المعارض والمؤتمرات.. سلاح إيران لتجنيد الأتباع بعيدا عن الأضواء
المعرض الدولي للصحافة ووكالات الأنباء انطلق اليوم في طهران في إطار مشروع إيراني واسع لاستقطاب الشخصيات المؤثرة في الدول المستهدفة
بعيدا عن أصوات الرصاص وغبار المعارك -التي تصنعها مليشيات موالية لإيران في دول عربية- تتسلل إيران إلى الوجدان العربي باستقطاب شخصيات ووسائل إعلام عربية لتحسين صورة إيران في هذه الدول.
فاليوم، السبت، انطلقت أعمال معرض طهران الدولي الـ23 للصحافة ووكالات الأنباء تحت رعاية إسحاق جهانجيري، نائب الرئيس الإيراني.
والمعرض الذي يقام سنويا فيما يسمى بمصلى الخميني -بما للمكان من رمزية في المشروع الإيراني الاحتلالي- تجري فعالياته هذا العام تحت عنوان: "الإعلام الحر والتلاحم الاجتماعي والتطور الوطني"، على مدى 7 أيام.
واستطاع المعرض في دوراته السابقة استقطاب العديد من وسائل الإعلام في العالم، وهو ما يكشفه حجم المشاركين هذا العام؛ حيث يضم 600 جناح لـممثلين عن 940 وسيلة إعلامية، محلية وأجنبية، بمن فيهم صحفيون ومراسلون من عدة قارات، وفق ما نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية.
والمعرض يركز في خطابه الوارد على لسان المسؤولين الإيرانيين الحاضرين، أو في عناوين الندوات على مصطلحات "الوحدة الإسلامية"، "تقريب المذاهب" و"الثورة الإسلامية" و"مقاومة الاستكبار والصهيونية وأمريكا" و"محور المقاومة"، و"نشر المحبة" و"دعم فلسطين" وغيرها من مصطلحات تعتمدها إيران منذ ثورة الخميني 1979، وتهدف إلى أن تكون هذه "الوحدة الإسلامية" عبارة عن القبض على زمام كل الدول الإسلامية تحت قيادة إيرانية.
كما تقصد إيران من مصطلحات "الثورة الإسلامية" و"مقاومة الاستكبار" إلى نشر العنف والفوضى داخل الدول المستهدفة بمليشيات موالية لإيران تتغذى بفكر أن مناصرة الإسلام لن تكون إلا بإسقاط نظم الحكم المعادية لإيران .
أما مصطلح "نشر المحبة" فيقصد به دائما نزع أي كره أو قلق من إيران ومليشياتها في نفوس الشعوب الأخرى، وفي المقابل زرع الكره والقلق من أعداء إيران من دول وأنظمة حكم وأي فكر ديني يخالف ثورة الخميني.
ومن التصريحات التي تترجم هذا الأمر ما جاء على لسان إسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، في ندوة عقدها جناح وكالة أنباء التقريب بأن على الإعلام أن ينشر ثقافة المحبة والوئام، وأن يتجنب نشر الضغائن والأحقاد، على الرغم من الضغائن التي ينطق بها الإعلام الإيراني إزاء الدول العربية التي تحكمها نظم غير موالية لطهران.
وبجانب هذا المعرض السنوي فإن إيران وعقب اندلاع ما يسمى بـ"الربيع العربي" 2011 أسست مركزا خاصا برصد الإعلام المقروء باسم "دار الصحافة"، قائلة إن هدفه أن يكون مركزا للتقارب والتواصل بين الإعلاميين في إيران والبلدان الأخرى.
تجنيد النخبة
وعموما.. فإن عقد المؤتمرات الثقافية والدينية والسياحية ميدان واسع للغزو الإيراني لوجدان وعقول الكثير من المشاركين، بعيدا عن ضوضاء وأضواء الأعمال القتالية المرصودة.
ومن تلك المؤتمرات الملتقى الدولي لـ"دبلوماسية الوحدة"، الذي انعقدت أولى دوراته أكتوبر/تشرين الجاري، ويهدف إلى ترجمة مشروع التقريب والوحدة الإسلامية إلى واقع بتأسيس الاتحادات والجمعيات الأهلية في هذا المجال، حسب ما ورد على لسان عبدالله الدقاق، الذي يحمل صفة ممثل عيسى قاسم زعيم المعارضة البحرينية في إيران، خلال حواره مع وكالة أنباء التقريب "تنا".
وبشكل مباشر تحدث الدقاق عن "ضرورة" الاستفادة من "الشخصيات المؤثرة" في كل بلد إسلامي عند تأسيس هذه الاتحاديات والجمعيات الأهلية.
وتحدث بشكل خاص عن استقطاب النخب من "كل صنوف المجتمع، مثل الجامعيين والأطباء والمفكرين ورجال الدين والرياضيين".
وحول المقصود بدبلوماسية الوحدة قال إن "خيار الوحدة الإسلامية خيار استراتيجي وليس خيارا تكتيكيا، وعلى النخب الفكرية والجمعيات الأهلية المؤثرة في البلدان الإسلامية أن تقوم بتحقيق هذه المهمة".
ولتفعل هذه المهمة اقترح الدقاق تأسيس لجنة الخبراء تكون مهمتها تحديد الشخصيات البارزة والمؤثرة والمؤسسات والجمعيات الأهلية المؤثرة على مستوى القاعدة الشعبية في كل بلد إسلامي، وتعزيز الارتباط والتواصل معها من خلال عقد اجتماعات حوارية ثقافية واجتماعية لنشر هذا الفكر بين القاعدة الشعبية.
ويحرص رؤساء إيران المتعاقبون على حضور مثل هذه المعارض والمؤتمرات، إما في حفلات الافتتاح أو الختام، كما يتواجد المسؤولون الإيرانيون بصفة دائمة للإجابة على تساؤلات الضيوف.
ويمكن بسهولة رصد وسائل الإعلام المخترقة من إيران في الدول العربية بمتابعة ما تنشره حول القضايا التي تمس إيران، حيث تنتشر فيها المقالات والآراء الداعية للتطبيع مع إيران، وأخذ صف إيران في ملفات اليمن وسوريا والبحرين ولبنان، ووصف إيران بأنها "نصير" للمظلومين والمقاومة، أو بالإشادة بعدائها المزعوم للولايات المتحدة وإسرائيل.
كما كونت إيران تحالفا مع فضائية الجزيرة القطرية، على الرغم من أن القناة تبث برامج تبدو معادية لإيران، ولكنها في الكثير من الملفات، مثل اليمن وغزة والبحرين، تأخذ منحى يخدم إيران.