تاريخ إيران النووي يرجع للخمسينيات من القرن الماضي،
قضية إيران وسلاحها النووي تدخل هذه الأيام منعطفا مهما كما تشير بذلك تصريحات دولية وإقليمية، فما بقي من الأيام قليل جدا، حيث ستتخذ الولايات المتحدة الأمريكية قرارها بشأن برنامج إيران النووي>
وهذا يطرح أسئلة كبرى حول الأمن القومي للشرق الأوسط، فهناك دول كثيرة في إطار الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل سوف تضطر للتفكير خارج الصندوق من أجل الاستعداد لمرحلة مهمة قد تنتج امتلاك إيران للسلاح النووي.
سوف تظل إيران تمارس تهديدا للأمن القومي للمنطقة، خاصة أنها تتوغل في الكثير من العواصم العربية عبر تحفيز الطائفية والتضحية بالمذهب الشيعي من أجل تحقيق أهدافها التخريبية في منطقة الشرق الأوسط>
تاريخ إيران النووي يرجع للخمسينيات من القرن الماضي، ولذلك فإن التطورات التي لحقت فيما بعد أصبحت جزءاً من العقيدة السياسية في إيران، وخلال العقود الأربعة الماضية زاد المؤمنون بهذه العقيدة النووية من قبل ملالي إيران الذين وجدوا في هذا المشروع القديم في دولتهم فرصة تاريخية لحجب إخفاقاتهم السياسية وجلب العالم إليهم عبر التفكير في إنتاج قنبلة نووية.
التاريخ الحديث للسلاح النووي الإيراني، كما يذكر بالنص أحد الباحثين، حيث يقول "كان أول نجاح لإيران في سعيها للوصول إلى تكنولوجيات تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة في أواخر الثمانينيات، حيث حصلت على أنظمة الطرد المركزي من باكستان -عبر السوق السوداء النووية- ومعمل لتخصيب اليورانيوم بالليزر حصلت عليه من الصين، وما إن مر عقد حتى حصل الإيرانيون على معدات ليزر أكثر تقدماً من روسيا".
هذا المشروع الإيراني يصل اليوم إلى ذروته، حيث بدأ يشكل خطرا جديا على منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن إيران لا يمكن اعتبارها جزءا قوميا، وفق هوية مشتركة مع دول الشرق الأوسط، لذلك سوف تظل إيران تمارس تهديدا للأمن القومي للمنطقة، خاصة أنها تتوغل في الكثير من العواصم العربية عبر تحفيز الطائفية والتضحية بالمذهب الشيعي من أجل تحقيق أهدافها التخريبية في منطقة الشرق الأوسط.
العالم خلال الأيام القادمة سوف يتعرف على الموقف الأمريكي من هذا الاتفاق، وقد أصبح من الواضح أن أمريكا سوف تتخذ خطوة مختلفة على هذا الاتفاق، ولكن لا أحد يعلم بالدقة ماهية هذه الخطوة، فالخيارات أمام أمريكا كثيرة حول تحجيم المساحات الكبرى التي منحها هذا الاتفاق لإيران، على الجانب الآخر هناك دول كثيرة في الشرق الأوسط يجب ألا يهمها الموقف الأمريكي، فواشنطن تبعد عن طهران آلاف الأميال، بينما هناك عواصم شرق أوسطية مهمة قد تصل إليها صواريخ إيران النووية خلال دقائق.
في منطقة الشرق الأوسط هناك أولوية أكثر من تلك التي تفكر بها أمريكا والدول التي وقّعت اتفاقية إيران النووية، وتتمثل هذه الأولوية في خيارات امتلاك دول المنطقة للأسلحة النووية أسوة بإيران، بينما تقف على الوجه الآخر لهذه الفكرة دعوة إقليمية من الدول الفاعلة في الشرق الأوسط للتعامل مع إيران بطرق أكثر فاعلية لإيقاف برنامجها النووي، لذلك فمن المتوقع وبشكل كبير أن تتلقى إيران مواجهة عسكرية من دول المنطقة ومواجهة دبلوماسية من أمريكا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة