معارض إيراني لـ"العين": طهران ذبحت الحريات وخسائرها بسوريا جسيمة (1-2)
مهدي أبریشمچي، مسؤول لجنة السلام في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في الحلقة الأولى من حواره لبوابة "العين" الإخبارية.
قال مهدي أبریشمچي، مسؤول لجنة السلام في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن أهم تغيير ناجم عن الاتفاق النووي هو إضعاف نظام ولاية الفقيه بشدة وبتبعه إضعاف النظام برمته، فهذا النظام لا يحظى بأي دعم شعبي، ولذلك يعتمد على القمع المطلق والإعدام والتعذيب من أجل بقائه في الحكم.
وأضاف أبریشمچي في الحلقة الأولى من حواره لبوابة "العين" الإخبارية، أن ممارسة التضييق وفلترة وسائل الإعلام لا حد لها، وعدم وجود صحافة حرة في نظام الملالي ليس بالأمر الجديد، مشيراً إلى مساعدة نظام الملالي لبشار الأسد يرفضها الشعب الإيراني على الإطلاق، هذا العمل من قبل النظام يأتي لحفظ بقائه والقمع في الداخل واحتواء أزمات الداخلية، وكلف هذا العمل النظام لحد الآن خسائر جسيمة له.
وفيما يلي نص الحلقة الأولى من الحوار..
ما مدى تضييق السلطات الإيرانية على وسائل الإعلام؟
ممارسة التضييق وفلترة وسائل الإعلام لا حد لها، وعدم وجود صحافة حرة في نظام الملالي ليس بالأمر الجديد، ومنذ أن اغتصب خميني السلطة من الشعب في إيران عام 1979 ونكث كل الوعود التي كان قد أطلقها تحت ظل شجرة التفاح في مدينة نوفل لوشاتو بباريس فقد تم ذبح كل الحريات وسرعان ما تحول ربيع الحرية إلى خريف الخنق والكبت.
وكان الخميني يقول بصراحة يجب حذف كل من لا يقبل الإسلام الذي كان اسماً مستعار له، وعلى هذا الأساس فكسرت الأقلام وكممت الأفواه وخنقت الصرخات في الحناجر، وإذا ألقيتم نظرة إلى ما جرى خلال 38 عاماً في إيران، قلما تجدون بلداً في العالم يتعرض للرقابة بهذا الحجم، النظام الإيراني وفي استخدام مقص الرقابة وغلق الصحف ووسائل الإعلام لا يراعي حتى ظواهر الأمر، فهذه هي سمة النظام الفاشستي الديني، وكمثال على ذلك عندما نشر أحد مواقع النظام وقبله عندما طبع إحدى المجلات باللغة الفارسية صورة للسيدة مريم رجوي فتم اعتقال وحبس المدير المسؤول للمجلة وتم إغلاق المجلة أيضاً.
والكثير من الصحفيين تم اعتقالهم وحبسهم، فمعظم وسائل الإعلام والمواقع غير الحكومية يتم حجبها ولا يسمح لها بالنشاط، فالكثير من الكتابات والكتب والمقالات يتم حجبها من قبل وزارة الإرشاد ويتم تعطيلها وتوقيفها ولا يسمح لها بالنشر، وسائل الإعلام والصحافة في نظام الملالي حاله حال مصفى تريد أن تسحب به مياه البحر، وإذا كان بالإمكان أن يتم سحب المياه من البحر بالمصفى عندئذ يمكن الحديث عن حرية الصحافة في إيران المنكوبة بعفريت الملالي. وفي عصر الارتباطات كل الدول تسعى أن تطور وتوسع الإمكانات في مجال الإنترنت لكي يتحقق النمو في مختلف المجالات، ولكن في النظام يتم الرقابة على الفضاء المجازي بشدة ويتم تقليل سرعته إلى حد حتى لا يستطيع المستخدمون الاستفادة من هذه التقنية في العصر الحاضر.
ولأن نظام الملالي يعتبر الفضائيات والإنترنت عدواً له وقد جعل مصطلح نفوذ الفضاء المجازي والحرب الناعمة والإسقاط جزءاً من ثقافته، كل يوم تقوم عناصر قوى الأمن الداخلي في عموم إيران بسحب وتدمير أطباق الاستقبال.
كيف يتعامل النظام الإيراني مع المعارضة؟
قد تم الإجابة على هذا السؤال طيلة السنوات الـ38 الماضية بأغلى الأثمان الممكنة من قبل القوة المعارضة الرئيسية لهذا النظام والمتمثلة في مجاهدي خلق، فالنظام ومن أجل القضاء على المعارضة الرئيسية له لا يعترف بأي حد، فمحاولات النظام طوال 38 عاماً مضى قد كرست على القضاء على مجاهدي خلق، فمنذ 20 يونيو 1981 حيث التظاهرات السلمية للمواطنين في طهران قد اصطبغت بالدم بأمر من خميني حيث فتح أفراد الحرس النار في ساحة فردوسي بطهران، حيث كان النقطة الرئيسية للتظاهرات التي شارك فيها نصف مليون من المواطنين في طهران، وبذلك فقد رسموا حداًّ أحمر بلون الدم بين النظام ومجاهدي خلق.
وظل بينهما بحر من الدم قائماً، لأن النظام قد أعدم حتى الآن أكثر من 120 ألفاً من المجاهدين في عمليات إبادة، في صيف عام 1988 فقط أعدم أكثر من 30 ألف من المجاهدين المحبوسين في مجازر جماعية، ولهذا السبب انطلق حراك للمقاضاة هذا العام بدعوة من السيدة مريم رجوي يهدف إلى إحالة ملف النظام إلى مجلس الأمن الدولي لمحاكمته وإحالة ملفه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الآمرين والمنفذين في هذه الجريمة.
وبشأن سائر المجموعات يتعامل أيضاً نفس التعامل بنحو ما، فنظام الملالي يعدم معارضين أساساً بسبب طبيعته المتخلفة أو يصدر أحكاماً طويلة المدى ولا يتحمل أدنى رأي يعارضه، كما أنه يمارس نفس العمل بشأن المجموعات الكردية والبلوتشية أيضاً، بالإضافة إلى الدراويش.
وماذا عن الأهواز؟
نحن بصفتنا المقاومة الإيرانية نعترف بكل القوميات والطوائف الإيرانية ولكن لنا خط أحمر واحد فقط وهو الانفصال وتجزئة إيران، نحن نعتقد بسيادة الأراضي الإيرانية ووحدة أراضي البلاد. النظام الأساسي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد حدد التعامل والتعاطي مع القوميات الإيرانية كما أن مشروع الحكم الذاتي لكردستان إيران جاء في هذا الإطار، لكن فيما يتعلق بالنظام الإيراني فالأمر يختلف، هذا النظام وبسبب طبيعته المعادية للشعب يعارض كل القوميات الإيرانية ويعاديهم، العرب أو البلوتش أو الكرد لا فرق بينهم بالنسبة له، فكل قومية لا تعترف بهيمنة الملالي فهي تتعرض للقمع بشدة من قبله، كما أن في مطلع انتصار ثورة الشعب الإيراني، خاض خميني حربا ضد الأكراد وكردستان وأرسل قوات هائلة من الجيش وعناصر الحرس إلى منطقة كردستان وقمعهم بشدة، كما أن الأمر مع البلوتش أيضاً هو نفس السياق ويقمعهم بذرائع مختلفة.
