3 أهداف محتملة لانتقام كوريا الشمالية من "نار وغضب" ترامب
صحيفة أمريكية ترصد الأهداف المحتملة لهجوم كوريا الشمالية.. تعرف عليها
حتى وقت قريب، اعتبر العالم كوريا الشمالية خطرًا كبيرًا على شبه الجزيرة الكورية، ويمثل جيشها تهديدًا لـ25 مليون شخص في عاصمة كوريا الجنوبية سول والمنطقة حولها.
لكن مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"الغضب والنار" ضد كوريا الشمالية التي تقول إن صواريخها يمكنها تجاوز شبه الجزيرة، يعيد كثيرون التفكير في الأمر، ويتساءل البعض حول إمكانية أن تصبح أهداف محتملة لانتقام كوريا الشمالية، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي طرحت 3 أهداف المحتملة التي تضعها كوريا الشمالية نصب أعينها
جوام.. تهديد مباشر
أمس الأربعاء، لوح زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، بأن جزيرة جوام الأمريكية هدف محتمل، وسقطت صواريخ شمالية مؤخرًا قرب ساحل اليابان، الحليف بالغ الأهمية للولايات المتحدة، فيما لا تزال كوريا الجنوبية تعتبر الهدف الأكثر احتمالًا لأي هجوم شمالي حال قيام الولايات المتحدة بأي عمل عسكري لوقف البرنامج الصاروخي والنووي للشمالية.
حذرت كوريا الشمالية، الأربعاء، من أنها تفكر في غارة من شأنها أن تشعل بحرًا من النيران لا يمكن تخيله حول جوام، الأرض الأمريكية التي تعد موطنًا للعمليات العسكرية الحيوية.
ورد حاكم جزيرة جوام إدي كالفو، مطمئنًا أهالي الجزيرة بعدم وجود أي تهديدات حالية ضدهم أو جزر ماريانا، في إشارة إلى سلسلة جزر ماريانا الشمالية أو كما تسمى رسميًا كومنولث ماريانا الشمالية، قائلًا: "السلطات والقادة العسكريون مستعدون لجميع الاحتمالات".
وتعتبر جوام هدفًا محتملًا؛ لأنها تمثل قاعدة عسكرية أمريكية استراتيجية ومنصة لانطلاق قاذفات القنابل النووية التي من شأنها ضرب كوريا الشمالية، وكانت قذيفتين من طراز "بي 1" الأمريكية انطلقتا من جوام إلى شبه الجزيرة الكورية، وتشير التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية إلى أنها تقع ضمن نطاق ترسانة البلاد.
وفي حين تستخدم جوام لمواجهة التهديدات من كوريا الشمالية، كثير من المقيمين يقولون إن الوضع الحالي يوحي بمزيد من الخطورة؛ ويرجع ذلك جزئيًا إلى التقدم في برامج أسلحة كوريا الشمالية، وأيضًا بسبب خطابات الرئيس ترامب.
هجوم محتمل على الجارة الجنوبية
يقول التصور التقليدي إن أي إجراء انتقامي لكوريا الشمالية سيستهدف القوات الجوية الأمريكية والقواعد العسكرية في كوريا الجنوبية، مثل: جونسان وأوسان، فضلًا عن الموانئ الرئيسية في الجنوب لتعطيل وتأخير وصول التعزيزات الأمريكية العسكرية، حتى أن مدينة سول نفسها تقع ضمن نطاق مدفعيات وصواريخ كوريا الشمالية المنتشرة بأعداد كبيرة على طول الحدود.
وحذر جيش كوريا الشمالية، الأربعاء، بأنه سيحرق كل شيء في المناطق الحدودية للجنوب، من بينها سول، وذلك في اللحظة التي ستشن فيها الولايات المتحدة هجومًا استباقيًا، وأن كل النصف الجنوبي من كوريا سيكون هدفًا لها.
ويقول محللون إن كوريا الشمالية لديها العديد من الخيارات، خاصة الخيارات التي لن يتمكن أعداؤها من تتبع أصلها، مثل: الهجمات الإلكترونية.
وأوضح المحللون أنه يمكن أيضًا لكوريا الشمالية، على سبيل المثال، احتجاز مواطني كوريا الجنوبية وأمريكا رهائن؛ لاستخدامهم كوسيلة لتوسيع الفجوة بين واشنطن وحلفائها، خاصة حال شن الرئيس ترامب هجومًا عسكريا دون استشارة حلفاء أمريكا.
وأشاروا إلى أن كوريا الشمالية يمكنها حشد جواسيسها النائمين في الجنوب أو استخدام الطائرات دون طيار لمحاولة شن هجمات إرهابية ربما تتضمن عوامل كيميائية أو بيولوجية. هذا ووجدت كوريا الجنوبية في الأشهر الأخيرة عدة طائرات بدون طيار تحلق في مجالها الجوي.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية قامت بتغطية بارزة للتصعيد الأخير بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، لكن سول بوجه عام لم تشعر بالانزعاج من تعليقات الرئيس ترامب حول سياسة "الغضب والنار" وتهديدات الشمالية بالهجوم على جوام؛ ويبدو أن معظم مواطني كوريا الجنوبية ينظرون إلى منهج العين بالعين بين الطرفين على أنه حلقة جديدة في سلسلة التوترات والاضطرابات بينهما.
تهديد اليابان
في اليابان، قال خبراء إن الأهداف الأكثر احتمالًا لهجوم كوريا الشمالية ستكون طوكيو، العاصمة السياسية والتجارية التي تضم حوالي 35 مليون مواطن في منطقة العاصمة الكبرى والقواعد العسكرية المنتشرة حول البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لديها حوالي 50 ألف جندي في اليابان في ظل التحالف الذي استمر قرابة عقود بين البلدين، ويتمركز حوالي نصف عدد الجنود في الجزيرة الجنوبية أوكيناوا، في حين ينتشر الباقون في عشرات القواعد الواقعة بالجزر الرئيسية الكبرى في اليابان.
على الرغم من التهديد الذي يمثله ذلك لليابان، إلا أن قيادة الدولة أعربت عن تأييدها جهود الرئيس ترامب لمواجهة برامج الأسلحة الخاصة بكوريا الشمالية
واعتبر الأمين العام للحكومة اليابانية، يوشيهيد سوغا، أن ما قاله ترامب بشأن سياسة "الغضب والنار" هو جزء من استراتيجية واسعة النطاق لمواجهة كوريا الشمالية.