بالأسماء والتفاصيل.. إيران تصنع القنبلة النووية رغم اتفاق لوزان
معلومات سرية جديدة، بالأسماء والتفاصيل، عن جهود إيران لصنع القنبلة النووية... ماذا يحدث؟ وما مصير الاتفاق النووي الإيراني؟
بعد أيام من إصدار وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا ربع سنوي يكشف فيه الكونجرس عن امتثال إيران للاتفاق النووي المبرم بين طهران والمجتمع الدولي في عام 2015، كشفت المقاومة الإيرانية عن تفاصيل ومعلومات حساسة وموثوق بها تثبت أن النظام الإيراني ينتهك الاتفاق النووي المعروف باسم "اتفاق لوزان النووي"، ويواصل مساعيه في صنع قنبلة نووية، يستخدمها في فرض أجندته الإرهابية التي تستهدف زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وقال المجلس إن نظام طهران ما يزال مستمرا بالأنشطة النووية المحظورة بهدف صنع قنبلة نووية، بالرغم من الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الكبرى في 2015.
- المعارضة الإيرانية: خسائر طهران وراء الهجوم الكيماوي في خان شيخون
- تكهنات بانسحاب "رئيسي" من انتخابات الرئاسة الإيرانية
وحصل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن طريق مصادره داخل النظام الإيراني عن معلومات وأسماء كشفت عن آخر ما وصلت إليه الحالة البنيوية لصناعة القنبلة النووية لدى النظام الإيراني بما في ذلك المواقع، وصور الأقمار الصناعية واللاعبين الرئيسيين الضالعين في البرنامج.
وشرح علي رضا جعفر زاده نائب ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن خلال المؤتمر تفاصيل معلومات موثوق بها حصلت عليها شبكة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل البلاد هيكلية مؤسسة التخطيط، أو بتعبير آخر العقل المدبر لمشروع القنبلة النووية لنظام الملالي، وهي المسؤولة عن التخطيط للقنبلة النووية. وتؤكد المعلومات أن الجهود الإيرانية لصنع القنبلة النووية مستمرة على حالها حتى بعد الاتفاق النووي المعروف بالاتفاق الشامل المشترك، بل أن نشاطاتها توسعت في بعض المجالات. كما تكشف المعلومات عن موقع جديد يرتبط بالمشروع النووي بقي مخفيا وبعيدا عن أنظار مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على مر السنين عن بعض من أهم جوانب البرنامج النووي لطهران، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم في نطنز ومواقع أراك للماء الثقيل (أغسطس 2002)، ومجمع كالا الكتريك لتجميع أجهزة الطرد المركزي واختبارها (فبراير 2003)، وتخصيب اليورانيوم بالليزر في مواقع «لشكر آباد» ولفيزان-شيان (مايو 2003)، وموقع فوردو تحت الأرض للتخصيب (ديسمبر 2005)، ومنظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة، SPND (يوليو 2011).
مؤسسة هندسة السلاح النووي
المؤسسة المعنية بهندسة السلاح النووي داخل النظام الإيراني هي «منظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة» المعروفة بالفارسي «SPND». هذه المنشأة تتكون من 7 مجموعات فرعية تبحث كل واحد منها في مجال خاص للحصول على السلاح النووي.
وتبيّن خلال تحقيق استمر عدة أشهر من داخل النظام منها في قوات الحرس ووزارة الدفاع و«سبند» وتلقي تقارير عن 7 مجموعات فرعية في منظمة «سبند» أن هذه المجموعات السبع تواصل بحوثها في مجالات مختلفة تتعلق بصنع القنبلة النووية مثلما كان عليه قبل الاتفاق النووي. وفي بعض الأقسام تم اتخاذ إجراءات جديدة لغرض التمويه وإخفاء الأهداف الحقيقية للأبحاث.
وكانت المقاومة الإيرانية قد كشفت في يوليو/ تموز 2011 عن وجود منظمة «سبند» وبعد 3 أعوام وفي 29 أغسطس/آب 2014، تم وضع هذه المؤسسة في قائمة العقوبات الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية تنفيذا للقرار التنفيذي رقم (13382).
