قلق دولي من حل ترامب العسكري لأزمة كوريا الشمالية
الرئيس الصيني شي جين بينج حث نظيره الأمريكي دونالد ترامب، السبت، على تجنب الخطاب الذي من شأنه "تأجيج" التوتر مع بيونج يانج.
وسط مخاوف دولية من الحرب الكلامية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حث الرئيس الصيني شي جين بينج نظيره الأمريكي دونالد ترامب، السبت، على تجنب الخطاب الذي من شأنه "تأجيج" التوتر مع بيونج يانج.
وتأتي دعوة شي- خلال اتصال هاتفي - مع ترامب، بعد ساعات على تكثيف الأخير تهديداته لكوريا الشمالية، محذراً النظام في بيونج يانج من أنه "سيندم" إذا هاجم الولايات المتحدة.
وذكرت الخارجية الصينية أن الرئيس الصيني حض ترامب على تجنب "الأقوال والأفعال" التي من شأنها أن "تؤجج" التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وممارسة ضبط النفس والسعي لتسوية سياسية.
ومن جانبه، أكد البيت الأبيض أن الرئيسين الأمريكي والصيني "اتفقا على أن توقف كوريا الشمالية سلوكها الاستفزازي والتصعيدي"، وبأنهما ملتزمان بنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
وصعّد ترامب هذا الأسبوع هجومه الكلامي على كوريا الشمالية على خلفية برنامجيها النووي والصاروخي، ليعلن أن الخيار العسكري الأمريكي "جاهز للتنفيذ"، وسط معلومات نشرتها وسائل إعلام أمريكية حول أن بيونج يانج نجحت في إنتاج رأس نووي مصغر.
وفى السياق نفسه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، إلى تحمل "المسؤولية ومنع أي تصعيد في التوتر". وقال إن فرنسا "مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن" تطالب كوريا الشمالية بـ"الامتثال فوراً لالتزاماتها الدولية والقيام بتفكيك كامل يمكن التحقق منه ولا عودة عنه لبرامجها النووية والصاروخية".
وفى موسكو، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن قلق موسكو من اللهجة القوية لترامب، مشيراً إلى أنه على واشنطن القيام بالخطوة الأولى لنزع فتيل الأزمة.
وقال لافروف "حين يوشك قتال أن يندلع، فإن الخطوة الأولى للابتعاد عن النهج الخطير يجب أن يأخذها الجانب الأقوى والأذكى".
ومن جانبه، صرح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، السبت، أن كوريا الشمالية تتحمل مسؤولية الأزمة مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن لندن ترغب في حل دبلوماسي للأزمة.
وقال عبر "تويتر" إن: "نظام كوريا الشمالية هو سبب هذه المشكلة وعليه حلها"، مضيفاً "المجتمع الدولي متحد في تأكيد وقف كوريا الشمالية لتحركاتها العدوانية".
وتبنى مجلس الأمن الدولي قبل أسبوع قراراً بالإجماع بفرض عقوبات جديدة على بيونج يانج على خلفية برنامجيها الصاروخي والنووي، يمكن أن تكلفها مليار دولار سنوياً.
ويتوقع أن يتصاعد التوتر على شبه الجزيرة عندما تبدأ سيول وواشنطن مناورات عسكرية كبيرة مشتركة في 21 أغسطس/ آب الجاري.
إلا أن وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، حاول، الخميس الماضي، خفض التوتر بقوله إن أي حرب مع كوريا الشمالية ستكون "كارثية". وأضاف أن "الدبلوماسية لا تزال أولوية".
كما قلل البيت الأبيض من مخاطر اندلاع حرب، وقال مسؤول إن "هناك خططاً عسكرية لأي أزمة قد نواجهها في العالم. هذا ليس جديداً".