تاريخ تحالف الشر بين طهران وبيونج يانج
تعاون قديم يجمع إيران وكوريا الشمالية في ظل أزمة محتدمة بين البلدين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى.
تاريخ من تحالف الشر جمع بين كوريا الشمالية وإيران منذ نشأة النظام الحاكم في كلتا الدولتين، ساهمت فيه طهران بتوفير المال اللازم لتصنيع السلاح في بيونج يانج.
في الوقت نفسه تجمع طهران وبيونج يانج شراكات عديدة بداية من تجارة الأسلحة ووصولا إلى التحايل على العقوبات.
تحالف الشر
صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأمريكية سلطت الضوء عن تحالف الشر بين طهران وبيونج يانج، وكشفت عن أن إيران كانت أحد المستثمرين في صاروخ "نو- دونج" قبل اختباره، الأمر الذي جعل البلدين تتفقان على أن تتولى كوريا الشمالية القيام بالأبحاث، في حين تتحمل إيران توفير الأموال النقدية لذلك.
كما ذكرت تقارير صحفية أن الدور الذي تمارسه إيران في الخفاء في الأزمة الحالية المشتعلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، يأتي في سبيل "جس نبض" النظام العالمي الجديد، بشأن البرنامج النووي لبيونج يانج.
وفي الوقت الذي تختبر فيه كوريا الشمالية صبر النظام العالمي، عبر استعراض قوتها النووية، تسعى إيران إلى معرفة رد فعل العالم على هذا الأمر، فكلتاهما وبقية حلفائهما تراقبان الوضع جيدا للاستفادة من الدروس التي ستحدد كيفية خداع الولايات المتحدة وحلفائها.
بداية التعاون الخفي
العلاقة بين البلدين ليست جديدة، إذ كان الزعيم المؤسس لكوريا الشمالية كيم إيل سونغ من أول المهنئين لمرشد إيران عام 1979.
وفي 25 يونيو/حزيران من العام نفسه، التقى الخميني مع سفير كوريا الشمالية تشابيونج أوك في (قم) حول ما وصفه تشابيونج "بالذكرى 29 لعدوان الولايات المتحدة على كوريا".
وفي أوائل الثمانينيات شاركت وفود إيرانية إلى كوريا ضم أحدهم الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني حيث مثل بلاده في اجتماع مع الزعيم الكوري كيم ايل سونج.
وفي عام 1989 زار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي كوريا الشمالية بصفته رئيسا لإيران.
وفي عام 1996 افتتحت إيران وكوريا الشمالية "مزارع الصداقة" في كل بلد.
وفي مطلع عام 2013، وافق البرلمان الإيرانى على اعتماد الشهادات التي نالها مسؤولون إيرانيون من جامعة بيونج يانج في إدارة الدولة.
وفي نفس العام أظهرت صور الأقمار الصناعية أن إيران تحتفظ بمجمع سفاري مكون من 7 طوابق في بيونج يانج.
تصميمات الصواريخ
وفي مجال التسلح، أظهرت تقارير عسكرية أمريكية أن الخبرة الكورية الشمالية استغلتها إيران منذ بداية تصنيع صواريخها الأولى، فجاءت الصواريخ الإيرانية، نسخة طبق الأصل عن تصميمات الصواريخ الكورية الشمالية، بفارق الاسم الإيراني للصاروخ، لينكشف أمام العالم أجمع مدي التنسيق بين الجانبين.
كما استخدمت إيران غواصة "ميدجيت" منقولة بالتفصيل عن تصميم وضعه خبراء كوريون شماليون، كذلك الصواريخ الباليستية التي تستخدمها طهران مرتكزة بشكل كبير على التصميمات الكورية، وصاروخ "موسودان"، وأيضا صاروخ "تايبودونج" الذي تصنعه كوريا الشمالية مشابها تماما لصاروخ "شهاب"، الذي تصنعه إيران.
مخاوف أمريكية
وتراقب إيران عن كثب الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية بعد التهديدات التي أطلقها زعيما البلدين في الأيام الماضية، حسب ما أوردته قناة (CNBC) الأمريكية.
وذكرت القناة "يتخوف الخبراء العسكريون الأمريكيون أن تظن الحكومة الإيرانية أنه يمكنها أن تعتمد طريقة كوريا الشمالية وتحصل على السلاح النووي بسهولة رغم المعارضة الأمريكية".
وزاد من قلق السلطات الأمريكية، زيارة الشخص الثاني في كوريا الشمالية بعد زعيمها الأول كيم يونج أون إلى طهران في حفل تنصيب الرئيس حسن روحاني، حيث أشارت تقارير أمنية إلى أنه يتحدث مع السلطات الإيرانية لتجهيز طهران عسكريا في المجالات البحرية والجوية.
وكان خبراء الحد من انتشار الأسلحة النووية قد اشتبهوا في مشاركة كوريا الشمالية وإيران في خبرة تطوير التكنولوجيا الصاروخية لديهما.