محلل أمريكي يحذر: الانسحاب من العراق يعطي إيران ما تريده
التقرير اعتبر أنه قد يكون من المنطقي تقليص الولايات المتحدة لبعثتها الدبلوماسية، لكن سيكون من التهور سحب كل قواتها ودبلوماسيها من هناك
حذر محلل بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي من الانسحاب الكامل للولايات المتحدة من العراق، لأن ذلك "في الواقع، سيعطي إيران ما تريده بالضبط".
وقال المحلل ماكس بوت، خلال تحليل منشور عبر الموقع الإلكتروني لمجلس العلاقات الخارجية، إنه "قد يكون من المنطقي تقليص الولايات المتحدة لبعثتها الدبلوماسية الموجودة في بغداد، لكن سيكون من التهور سحب كل قواتها ودبلوماسيها من هناك".
وأوضح المحلل أن الإقدام على مثل هذه الخطوة يعطي إيران كل ما تريده، قائلًا إنه طالما لاتزال القوات الأمريكية موجودة بالعراق، يمكنهم التصدي للنفوذ الإيراني، الذي لازال كما هو بالرغم من العقوبات التي تفرضها إدارة دونالد ترامب على طهران.
وأشار إلى أن إيران تحاول تحويل العراق إلى "لبنان آخر"، وذلك من أجل السماح لحكومة موالية للغرب بالحكم نظريًا، بينما السلطة الحقيقية في يد المليشيات التي تدعمها طهران.
وأوضح أن هذه القوة في لبنان هي مليشيا حزب الله، وفي العراق، مليشيات مثل: كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق.
وأشار المحلل إلى تحليل مهم بشأن نفوذ المليشيات الإيرانية أعده الباحث العراقي الراحل هشام الهامشي، الذي وجد فيه أن "الاستيلاء التدريجي للمليشيات على الدولة، بحجة إعادة الإعمار والمصالحة بعد الحرب الأهلية، هو جزء واحد من الحرب الطائفية، وجزء من الجريمة المنظمة، وجميع أجزاء الهيمنة الإيرانية".
وأوضح الباحث الراحل في تحليله أن المليشيات انتزعت سيطرة شاملة على كثير من الاقتصاد العراقي، من: جمارك المطارات، ومشاريع البناء، وحقول النفط، والصرف الصحي، والمياه، والطرق السريعة، والكليات، والممتلكات العامة والخاصة، والمواقع السياحية، والقصور الرئاسية، وابتزاز المطاعم، والمقاهي، والصيادين، والمزراعين، والعائلات النازحة".
وقال ماكس بوت إن الهاشمي دفع حياته ثمنًا للأعمال البحثية التي قام بها، إذ اغتيل على يد مسلحين في 6 يوليو/تموز أمام منزله في بغداد، فيما نقل أحد أصدقائه النتائج التي توصل إليها الهاشمي، وسبق ذكرها بالأعلى.
وأشار بوت إلى أنه منذ انهيار ما يسمى بخلافة تنظيم داعش في العراق عام 2017، كان رؤساء الوزراء يحاولون، دون نجاح يذكر، تقليص قوة الحشد الشعبي، وكان آخرهم مصطفى الكاظمي، الرئيس السابق للاستخبارات الذي وصل لمنصب رئيس الوزراء في مايو/أيار، بعد احتجاجات شعبية بسبب الفساد والبطالة.
وقال بوت إن الكاظمي في نهاية يونيو/حزيران، أمر باعتقال 14 من عناصر كتائب حزب الله، لكن بعد اقتحام مسحلين للمنطقة الخضراء في بغداد، أطلق سراح هؤلاء الأشخاص، وتم تصويرهم وهم يحرقون العلم الأمريكي ويدهسون صورًا للكاظمي.
وأكد المحلل أنه يجب على الولايات المتحدة مواصلة دعمها للكاظمي، حيث إنه أفضل رهان لكبح جماح وكلاء إيران، ومنع ظهور تنظيم داعش مجددا.
وأشار إلى أن الهدفين مرتبطين ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، فكلما زادت سيطرة المليشيات الموالية لإيران على الدولة العراقية، كلما زاد لجوء السنة العراقيين إلى تنظيمات متطرفة مثل داعش من أجل الحماية.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز