوريا واليمن ولبنان، وله تواجد عسكري كبير مباشر في كل منها، وفي صيف عام 2016، كان يتواجد حوالي 70 ألفاً من قوات بالوكالة عن النظام الإيراني في سوريا.
كما يتدخل الحرس الثوري مباشرة في الشؤون الداخلية لثماني دول على الأقل، أو يتآمر ضد حكوماتها، وتشمل هذه الدول العراق، سوريا، اليمن، لبنان، فلسطين، وفقاً للدراسة، التي أكدت أنه على أساس المعلومات المتاحة، أنشأ الحرس الثوري شركات أو شبكات إرهابية تابعة له في 12 دولة إقليمية على الأقل.
واعتبرت أن إحدى أكثر النتائج لفتاً للانتباه أن الحرس الثوري نفذ أنشطة إرهابية في 13 من أصل 14 بلداً، ومارس أيضاً أنشطة تجسس واستخبارات في 12 دولة، كما أرسل أسلحة ومتفجرات على نطاق واسع لجميع الدول الأربع عشرة.
وفي مؤتمر صحفي عقد بواشنطن في 14 فبراير/شباط، كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المقرات و14 مركزاً لتدريب المرتزقة الأجانب، وفقاً لمصادر من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل النظام الإيراني، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني.
ووفقاً لتلك المصادر، تم تقسيم المعسكرات على أساس جنسية المتدربين ونوع التدريب، حيث يقدم التدريب الإرهابي والتدريب العسكري للمليشيات، لتمكينها من التسلل بشكل أفضل وتحقيق أهداف إقليمية للنظام.
وفي كل شهر، تتلقى مئات القوات في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان ولبنان -الدول التي يشارك فيها النظام في القتال على خط المواجهة- التدريب العسكري، وترسل بعد ذلك لشن الإرهاب والحرب.
ويجري تدريب مجموعات صغيرة أيضاً في دول أخرى من أجل قيام بأعمال إرهابية، وفي يناير/كانون الثاني 2007، كشفت منظمة "مجاهدي خلق" بيانات 32 ألف عميل عراقي للنظام الإيراني يعملون داخل العراق.
وخلصت الدراسة إلى أن تدخل الحرس الثوري لا يقتصر على المجال العسكري، ويلعب دوراً أساسياً في السياسة الخارجية لطهران، حيث يوكل إليه رسمياً تطوير وتنفيذ السياسات تجاه بعض الدول، وفي هذا الصدد، سيطر عملياً على السياسة الخارجية للنظام من خلال العديد من سفاراته في دول مثل العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان واليمن وأذربيجان.
بالإضافة إلى الدول المذكورة، يهيمن الحرس الثوري على السياسة الخارجية عندما يتعلق الأمر بأرمينيا وروسيا وتركيا إلى جانب عدة دول عربية.
وأوضحت أنه في دول مثل العراق وسوريا وأفغانستان، يأتي سفراء النظام من صفوف الحرس الثوري أو يجري اختيارهم من المقربين منه، لتمكين الحرس الثوري الإيراني من تنفيذ أنشطته وأجندته من خلال استغلال الفرص التي تمنحها الحصانة الدبلوماسية للسفارة والسفير.
فعلى سبيل المثال، عُين العميد إيرج مسجدي، رئيس مكتب شؤون العراق في الحرس الثوري سفيراً للنظام الإيراني في العراق في يناير/ كانون الثاني عام 2017، وهو مستشار قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي كان مسؤولاً عن الجماعات العراقية شبه العسكرية التابعة للنظام الإيراني، والذي أشرف على عمليات ضد قوات التحالف في العراق، مما أدى إلى مقتل المئات.
وكذلك أكدت الدراسة أنه بينما يمثل الحرس الثوري القوة الاقتصادية الأهم في إيران، وكرس مهاراته المالية والاقتصادية للتدخل في دول أخرى، شكل التدخل واسع النطاق عبئاً ثقيلاً للغاية على الاقتصاد الإيراني.
وبينت الدراسة أنه خلال السنوات الخمس الماضية، أنفقت طهران أكثر من 100 مليار دولار على عمليات الحرس الثوري في سوريا وحدها، تم توفير جزء كبير منها من مخصصات الميزانية السرية لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، وأنفقت على شراء الأسلحة ودفع نفقات الجيش السوري، حيث يدفع النظام حوالي مليار دولار سنوياً لرواتب القوات المرتبطة بالحرس الثوري، ومنها القوات المسلحة والمليشيات والشيعة الذين يحميهم النظام.
والحرس الثوري لديه وحدة استخبارات تعمل بالتوازي مع وزارة الاستخبارات، غير أنه وسع نطاق أنشطته الاستخباراتية الخاصة في جميع أنحاء المنطقة، وأسس مناصب استخباراتية مختلفة في عدد من البلدان خلال الأشهر الأخيرة.