وسط تحذيرات دولية.. الفراغ الرئاسي "يشل" لبنان
قال الداعمون الدوليون للبنان، اليوم الخميس، إن الفراغ الرئاسي المستمر في البلاد يبعث على القلق البالغ، ويعرض الدولة لـ"الشلل".
ويمر لبنان بأزمة لم يسبق لها مثيل، مع بقاء منصب الرئيس شاغرا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول، وصعوبات يعانيها البرلمان لتمرير قوانين، وحكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة.
وتواجه البلاد انهيارا اقتصاديا متسارعا أفقد العملة المحلية أكثر من 98% من قيمتها منذ عام 2019.
وأعربت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وأكثر من ست دول، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، اليوم الخميس "عن بالغ قلقها إزاء تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي".
وقالت "يعد الوضع الراهن أمرا غير مستدام، إذ يصيب الدولة بالشلل على جميع المستويات مما يحد بشدة من قدرتها على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية".
وأشارت المجموعة إلى أن لبنان لم يبرم بعد برنامجا ماليا مع صندوق النقد الدولي.
وحثت المجموعة قادة البلاد على "التعجيل بإقرار القوانين اللازمة لاستعادة الثقة بالقطاع المصرفي ماليا وتوحيد أسعار الصرف".
وقال مصرف لبنان، أمس الأربعاء، إنه سيبيع الدولار الواحد بسعر 70 ألف ليرة، لكن سعر الصرف الرسمي، الذي جرى تعديله في الأول من فبراير/شباط، لا يزال عند 15 ألفا.
وتوحيد أسعار الصرف المتعددة أحد الشروط المسبقة التي وضعها صندوق النقد الدولي للبنان من أجل الحصول على حزمة مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
لكن صندوق النقد قال العام الماضي إن التقدم في تنفيذ الإصلاحات ما زال "بطيئا للغاية"، ولم يٌنفذ الجزء الأكبر منها على الرغم من خطورة الأزمة التي تعد أكثر المراحل اضطرابا في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وقالت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان إنها تلاحظ "بقلق" عدم إحراز تقدم في التحقيق المتعلق بالانفجار المروع في مرفأ بيروت الذي وقع عام 2020، ونجم عن مواد كيميائية خطيرة كانت مخزنة بالمرفأ لسنوات.
وحاول القاضي الذي يحقق في الانفجار استئناف عمله في يناير/كانون الثاني بعد توقف دام أكثر من عام بسبب تدخل سياسي من مسؤولين كبار، ومع ذلك فقد صدرت أوامر للنظام القضائي بعدم تنفيذ قراراته، والتي تشمل توجيه اتهامات لمسؤولين كبار حاليين وسابقين.