ما هي المتغيرات الداخلية التي شهدتها إيران عقب الاتفاق النووي الإيراني؟
أهم تغيير ناجم عن الاتفاق النووي هو إضعاف نظام ولاية الفقيه بشدة وبتبعه إضعاف النظام برمته، فهذا النظام لا يحظى بأي دعم شعبي ولذلك يعتمد على القمع المطلق والإعدام والتعذيب من أجل بقائه في الحكم، ولكن من أجل استمرارية القمع هو بحاجة إلى استعراض للقوة من خلال المساعي لصناعة القنبلة النووية وكذلك تصدير الإرهاب والحرب. الاتفاق النووي قد أبعد النظام وخامنئي عن صناعة القنبلة النووية ما لايقل عن 15 عاما وكذلك قد أضعف النظام في التوازن الداخلي والدولي، أنه كان بمثابة تجرع كأس السم النووي حسب قول النظام لأن خامنئي ونظامه رضخوا لهذه الهزيمة تحت طائلة ضغط العقوبات وكذلك الضغوطات الاجتماعية الناجمة عن المشكلات الاقتصادية، وكان من المفروض أن يفتح الاتفاق النووي الذي يصفه النظام بالاتفاقية الشاملة المشتركة آفاقاً جديدة لإيران، وكان شخص خامنئي قد أيد الاتفاق وكان كل شيء يتم تحت رعايته، إلا أن العملية بالفعل لم تطبق حسب ما كانوا يريدونه، وروحاني قد راهن كثيراً على الاتفاقية الشاملة المشتركة أن تكون انفراجة كبيرة له وكان يؤكد على ذلك في كل تصريحاته ومقابلاته، وما يبدو ظاهريا من خلاف بين رأي خامنئي وروحاني لا أساس له، لأن كل القضايا في الاتفاق النووي كانت تطبق وفق التوجيهات الصادرة عن خامنئي الذي كان يريد أن ترفع جميع العقوبات عن إيران بتوقيع الاتفاق، وأن تتحول إيران إلى محور للاستثمارات لشركات أجنبية حتى ينقذ عن هذا الطريق نفسه عن الأزمات الداخلية أو يؤجل سقوطه المحتوم على الأقل. ولكننا لاحظنا لم تجر الرياح كما كان تشتهيها سفن الملالي، وبالتحديد فأن إلغاء العقوبات، عندما تبنى الكونجرس الأمريكي بإجماع أصوات مجلس الشيوخ والغالبية الساحقة لمجلس النواب تمديد العقوبات لمدة 10 سنوات ضد النظام، فهذا جاء خلافاً لما كان يريده خامنئي وروحاني اللذان كانا يتوقعان أن الرئيس الأمريكي أوباما سيستخدم حق النقض ضده ولكننا لاحظنا أن أوباما قد أطال الوقت حتى آخر يوم ولم يستخدم حق النقض وقد سكت عليه باستخدام آلية قانونية معقدة حتى تأخذ اللائحة مجراها القانوني وتتحول إلى قانون إلزامي، وهذا كان بمثابة صدمة للنظام حيث انفعل وأصيب بالهلع وتحدث عنه في كل صلوات الجمعة وألقوا اللوم على أوباما ووصفوه بنكث العهد من قبل أمريكا، خامنئي وصفه في رد فعل حاقد نقضاً قطعياً للاتفاق النووي، ولكن يجب أن لا ننسى أنه كلما حصل عليه النظام جراء تخفيف العقوبات فهي استنزفت عملياً في بوتقة الحرب السورية وبددها في قتل الشعب السوري، والحاصل أن توقيع الاتفاق النووي ليس فقط تغييراً جدياً في إضعاف النظام وعلى رأسه الولي الفقيه، وإنما لم يحدث أي تحسن في إيران في المجالين الاقتصادي والاجتماعي بعد الاتفاق النووي، فكل ما غزله الولي الفقيه والوفد المفاوض في الملف النووي قد نقض وبات وفد المفاوضات داخل النظام يتعرض باستمرار للضغط ويحاسب عليه لماذا لم ينته الاتفاق النووي بانجازات؟ وحتى للاحتجاج على عدم جدوى الاتفاق النووي قال معارضو الاتفاق النووي يجب أن نجبر أعضاء وفد المفاوضات على رفع الخرسانة من قبل مركز الماء الثقيل في موقع أراك حتى يدركوا كم كان عملهم بلا جدوى، والخلاصة أن الاتفاق النووي لم يعط بأي إنجاز، وعملياً لم يطرأ أي تغيير وما يعرف بالإنجاز من قبل روحاني ووفد المفاوضات فهو مجرد صخب إعلامي حيث يريدون من خلاله أن يصوروا أنفسهم منتصرين.
