تهديدات كوريا الشمالية.. نباح نووي تنقصه الواقعية
مجلة "نيوزويك" نشرت تقريرا حول قدرات كوريا الشمالية النووية، خلصت فيه إلى أنها حققت تقدما، لكنه لم يصل إلى مستوى الخطر
يخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودولة كوريا الشمالية حرباً كلامية حول القدرة النووية، ويمكن القول إن شرارة الحرب التي لاتزال كلامية حتى الآن، نشبت مع الادعاء الأخير لبيونج يانج بقدرتها الحالية على توجيه ضربة نووية إلى جزيرة جوام الأمريكية في المحيط الهادي.
تقول مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن كوريا الشمالية تتطلع لأن تكون جميع الأراضي الأمريكية ضمن نطاق ضربتها التي تريد توجيها، لكن إليك ما تحتاج معرفته بشأن حقيقة "النباح" النووي لبيونج يانج.
- ما مدى قوة الرؤوس الحربية لكوريا الشمالية؟
أظهرت التجارب التي تتضمن تفجيرات نووية التقدم المحرز في مدى قوة الانفجار التي يمكن أن تسببها كوريا الشمالية.
في عام 2006، انفجرت قنبلة ذرية مصنوعة من البلوتونيوم، وكان تأثيرها يساوي 2 طن من مادة "تي إن تي"، القنبلة التي ألقاها الجيش الأمريكي على هيروشيما في 1945 قُدر تأثيرها بحوالي 16 طناً، وتجاوزت أحدث تجارب كوريا الشمالية هذا الرقم بمقدار أكثر من الضعف.
في عام 2009، زادت هذه القوة لأربعة أضعاف عن قوة انفجار 2006 حيث بلغت 8 أطنان، وبعد عدة اختبارات وصلت قوة انفجار أجري في 2016 لـ35 طناً، وتعتبر القدرة على توصيل هذا الانفجار إلى الولايات المتحدة هو التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة الآن.
أظهرت اختبارات حول المدى الذي يمكن للصواريخ بلوغه زيادة كبيرة في تلك القدرات، والتي من المحتمل أن تمتد الآن إلى 10.400 كيلومتر (ما يوازي 6.500 ميل).
لكن هذه الاختبارات لم يتم تنفيذها برأس حربي نووي، وحسابات وضع الاثنين معاً هو ما يمنع كوريا الشمالية من التفاخر بقدرتها على إطلاق رأس حربي لمسافات هائلة، واستهداف الولايات المتحدة يتطلب هذا النوع من القدرة على وجه التحديد.
- رحلة الرأس الحربي
تصغير الرأس الحربي هو خطوة حاسمة في تحويل قنبلة نووية محتملة إلى صاروخ نووي؛ حيث إن عملية التصغير تتطلب العثور على التصميم الأكثر إحكاماً لدعم تركيب الحمولة النووية للصاروخ على الصاروخ العابر للقارات دون عرقلة طائرة الصاروخ نفسها.
وقال ماثيو كروينج، الخبير بمجال منع انتشار السلاح النووي، إن الطريقة التي تسعى كوريا الشمالية إليها هي استخدام ما يسمى "تصميم الانفجار الداخلي" الذي تنفجر فيه المواد الانشطارية النووية.
وأضاف توم بلانت، مدير برنامج الانتشار والسياسة النووية بالمعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، أن هذا هو التصميم الذي ربما تستخدمه كوريا الشمالية بالفعل، لافتاً إلى أن وجود تصميم للانفجار الذي يقوم به الصاروخ على الأرض يختلف عن وجوده في الهواء، لكن هذا الشيء لا تستطيع كوريا الشمالية معالجته.
- نجاة الرأس الحربي من الفضاء والمجال الجوي
على الرغم من التقرير الذي أوردته صحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق بأن كوريا الشمالية نجحت في إنشاء رأس حربي نووي مصغر يمكن وضعه داخل الصاروخ، إلا أن قدرة الرأس الحربي على النجاة برحلة الصاروخ العابر للقارات تعتبر تحدياً آخر.
قد تكون الرؤوس الحربية صممت بقصد الانطلاق من داخل الصاروخ العابر للقارات، حيث إن الرحلة الكاملة لمثل هذا الصاروخ ستمر عبر مراحل من البرودة الشديدة والحرارة العالية عند العودة إلى الغلاف الجوي، وهذا يعتبر الاختبار الأكبر لهذا الجزء من الصاروخ لضمان أن تكون الضربة كاملة عند وصولها للمنطقة الهدف، وإذا لم تتمكن المركبات المسؤولة عن إعادة الدخول من توصيل المواد الانشطارية عبر الغلاف الجوي حينها تفسد العملية برمتها.
- هل سيساعد وجود صاروخ أكبر؟
حاليًا، صاروخ "هواسونج – 14" يعتبر هو النذير المحتمل للهلاك النووي، وأظهر فيديو عرضته إحدى القنوات اليابانية للصاروخ يتفكك بينما يدخل مرة أخرى إلى المجال الجوي.
وقال المحلل كارل ديوي، إن هذا قد يكون عرضاً لمشاكل إعادة دخول المركبات، أو نتيجة مسار غير متوازن أثناء الانطلاق، لافتاً إلى أن مشاكل كثيرة قد تكون سبب اشتعال الصاروخ، من بينها: التدمير الذاتي منعاً لإمكانية إنقاذه بأيدٍ أجنبية.
إذا كان صاروخ "هواسونج 14" به عيوب، فيمكن لكوريا الشمالية اختيار إنشاء صاروخ أكبر قادر على تحمل مزيد من الحمولة.
وأضاف ديوي: "القول أسهل من الفعل، خاصة عندما يفكر المرء في الشروط التشغيلية".
أثبت صاروخ "هواسونج 14" أنه غير مناسب لهذا الأمر؛ حيث قال جون شيلينج، خبير من كوريا الشمالية، إنه "كبير جداً وبطيء" بالنسبة لتوصيل رأس حربي. وعلى الرغم من ذلك يبقى "هواسونج 14" الخيار الأساسي أمام بيونج يانج حالياً.