كيسنجر محذرا ترامب: لا تسمح لإيران بملء فراغ داعش
الدبلوماسي الأمريكي المرموق هنري كيسنجر حذر ترامب من احتمالية شغل إيران الفراغ الذي ستخلفه هزيمة تنظيم داعش بالعراق وسوريا.
حذر الدبلوماسي الأمريكي المرموق، هنري كيسنجر، الرئيس دونالد ترامب، من احتمالية شغل إيران الفراغ الذي سينتج عن هزيمة عناصر تنظيم داعش الإرهابي بالعراق وسوريا.
- طائرة إيرانية تتحرش بمقاتلة أمريكية بمياه الخليج
- قطر وإيران.. "طريق بري" معبد بالأوهام ودماء الأبرياء
جاء ذلك في مقال لكيسنجر على موقع "كاب إكس" نقلته مجلة "نيوز ويك"، حيث حذر كيسنجر الإدارة الأمريكية من أنه لا يجب السماح لإيران باستغلال الفراغ الذي سيخلفه القضاء على داعش بفرض نفوذها على العراق وسوريا.
ونجحت القوات العراقية في تحرير شمالي مدينة الموصل من عناصر داعش، كما تقترب من القضاء على وجود التنظيم بجميع المناطق السكانية الكبرى بالعراق، إلى جانب نجاح القوات الكردية في تحرير نصف مساحة مدينة الرقة التي تعد المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.
وتوقع كيسنجر، الذي عمل كوزير لخارجية الولايات المتحدة في عهد نيكسون، أن إيران قد تبني إمبراطورية بالمنطقة على أنقاض داعش.
وقال: "في الظروف الراهنة لا يمكن العمل بمقولة إن عدو عدوك صديقك؛ ففي الشرق الأوسط حاليا يجب التعامل مع عدو عدوك على أنه عدوك أيضا".
وأضاف: "يمكن اتخاذ العناصر التي تحارب ضد داعش كدليل، فنجد أن القوات الشيعية (في إشارة للحشد الشعبي الموالي لإيران) متفقة حتى الآن مع القوات السنية ضد القضاء على داعش، ولكن السؤال هو: من منهم سيهيمن على المنطقة بعد رحيل عناصر التنظيم؟".
ورد كيسنجر في مقاله قائلا إن الإجابة على هذا السؤال صعبة المنال حتى الآن؛ نظرا لأن روسيا ودول حلف الناتو يدعمون الطرفين، وأوضح أنه في حالة سيطرة الحرس الثوري الإيراني على المنطقة أو القوات الشيعية التي تدعمها طهران بعد رحيل داعش، ستكون النتيجة تطويق إيران للمنطقة من العاصمة الإيرانية وحتى بيروت، وهو ما سينتج عنه فيما بعد مشروع إمبراطورية إيرانية بالمنطقة.
وفي سوريا، تدعم إيران نظام الأسد بجانب روسيا بشكل واضح، حيث سبق وأن أرسلت قوات عسكرية ومستشارين عسكريين لحماية وجود الديكتاتور السوري.
بينما يعد الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة متواضعا في مواجهة الوجود الإيراني، وهو ما يجب أن تراجعه إدارة ترامب في الفترة المقبلة على حد وصف كيسنجر.
يذكر أن مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران تقوم حاليا بتوسيع وترسيخ وجودها العسكري على امتداد محافظات العراق ودعم ترسانتها المسلحة بأنواع أسلحة تفوق قدرات الجيش العراقي التقليدي.
وسبق أن أعلن اللواء 13 التابع للحشد الشعبي أنه بدأ إنشاء مركز صيانة الدروع والمدافع المتطورة في محافظة كربلاء بوسط العراق، وهو الإعلان الخامس على الأقل عن تطوير الترسانة المسلحة للحشد، وتوسيع مناطقه المسلحة التي باتت أشبه بمستوطنات خاصة به في المحافظات خلال شهرين.
ونقل موقع الحشد على الإنترنت عن اللواء قاسم مصلح قوله إن "الجهد الهندسي للواء (13) باشر بالمرحلة الأولى لإنشاء مركز صيانة متكامل لصيانة الدروع والمدافع بالاعتماد على الكوادر العراقية".
كما أشار إلى أن "هناك خطة موضوعة لتطوير هذا المركز ليصبح معهدا أو أكاديمية عسكرية تابعة للعتبة الحسينية المقدسة لتدريب جميع الصنوف، ويكون في خدمة الجهات العسكرية الحكومية في كربلاء أو المحافظات الأخرى".
وتطلق كلمة العتبة الحسينية على مكان ضريح الإمام الحسين في كربلاء، ولكن إداريا يقصد بها الشيعة المرجعية الشيعية التي تشرف على شؤون الشيعة وتوجه تحركاتهم في الأمور الدينية والسياسية والعسكرية، ويتولاها حاليا المرجع الشيعي علي السيستاني.