هل جاءت مساندة بشار الأسد في سوريا على حساب الشعب الإيراني؟
مساعدة نظام الملالي لبشار الأسد يرفضها الشعب الإيراني على الإطلاق، هذا العمل من قبل النظام يأتي لحفظ بقائه والقمع في الداخل واحتواء أزمات الداخلية، وكلف هذا العمل النظام لحد الآن خسائر جسيمة له، فأعداد القتلى كثيرة سواء بين صفوف القادة أو في القاعدة والجنود، قادة مثل حسين همداني الذي كان الرجل الثاني لقوة القدس الإرهابية الذي كان يعمل بدلاً من قاسم سليماني. ويمكن من خلال الأرقام والأعداد الكشف عن خسائر النظام، كل يوم يتم نقل جثث القتلى إلى المدن الإيرانية ويتم دفنهم في مقابر مختلفة، كما تنشر أخبار القتلى يومياً في وسائل إعلام النظام.
وعندما نقول إن النظام يمارس القمع الداخلي والتغطية على أزماته قد لجأ إلى الحرب في سوريا ليس إدعاء، الملا حسين طائب قائد مقر عمار قد قال بتاريخ 14 فبراير 2013 بصريح العبارة وخارج العرف الدبلوماسي :"سوريا هي محافظتنا الخامسة والثلاثون واذا أراد العدو أن يأخذ سوريا أو خوزستان فأولويتنا أن نحتفظ بسوريا لأنه اذا احتفظنا بسوريا فيمكن أن نستعيد خوزستان أيضاً ولكن إذا فقدنا سوريا فلا نستطيع أن نحتفظ بطهران أيضاً".
إلى جانب أن خامنئي الولي الفقيه للنظام اعترف بذلك خلال أحداث حلب بصريح العبارة وقال: "من لا بصيرة له يقول ما علاقة سوريا وحلب بايران؟"، هذا السؤال يعود إلى فقدان البصيرة. وينبغي أن لا ننتظر حتى يدخل العدو إلى منزلنا بل علينا أن نفكر بالدفاع عن ترابنا لا بل يجب أن نقمع العدو في حدوده، مؤكداً أن الشباب الذين ذهبوا إلى سوريا والعراق هم كانوا حملة البصيرة بينما هناك البعض اليوم (داخل ايران) ويجلسون في البيت ولا يفهمون ما الموضوع، لذلك أنه يعرف الموضوع جيدا وهو موضوع الوجود واللاوجود وموضوع يرتبط بالنظام برمته وقد أعلن مخططاته أيضاً، الدعم التسليحي والجهد البشري الذي يقدمه النظام لبشار الأسد ، يرفضه الشعب الإيراني على الإطلاق، فهذه المساعدات تأتي على حساب الشعب الايراني ويقف بجانب الشعب والمقاومة السورية الذين يريدون اسقاط بشار الأسد، وشاخصه هو تضامن المقاومة الإيرانية مع الشعب السوري وحركة المقاومة وممثلي المعارضة السورية.
