من وحي الخبرة الأوكرانية.. كيف يمكن مواجهة الطائرات المسيرة؟

بدأت إيران، مساء السبت، هجوما على إسرائيل بعشرات الطائرات المسيرة، ردا على هجوم إسرائيلي استهدف قنصليتها في سوريا.

ومع حاجة الطائرات للتحليق لساعات من أجل الوصول لأهدافها في إسرائيل، يثور تساؤل حول كيفية مواجهة هجوم بهذا الشكل. 

لكن الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين في أوكرانيا قدمت خبرة عملياتية عن كيفية مواجهة هذا النوع من الهجمات التي تنفذها طائرات مسيرة إنتحارية.

إذ قام الجيش الأوكراني حاليا بنشر الآلاف من أنظمة الطائرات دون طيار الليتوانية الصنع، ليعزز بشكل كبير قدراته الدفاعية في مواجهة أساطيل الطائرات دون طيار الروسية.

ومنذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، زودت ليتوانيا أوكرانيا بالعديد من الأسلحة المضادة للطائرات دون طيار، بالإضافة إلى مدافع الهاوتزر والمروحيات وأنظمة الأسلحة المختلفة الأخرى، بحسب صحيفة "أوراسيان تايمز".

لكن الطائرات المسيرة كانت أهم عناصر الدعم، لأنها تضم أجهزة التشويش اللازمة للدفاع ضد الطائرات المسيرة، التي تعد أحد الوجوه الرئيسية لأنظمة الحرب الحديثة.

وبعد وقت قصير من بدء الحرب بدأت شركة NT Service ومقرها ليتوانيا في توريد أنظمة الطائرات دون طيار من طراز (C-UAS) إلى القوات المسلحة الأوكرانية.

وفي يونيو/حزيران 2022، أرسلت الشركة 110 أسلحة مضادة لأنظمة الطائرات دون طيار من طراز (C-UAS)، والتي تم إنتاجها ونقلها بتكلفة تجاوزت 1.5 مليون يورو، ما يعادل 1.56 مليون دولار.

وقال إيفان سيبيرياكوف، مدير مركز الأنظمة غير المأهولة في شركة SpetsTechnoExport (STE) المملوكة للدولة الأوكرانية: "إن الجيش الأوكراني بحوزته حاليا "الآلاف" من أنظمة الطائرات الليتوانية العاملة المضادة للطائرات دون طيار.

تشمل الطائرات دون طيار الليتوانية قدرات قتالية أفضل بكثير من المسيرات الأوكرانية المتواضعة، التي تدخل في صناعتها تقنيات صينية.

وتحتوي المسيرات على أنظمة التشويش من طراز SkyWiper Omni ذات قدرة وصفت بـ"الرائعة" لعملها على المدى الطويل، إذ تغطي من 3 إلى 5 كيلومترات في خط الرؤية، بالإضافة أنها خفيفة الوزن نسبيا، حيث يبلغ وزنها 6.5 كغم فقط.

ووفق التقرير تقوم أجهزة التشويش في هذه الطائرات بالتأثير على الطائرات المهاجمة وإبعادها عن أهدافها، وربما السيطرة عليها وتحويل وجهتها. 

وبعيدا عن التشويش، يرى خبراء عسكريون أن أنظمة الدفاع الجوي التقليدية تدافع أيضا بنجاعة ضد هذه المسيرات، خاصة بطاريات الصواريخ المتقدمة مثل باتريوت الأمريكية وإس الروسية.