قطر وإيران.. "طريق بري" معبد بالأوهام ودماء الأبرياء
مشروع الطريق البري بين الدوحة وطهران هلامي ترصفه أهواء طهران وأطماعها في المنطقة.
بعد مرور أكثر من شهرين على مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، يبدو أن نظام الإمارة الصغيرة لازال مصراً على الارتماء في أحضان نظام الملالي الإيراني والنظام التركي الذي تجوب قواته شوارع الدوحة وتحلق طائراته فوق أجوائها، لتتفاقم أزمة "تنظيم الحمدين" في الدوحة يوماً بعد الآخر.
وبدأ النظام القطري السبت الماضي كتابة صفحة جديدة من الخيانة والتأمر على دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة الإيرانية طهران، التي تشارك الدوحة رعاية وتمويل الجماعات الإرهابية في عدة دول عربية، ولم تتوقف المؤامرة القطرية على حضور الوفد القطري "رفيع المستوى" حسبما وصفه التلفزيون الرسمي الإيراني، لمراسم تنصيب "الملالي" لحسن روحاني رئيساً جديداً لإيران، بل امتدت لخطوة أشبه بمغالطة حقائق الجغرافيا والتاريخ منها للاتفاق السياسي، وهي توقيع الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، وزير الاقتصاد والتجارة القطري، على اتفاق لطريق بري لنقل البضائع التركية للدوحة عبر الأراضي الإيرانية.
وهو القرار الذي خرج عقب اجتماع ثلاثي بين إيران وقطر وتركيا، على هامش تنصيب روحاني، حسب ما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية، مشيرة إلى أن المشاركين في اللقاء تناولوا سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين طهران وأنقرة والدوحة، العاصمة العربية التي أغلقت الطرق البرية المؤدية إلى أشقائها بأيادي الإرهابيين الذين يحتلون فنادقها لتبحث عن طريق بري إيراني، يبدو أن النظام القطري سيرصف خطوطه على أرضية فنتازية، وجدت استهجاناً واسعاً من القطريين أنفسهم.
فكثيرون داخل قطر أعربوا عن دهشتهم من سلوك النظام الحاكم المتمثل في الهروب إلى الأمام بدلاً عن مواجهة حقائق الأزمة والبحث عن حلول واضحة لها تتمثل في طرد الإرهابيين والتوقف عن تمويل الجماعات الإرهابية التي يستضيف قادتها.
وأشاروا إلى أن أي جهود ترتكز على اعتقاد أن الحل يكمن في طهران، لا تعدو كونها جهودا عبثية، فلا حل أزمة قطر ولا طريقها البري يمران بعاصمة "الملالي"، فالحل أقرب إلى الدوحة من مشروع الطريق البري الهلامي، في الرياض حيث يوجد كذلك الطريق البري الحقيقي لا الهلامي المرصوف بأهواء طهران وأطماعها في المنطقة.
كما أن ثمة نقطة مركزية أثارت كثيرا من التساؤلات فور ذيوع خبر اعتزام النظام القطري الارتباط مع حليف الإرهاب في إيران عبر طريق بري، وهو الأخطار التي يمكن أن تكشفها الخطوة، حيث كشفت تطورات الأحداث بين قطر وإيران عن طرق أخرى معبدة بدماء وجثث ضحايا الإرهابي القطري الإيراني في المنطقة، الأمر الذي يستوجب تعرية التحالف الإرهابي والوقوف في وجهه بحزم، حقناً لدماء الأبرياء في المنطقة العربية، وحفاظاً على أمنها واستقرارها.