لاعبون
محسن فخري زاده مهابادي المعروف بالدكتور حسن محسني، هو الرجل المحوري في منظومة صنع القنبلة النووية للنظام وهو عميد في الحرس الثوري وهو رئيس مؤسسة «سبند» أيضا. فهذه المؤسسة تعمل منذ آخر تغييرات حصلت فيها في ولاية حسن روحاني، بشكل مباشر تحت اشراف عميد الحرس حسين دهقان وزير الدفاع في حكومة حسن روحاني. جميع منتسبي وخبراء مؤسسة «سبند» مازالوا يواصلون نشاطاتهم ولم تتغير هيكلية هذه المؤسسة. الموقع المركزي لهذه المؤسسة في «مبنى نور» في طهران شارع «لنكري» بالقرب من وزارة الدفاع. ومكتب عمل محسن فخري زاده يقع في هذا المبنى.
منظومتان محوريتان في مؤسسة سبند
هناك منظومتان من المجموعات السبع التابعة لمؤسسة سبند لهما دور محوري:
- الجهة التي تعمل على صنع المواد شديدة الانفجار أي المواد التي تعمل كصاعق للقنبلة النووية هي مركز أبحاث تقنية الانفجار والضربة (المسماة بـ "متفاض").
- الجهة التي تعمل على التخصيب واليورانيوم المخصب – مجموعة "فخار مقدم".
"متفاض"
الجهة التي تعمل على البحث فيما يخص صاعق القنبلة النووية وصناعته هي مركز أبحاث تقنية الانفجار والضربة ”متفاض“. يديرها في الوقت الحاضر شخص باسم المهندس محمد فردوسي. إنه يعمل منذ عام 1986 في وزارة الدفاع. إنه خبير في الانفجار القوي. كما أنه يعمل متزامنا كرئيس لمجلس إدارة جمعية الانفجار القوي في جامعة مالك اشتر التابعة لوزارة الدفاع.
وكشفت المقاومة الإيرانية في سبتمبر 2009 عن مركز ”متفاض“ وموقع اختباره الواقع في منطقة خُجير العسكرية شرق طهران. يقع الموقع في طريق خُجير العسكري باتجاه صناعة بارتشين العسكري بجوار قرية باسم «سنجريان».
ولكن التحريات الأخيرة تؤكد أن متفاض تجري اختباراتها في موقع آخر كان مخفيا عن أنظار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
«مركز الأبحاث»
تكشف المعلومات الجديدة عن موقع جديد يعرف في أدبيات داخلية في «سبند» باسم «مركز الأبحاث» أو الأبحاث. وهو الموقع الرئيس للاختبارات والنشاطات لمنظومة متفاض.
بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015، نقل النظام القسم الأعظم من النشاطات التي كانت تجري في موقع متفاض في «سنجريان» والمنتسبين العاملين في الموقع، الى مؤسسة الأبحاث داخل بارتشين وتقلصت النشاطات في موقع سنجريان وذلك للحؤول دون الكشف عن نشاطات موقع متفاض. وحاول النظام جاهدا لحد الآن إخفاء هذا المركز المهم «مركز الأبحاث» عن الهيئات الدولية. وسبب نقله إلى بارتشين كان يعود إلى أن تقديرات المسؤولين للنظام هي أن إمكانية وصول الوكالة الدولية من جديد إلى بارتشين ضعيف جدا وهذا يشكّل مظلة حماية جيدة لنشاطات النظام في هذا المجال.
ويقع مركز الأبحاث في منطقة بارتشين العسكرية الواسعة بمساحة قرابة 50 كيلومترا جنوب شرق طهران وهي منطقة عسكرية تحت سيطرة وزارة الدفاع. في بارتشين هناك 12 صناعة عسكرية وصاروخية خصصت وزارة الدفاع لكل واحد منها تشفيرة خاصة باسم «مشروع واحد الى 12» . مركز متفاض يقع في «مشروع 6» لصناعة بارتشين العسكرية باسم مشروع ”الكيماوي“ «زين الدين». مساحة المشروع 200 هكتار وهي منطقة مسيجة ومحمية.
ولغرض التمويه والتستر على الأهداف الحقيقية لمركز الأبحاث، يتم العمل في مشروع 6 على تفجيرات تقليدية وكذلك اختبارات لتفجير الصواعق. التفجيرات التقليدية هي غطاء لاختبارات متفاض وسبند. مشروع 6 المعروف بصناعة «زين الدين» هو جزء من الصناعة الكيماوية لمجمع بارتشين.
