قيادي بـ"القوات" لـ"العين الإخبارية": لن يكون لإيران رئيس في لبنان
دخلت الأزمة السياسية في لبنان نفقا مظلما بعد إعلان قوى معارضة عزمها قطع الطريق على مرشح الثنائي الشيعي للرئاسة، بعد أن اعتبروه مرشح إيران.
وقال شارل جبور، رئيس جهاز الإعلام والتواصل بحزب القوات اللبنانية، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "قرار بعض قوى المعارضة وبينها حزب القوات اللبنانية بتعطيل إمكانية وصول رئيس ممانع جرى اتخاذه بعد 5 أشهر من استخدام الفريق الممانع لغة التعطيل بتخييره اللبنانيين بين مرشحه، أو الفوضى".
ويستخدم تعبير ممانع في الأدبيات اللبنانية للإشارة إلى تحالف سوري إيراني إلى جانب حزب الله اللبناني.
وفشلت القوى السياسية في البلد الغارق في فوضى اقتصادية في انتخاب رئيس جديد منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي حينما غادر ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر قصر بعبده.
وأمس أعلن نبيه بري رئيس البرلمان الذي دعا في السابق إلى 11 اجتماعا لمجلس النواب من أجل انتخاب رئيس جديد في لبنان، أن مرشح حركة أمل التي يتزعمها وتعد الجناح الآخر للبيت الشيعي الذي يمثل حزب الله جناحه الأول، هو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.
وترفض قوى المعارضة ترشيح فرنجية، كما يرفضه التيار الوطني الحر الذي أعلن قبل سنوات تحالفا مع حزب الله، ما يعني أن الخريطة السياسية في البلد المأزوم في طريقها إلى إعادة التشكل.
وفي حديثه إلى "العين الإخبارية" شدد جبور" على أنه "لن نسمح بأن يكون لإيران رئيس في لبنان"، معتبرا أن "الشغور الرئاسي أفضل، ويبقى الأمل بانتخاب رئيس سيادي إصلاحي يشكل مدخلا لإنقاذ البلاد"، في وقت لم يستبعد فيه إمكانية "التلاقي دون لقاء مباشر" بين القوات والتيار الوطني الحر، حول اسم مرشح تتوفر لديه الخلفية الإصلاحية السيادية.
وعاد المسؤول في حزب القوات، مستدركا: "في غير هذا الأمر، فإن اللقاء بين القوات والتيار في حوار ثنائي أمر غير ممكن، خارج إطار البرلمان، انطلاقا من تجربة عدم ثقة كبيرة، وانطلاقا من اختلاف أولويات، فالنائب جبران باسيل (الزعيم الحالي للتيار الحر وصهر عون) لم يبتعد عن (حسن) نصر الله (زعيم حزب الله) إلا عندما رشح الأخير خصما أمامه (فرنجية)".
وتشير التقارير اللبنانية إلى فشل حزب الله في تسويق مرشح الثنائي الشيعي في أوساط التيار الوطني الحر، ما يبقي فرنجية بعيدا عن حاجز الـ65 صوتا التي يحتاجها لحسم المنصب من الجولة الثانية، فيما ما زالت قوى معارضة عند تمسكها بترشيح النائب ميشال معوض.
وإزاء ذلك، قال رئيس جهاز الإعلام والتواصل بحزب القوات اللبنانية (الكتلة المسيحية الأكبر في البرلمان) إنه لم يتبدل أي شيء فى المعطى الرئاسي فى لبنان على المستوى الداخلي، فنحن أمام استمرار لحالة الانسداد فى الأفق الرئاسي؛ فالمعارضة غير قادرة على إيصال مرشحها ميشال معوض، والفريق الآخر غير قادر على إيصال مرشحه رئيس تيار المردة.
وألمح جبور إلى وجود رفض في الإقليم لتمرير مرشح الثنائي الشيعي؛فرنجية، الذي يعتبر انتخابه بمثابة تعزيز للحضور الإيراني في بيروت.
ونبه جبور إلى أن القوات وقوى معارضة ستعطل أي جلسة انتخابية طالما بقي فرنجية هو المرشح، إذ يعني انتخابه استمرار حالة التردي والعزلة والفشل في لبنان.
وكان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قد شدد في تصريحات صحفية، على أن "المعطل الفعلي للاستحقاق الرئاسي هو رفض حزب الله لرئيس فعلي جدي للبنان".
وعن موقفه المتقدم في سياق تعطيل جلسات الانتخاب، قال: "حتى الأمس القريب كنا لا نزال نطالب بالتقيد في الأصول الدستورية وبعقد جلسات انتخاب مفتوحة، وكنا مستعدين لتقبل نتائجها حتى لو فاز مرشحهم، لكن بعد مرور خمسة أشهر على الشغور الرئاسي، وبعدما قرروا تغيير شروط اللعبة الديمقراطية وتعطيل الدستور بانتظار توقيتهم المناسب، فهذا ما نرفضه تماما".
وأردف: "لا ينتظر أحد أن نكون أغبياء فنقبل بأن يعطلوا حينما يشاءون، ويأتوا في غفلة من الزمن، بعد تأمين ظروف نجاح مرشحهم ليطلبوا منا تسهيل وصوله".
وإذ كشف عن تلقيه عروضا للمضي برئيس "تيار المردة"، لم ينف جعجع مراجعته من قبل أكثر من فريق داخلي وخارجي في محاولة "لإقناعي بالقبول بفرنجية لرئاسة الجمهورية، مقابل رئيس حكومة يكون قريبا من المعارضة، الأمر الذي رفضته".
aXA6IDMuMTQyLjE3Mi4xOTAg جزيرة ام اند امز