ماذا لو امتلكت إيران صواريخ كوريا الشمالية؟
مع تنامي عزلة كوريا الشمالية يتضح تقاربها مع إيران بشكل أساسي عسكريا ما يثير تساؤلا عن احتمالية امتلاك طهران للبالستي العابر للقارات.
مع تصاعد العقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية لاستمرارها في تطوير ترسانتها الصاروخية والنووية، بات تقاربها من إيران أكثر وضوحا، وكذلك رغبة طهران في التعلم من نظرائهم الكوريين كيفية إعداد مواجهتهم النووية الشخصية مع دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
وينهي المسؤول الثاني في بيونج يانج كيم يونج نام هذه الأيام زيارته إلى إيران والتي استمرت 10 أيام بدعوة من النظام الإيراني لحضور حفل تنصيب الرئيس حسن روحاني لولايته الثانية بعد انتخابات مايو/أيار الماضي.
وكان للزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون عدة اتصالات خلال العام الجاري مع نظرائه في طهران، ومع توجيه صواريخه إلى الغرب أغفل العديد من دول العالم علاقات بيونج يانج في الشرق الأوسط، وفقا لموقع "ذا ترامبت" الأمريكي.
وتتبلور العلاقة بين النظامين حول إعداد تكنولوجيا الصواريخ وكراهية الغرب، ولذلك تزايد التعاون بشكل ثابت بين البلدين فيما يكدس كل منهما أسلحته وكراهيته.
وفي العام الجاري، زار رئيس جمعية الشعب العليا بكوريا الشمالية تشوي تاي بوك إيران لحضور المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، لكنه وصل مبكرا للقاء المتحدث باسم البرلمان الإيراني علي لاريجاني، ليعلنا في نهاية الاجتماع خطط التقرب والشراكة بين البلدين.
وتنامت العلاقة بين طهران وبيونج يانج خلال الثمانينيات عندما بدأت إيران في تجارة النفط مع كوريا الشمالية، ومؤخرا بدأ قادة البلدين فتح قنوات التقارب عسكريا، والدليل هو حقيقة أن العديد من صواريخ إيران مبنية على تصميمات كورية شمالية.
ولا يقتصر التعاون فقط على البرامج الصاروخية فحسب، بل حاولت إيران إطلاق صاروخ موجه من غواصة "قزمة" في مضيق هرمز، وتعد كوريا الشمالية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستخدم تلك الغواصات الصغيرة.
ومع تحرر إيران من العديد من العقوبات الدولية المفروضة عليها بعد توقيع الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى في يونيو/حزيران 2015، تمكنت من تحقيق قفزات في تطوير أسلحتها، وهو ما يظهر في اختباراتها المتكررة للصواريخ البالستية.
وأثار ذلك قلقا لدى المراقبين الذين أكدوا أن التبادل بين كوريا الشمالية وإيران الذي بدأ برؤية أشياء في بيونج يانج ثم انتقاله إلى إيران، بات حاليا وخلال العامين الماضيين برؤية أشياء صغيرة في إيران للمرة الأولى وبعدها تظهر الأشياء نفسها في كوريا الشمالية، وهو ما يثير تساؤلا ما إذا كانت الآية قد انقلبت.
وفي فبراير الماضي، حذر خبيران نوويان في تقرير نشره مركز "بيجن-السادات" للدراسات الاستراتيجية، من أن إيران تحرز تقدما ثابتا نحو إنتاج سلاح نووي، وأنها تفعل ذلك عن طريق كوريا الشمالية.
وقال الخبيران إنه "منذ التسعينيات وصعودا فإن عشرات وربما مئات من العلماء والفنيين الكوريين الشماليين عملوا في منشآت إيران النووية والصاروخية".
وخلال زيارته الحالية إلى إيران، فإن محادثات كيم يونج نام مع قادة طهران لن تتوقف عند التعاون العسكري والتطوير النووي، لكن جزءا كبيرا منها سيخصص لكيفية التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يشغل بال يونج نام والمرشد الإيراني علي خامنئي.
ولا شك أن الإيرانيين يراقبون الآن رد فعل الولايات المتحدة وإدارة ترامب على إعلان كوريا الشمالية الأخير بخطتها لاستهداف مياه جزيرة جوام الأمريكية بأربعة صواريخ بالستية بعيدة المدى.
ويوجد حاليا سفارة كورية شمالية تعمل بشكل كامل داخل طهران، وهو ما من شأنه رفع التعاون والعلاقات بين البلدين في جميع المجالات.
ويظل التحالف الإيراني-الكوري الشمالي يثير العديد من علامات الاستفهام، نظرا لأن نهايته غير واضحة المعالم بل ومليئة بالتكهنات والتصورات التي قد تحمل دمارا وحروبا عالمية.
فإذا كان نظام كوريا الشمالية حاليا قادرا على الوصول بصواريخه البالستية لجزيرة جوام التي تبعد عنه نحو 3400 كيلومتر، فإن الصواريخ ذاتها إذا انطلقت من إيران يمكنها ضرب قلب أوروبا بل وقد تصل للساحل الشرقي للولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز