إيران تتنصل من التزاماتها قبل محادثات فيينا
استبقت إيران انطلاق المفاوضات النووية في فيينا اليوم الإثنين بالتنصل من التزاماتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحفي اليوم، إن بلاده "لم تتفق مع رافائيل غروسي (مدير وكالة الطاقة الذرية) على مواصلة التعاون ومراقبة الأنشطة النووية".
وأضاف: "جاءت زيارة رافائيل غروسي، إلى إيران في سياق العلاقات الثنائية، وهذه المحادثات كانت غير مكتملة ولم نتوصل إلى اتفاق نهائي".
والشهر الجاري زار غروسي إيران وأكد خلال تصريحاته في طهران أن مؤسسته تحاول "توجيه البرنامج النووي بطريقة تخدم توفير الطاقة النظيفة، واتفقنا على مواصلة العمل للتوصل لشفافية والاستمرار في ذلك".
وجاءت الزيارة في محاولة من غروسي لدفع إيران نحو السماح لمفتشي الوكالة بمراقبة المواقع النووية بعد أن أوقفت إيران كاميرات الوكالة في موقع تعرض لانفجار في يونيو/حزيران الماضي.
وراكم المسؤول الإيراني مزيدا من أسباب تعقيد إمكانية التوصل لحل بشأن ملف بلاده قائلا إن وفد طهران المشارك في مفاوضات فيينا النووية لن يجري محادثات مباشرة وثنائية مع الجانب الأمريكي.
وأضاف خطيب زاده خلال مؤتمر صحفي تابعته مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، "دخل الوفد الإيراني إلى فيينا بجدية للتوصل إلى اتفاق وإجراء محادثات مثمرة"، مشيراً إلى أن "إيران لا تريد لمفاوضات فيينا أن تصل لطريق مسدود، واليوم سيتضح إلى متى ستستمر المحادثات".
ولفت "هناك إرادة جادة للحكومة الإيرانية بالتوصل إلى اتفاق مثمر في فيينا، وهذه الإرادة الجادة التي بدأتها الحكومة بإرسال فريق بكفاءة عالية هي طريق إذا جاء الطرف الآخر بنفس الجدية، فيمكننا القول إننا سنكون على المسار الصحيح في رفع العقوبات الأمريكية".
وبين إن "إيران تبحث عن حقيقة عملية لتنفيذ التزامات الولايات المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231"، مشيراً إلى أن "إيران تريد ضمانات عملية من الولايات المتحدة بشأن التزاماتها في إطار الاتفاق النووي".
وتابع الدبلوماسي الإيراني "على أمريكا أن تلغي الحظر بشكل كامل وتقدم الضمانات بهذا المجال" زاعماً أن "برنامجنا النووي سلمي بحت ونتفاوض لإلغاء الحظر الأمريكي ولن نغير استراتيجيتنا".
وحمل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية واشنطن مسؤولية الوضع الحالي في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقال "واشنطن مسؤولة سواء من حيث الخروج من الاتفاق أو من حيث الجمود".
وأكد خطيب زاده "سنواجه وضعا صعبا إذا لم تتقدم الولايات المتحدة لحل هذه المشكلة"، مضيفاً "إذا تقدمت الولايات المتحدة لرفع العقوبات فعليًا، فيمكنها بالتأكيد الحصول على تذكرة العودة إلى الاتفاق، وإلا فإنها ستبقى خارج غرفة المفاوضات المباشرة في فيينا".
ومنذ انتخاب رئيسي تجاهلت إيران دعوات الدول الغربية لاستئناف المحادثات لمدة أشهر، فيما عملت على تعزيز قدرات برنامجها النووي، ورغم قبولها أخيرا الجلوس إلى طاولة فيينا، يبقى التشاؤم سيد الموقف.