الرد الإسرائيلي.. «زهو» إيراني يفتح شهية المحافظين للتصعيد
قللت الحكومة الإيرانية من حجم وفاعلية الهجوم الإسرائيلي، لكن المتشددين أصروا على انتهاك الضربات الخطوط الحمراء وطالبوا بالرد.
وبحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، طالعته "العين الإخبارية"، تدور المناقشات الداخلية في إيران حول كيفية الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي طال انتظاره، وما إذا كان ينبغي التعامل مع خرق إسرائيل السيادة الوطنية الإيرانية باعتباره خطيرا للغاية حيث لا يمكن تجاهله، أو الاستماع بدلاً من ذلك إلى نصائح عواصم المنطقة والولايات المتحدة بالاعتراف بالطبيعة المحدودة نسبيا للهجوم والتراجع عن حافة الهاوية بعدم شن أعمال انتقامية.
وللتوصل إلى قرارها سيتعين على النخبة السياسية الإيرانية الموازنة بين الضغوط السياسية والدبلوماسية والعسكرية المتضاربة.
البيانات الأولية للحكومة الإيرانية اعتبرت أداء الدفاعات الجوية مصدر فخر وطني، بدلا من الدعوات إلى الانتقام الفوري، حتى إن البعض زعم أن الدفاعات الجوية أثبتت أنها أفضل من القبة الحديدية الإسرائيلية.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن "الأضرار التي لحقت محدودة فقط"، وإن فخر الإيرانيين تعزز بسبب ردهم على الهجمات.
ويبدو أن المحللين العسكريين يشعرون بأن الدفاعات الجوية الإيرانية تفوقت على التوقعات، فقد كتب شهاب الدين طباطبائي، العضو الإصلاحي في مجلس المعلومات التابع للحكومة الإيرانية، في حسابه على منصة إكس "فشل هجوم النظام المزيف بواسطة نظام الدفاع الجوي المتكامل في البلاد".
لكن نقاشا سياسيا بدأ يدور داخل الحكومة حول كيفية الرد، وهو ما يتوقع أن يكون مصدر خلاف داخل النخبة السياسية التي كانت واضحة منذ انتخاب إيران الإصلاحي مسعود بزشكيان رئيسا، أملا في تحسين العلاقات مع الغرب.
وقال أمير حسين صابتي، النائب المحافظ المتشدد عن طهران، على منصة إكس "يعتمد استقرار الأمن على السلطة والرد القوي على أصغر خطأ يرتكبه العدو، وعلى الرغم من أن جبل الإسرائيليين تمخض فولد فأرا، لكن انتهاك الخط الأحمر الإيراني وغزو أراضي البلاد يجب الرد عليه بمستوى يفاجئهم.
وانطلقت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران لشن عملية الوعد 3، في إشارة إلى الاسم الرمزي الذي أُطلق على أول هجومين لإيران على إسرائيل.
ويرى الأستاذ السابق بجامعة طهران صادق زيباكلام "أن الهجوم الجوي الإسرائيلي في الصباح الباكر على إيران أكثر من مجرد إنجاز عسكري لتل أبيب، فقد كان نجاحا دبلوماسيا لواشنطن، التي تمكنت من إجبار (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على الحد من الهجوم بشكل صارم حتى لا تضطر إيران إلى الرد، لقد أظهر الأمريكيون للمرة الألف أنهم يريدون الحرب مع إيران".
وسخر الكثيرون من هجوم إسرائيل باعتباره ضعيفا، بعد تهديدات الأسبوع السابق بمهاجمة المواقع النفطية والنووية الإيرانية، وكتب إبراهيم رضائي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، في الدقائق الأولى بعد الهجوم "دخلت طهران عبر مطار مهر أباد قبل بضع دقائق ومررت بعدد من الشوارع، ولم أر أي شيء غير عادي، "إن العدو هو بمثابة عملة صغيرة، فهو لا يصدر سوى الضجيج، ولكن ليس له أي قيمة أو تأثير، وهو أضعف من أن يلحق ضررا كبيرا بإيران الكبرى".
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA== جزيرة ام اند امز