عنوان موقع مشروع 6 بارتشين حيث يقع مركز أبحاث متفاض هو: نهاية طريق ”بابايي“ السريع ، طريق خُجير العسكري- بارتشين، بعد العبور من النفق في الجناح الجنوبي لسد مالمو. حين الدخول من بوابة الحرس في بارتشين مشروع 6 يقع في الجانب الأيسر.
ووفق المعلومات فان خطة الموقع الاحتياطي لموقع سنجريان لموقع متفاض تمت في عام 2005 من قبل عميد الحرس علي حسيني تاش نائب وزير الدفاع آنذاك.
وفي بداية عام 2005 تم بدء العمل على بناء أنفاق لنشاطات مركز متفاض في مشروع 6 في بارتشين.
شركة «بارس گرما» للعمران والصناعة وهي شركة قديمة لصناعة الدفاع شيّدت هذه الأنفاق. المدير التنفيذي للشركة في الوقت الحاضر هو «مجتبى قنبري».
أحد المديرين الذي عمل مباشرة في بناء الأنفاق في سبند في مشروع 6 في موقع بارتشين هو المهندس عباس رشيد بور من شركة «بارس گرما» الذي كان مديرًا لمشروع 6 متفاض. استغرقت عملية البناء للمشروع 4 سنوات وفي عام 2009 تم تسليم المنشأة إلى صاحب العمل أي «سبند» قسم متفاض.
وخلال العامين الماضيين فإن القسم الأعظم لنشاطات متفاض منها القسم الأعظم لنشاطات موقع سنجريان، تم نقلها إلى مشروع 6 في صناعة زين الدين في بارتشين حيث لها قاعات وهياكل معدنية وورش مختلفة. مركز الأبحاث يقع وسط مشروع 6. ويتم دخول الموظفين عبر بوابة مشروع 6 ولكن المركز هو موقع مستقل ومغلق.
يذكر أن المخزن المتعلق بالانفجار الشديد فيما يخص المشروع النووي وبالتحديد صاعق التفجير، هو ضمن مسؤولية متفاض وكانت هذه المؤسسة تتابع الاختبارات بمساعدة متخصصين من أوكرانيا. موقع مخزن الانفجار الشديد والاختبارات الأولية للانفجار النووي حيث تم تطهيره في عامي 2013 و 2014 كان في جنوب مجمع «مركز الأبحاث» على بعد 700 متر.
سرية شديدة
ولغرض عدم الكشف عن مركز الأبحاث لصناعة زين الدين يتم السيطرة على حماية المعلومات من قبل ضباط حماية المعلومات للحرس. آمر حماية المعلومات في هذا القسم هو عميد الحرس مصطفى سيري رئيس حماية المعلومات في سبند.
سيري كان منذ عام 1999 من المسؤولين لحماية المعلومات في وزارة الدفاع. وبسبب أهمية بالغة لحماية المعلومات في سبند لوزارة الدفاع، تم نقل عميد الحرس مصطفى سيري إلى رئاسة حماية المعلومات لمؤسسة سبند قبل سنوات. إنه وظف عددًا من الأفراد الموثوق بهم بينهم أعداد من أقاربهم في عمل حماية المعلومات عن متفاض وسبند.
ومع ذلك، تم الكشف عن هوية بعض المنتسبين والخبراء في متفاض، ومن بينهم:
1- محمد فردوسي (مهندس)، رئيس مركز الأبحاث للتفجير والضربة (متفاض)، مركز الأبحاث في مشروع 6.
2- عميد الحرس مصطفى سيري، رئيس حماية المعلومات في موقع سبند ومركز الأبحاث في زين الدين.
3- داور زني، رئيس قسم السلامة والصحة في متفاض في مشروع 6 (زين الدين).
4- مسعود صديقي ديواني، من خبراء قسم الأبحاث في متفاض.
5- علي رضا مولايي، من خبراء قسم الأبحاث في متفاض.
6- حيدري، من خبراء قسم الأبحاث في متفاض.
7- خسروي، من خبراء قسم الأبحاث في متفاض.
8- مهدي بور، من خبراء قسم التصنيع في متفاض.
9- رضا ابراهيمي، من خبراء قسم التصنيع في متفاض.
10- مجتبي داداش نجاد، من خبراء قسم الفحص في متفاض.
11- خسرو کشن زارع، من خبراء مركز تقنية التفجير والضربة (متفاض).
12- كريمي، المدير الاداري والمالي في متفاض.
13 – آجيني، حماية المعلومات في المكتب المركزي في متفاض.
14- محمدي سوري، من خبراء مركز الأبحاث في مشروع 6 زين الدين.
15- علي رضا سوري، من خبراء مركز الأبحاث في مشروع 6 زين الدين.
مجموعة «فخار مقدم»
الجزء الثاني المهم من المجموعات الفرعية لمؤسسة سبند هو ما يتعلق بالأبحاث الفيزيائية، وهو مجموعة «فخار مقدم» الخاصة للأبحاث الفيزيائية لموقع سبند، والتي تواصل نشاطاتها على قدم وساق. فهذه المجموعة لها مكتب في مبنى نور ومكتب في موقع موجده. رئيس هذه المجموعة هو «فروغي زاده» الذي يقع مكتبه في مبنى نور. ويقع أحد المختبرات لهذه المجموعة بالقرب من مبنى نور. وكان أحد الخبراء في هذه المجموعة يدعى «الياسي» وهو المنسق في الأبحاث لمنظمة سبند مع جامعة مالك أشتر. وكان هناك خبير آخر يدعى آريزوفاجي وهو الرابط العلمي للتقنية الحديثة في مجموعة فخار مقدم. وهناك خبير آخر يدعى هاشمي، هو رئيس معرفة وتظهير الغازات.
المراكز النشطة في سبند
تؤكد المعلومات أنه إضافة إلى المراكز أعلاه، لمنظمة سبند هناك مراكز سرية واسعة، تقع بعض مختبراتها داخل العاصمة طهران وبعضها الآخر في أطراف مدينة طهران. كما أن لهذه المؤسسة مراكز تقع على أطراف مدينة كرج.
ولمنظمة سبند مراكز سرية عديدة. في الماضي كان هناك ما يقارب 15 موقعا وشركة وهمية مملوكة لمؤسسة سبند تم الكشف عنها من قبل المقاومة الإيرانية.
· مبنى نور ويقع في شارع «لنكري» شمال طهران حيث مركز منظمة سبند.
· موقع موجده في شارع «باسداران»، شارع موجده حيث كان مركز سبند السابق، ولكن تم نقل بعض نشاطاته إلى خارج الموقع.
· موقع متفاض في قرية سنجريان بالقرب من نهر جاجرود.
· مركز الأبحاث في مشروع 6 بارتشين.
· موقع خُجير حيث يتابع جزءا من النشاطات المتعلقة بصناعة الرأس النووي في صناعة نوري بشفرة 8500.
وشددت المقاومة الإيرانية على أنه للاطلاع على الناشطات السرية للنظام، إضافة إلى تفتيش مركز الأبحاث والسيطرة الكاملة عليه من قبل الوكالة الدولية يجب تفتيش ورصد سائر المراكز المرتبطة بمنظمة سبند مما يساهم في الكشف عن أبعاد الأنشطة السرية العسكرية النووية للنظام الإيراني.
ودعا المجلس المجتمع الدولي لمنع النظام الإيراني من صنع سلاح نووي، من خلال تطبيق الخطوات التالية:
1 - وضع حد لمشروع تخصيب اليورانيوم في إيران بالكامل حسب ما نص عليه قرارات عدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي، تؤكد أن مشروع التخصيب لا يهدف إلا الحصول على الوقود الضروري لصنع القنبلة النووية.
2 - تفكيك برنامج التسليح النووي بالكامل، لا سبب لحفظ مؤسسة "سبند" والمجموعات التابعة لها منها "متفاض". فهذه المؤسسات لا هدف لها سلمياً ولا تتابع توفير الطاقة، بل عملها المضي قدما للحصول على السلاح النووي.
3 - فرض السيطرة التامة على كل الجوانب النووية الإيرانية والوصول الدائم ودون رادع ومباشر إلى جميع مواقع النظام وجميع النقاط المذكورة أعلاه، والوصول المباشر إلى جميع الخبراء النوويين للنظام والمقابلة مع جميع المتخصصين الكبار، بينهم فخري زاده ومن يعمل تحت مسؤوليته.
4 - متابعة جميع الأسئلة المطروحة فيما يتعلق بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي والكشف عن جميع أبعاد برنامج السلاح النووي الإيراني.