لماذا لا يتم تنفيذ عقوبات على إيران بشأن الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان؟
يجب البحث عن الإجابة لهذا السؤال في المنظومة العالمية والمساومة مع النظام، وبشكل خاص فأن تعامل الحكومة الأمريكية طيلة هذه السنين استمرارا لانتهاك حقوق الإنسان من قبل الملالي كان مؤثراً للغاية، أن المقاومة الإيرانية دوما ومنذ عام 1981 فصاعدا وخلال الحرب الخيانية بين العراق وإيران قد أكدت أن حكومة الملالي هي حكومة لا شعبية وأزموية بنزعة تدخلية وتوسعية ويجب عدم المساومة معها، فهذا النظام يعرف لغة القوة فقط ولكن مع الأسف هذا الطلب العادل والمشروع من قبل المقاومة قد لاقى إهمالا وبالتالي قد دفعت المقاومة ثمنا باهظا، يكفي أن تسلطوا الضوء على السنوات الـ16 الماضية لكي تلاحظوا أن ما حصل في المنطقة كله انتهى لصالح النظام الإيراني المعادي للاإنسانية، من غزو العراق في عهد بوش وإلى الإدارة الأمريكية التي تلتها و8 سنوات من عهد أوباما في كل هذه السنين كانت إيران هي الرابحة من الأحداث والنظام قد استغل من الشرخ الحاصل في المنطقة وعلى الصعيد الدولي ليزيد من القمع الداخلي وتصديره الإرهاب إلى الخارج ويواصل تدخلاته في دول المنطقة، كل هذه العوامل تسبب في أن يشحذ سيف القمع على رقبة الشعب الإيراني على ضوء لامبالاة المجتمع الدولي، المقاومة الإيرانية كانت دوما تطلب من المجتمع الدولي أن يتحرك عمليا ويقف بوجه الانتهاكات الممنهجة لحقوق الانسان للنظام، المقاومة الإيرانية قد رحبت بالقرارات الـ63 الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة النظام الإيراني على انتهاكه المنظم والواسع لحقوق الانسان ولكنها أكدت أنها غير كافية ودعت الى إحالة ملف انتهاك حقوق الإنسان للنظام إلى مجلس الأمن الدولي واتخاذ خطوة عملية ضده، كما أن منظمة العفو الدولية أصدرت بيانات نددت الاعدامات اليومية في إيران بدافع حقوق الإنسان ولكن الملالي لا يعرفون هذه الإدانات، إنهم يفهمون لغة القوة فقط. بالتالي طالما لا تتخذ خطوة عملية منها العقوبات الشاملة ضد النظام ومادامت العلاقات الدبلوماسية مع النظام لا تقطع ومادامت مقاعد هذا النظام القمعي في الهيئات الدولية وفي المنطقة منها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي لا تحال إلى المقاومة الإيرانية فهذا النظام لن يكف عن انتهاك حقوق الانسان ويدفع ثمنه الباهظ الشعب المغلوب على أمره داخل إيران وحركة المقاومة الإيرانية كما أن الشهيد الكبير على درب حقوق الانسان الدكتور كاظم رجوي هو ضحية إرهاب النظام المنفلت ولامبالاة المجتمع الدولي تجاه انتهاك حقوق الإنسان للنظام.
وقد أشار إلى هذه الموضوعات الدكتور أحمد شهيد المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان السابق في إيران مرات عدة والنظام لم يسمح له اطلاقا أن يزور إيران لكي يدرس ملف انتهاك حقوق الإنسان عن قريب وأن يزور معتقلات التعذيب لهذا النظام.
هل يشعر المواطن الإيراني برفاهية في المعيشة كما يروج في وسائل الإعلام الرسمية؟
للإجابة على هذا السؤال، أفضل في البداية أن ألفت انتباهكم إلى صور عن ساكني القبور في طهران، الصور التي ترونها هي منشورة من قبل وسائل الإعلام التابعة للنظام خلال يومي 27 و 28 ديسمبر 2016، الواقع أن الفقر والبؤس منتشر الى درجة لايستطيع هذه الفئات من الناس أن يناموا حتى في الكراتين وتحت الجسور ويلجأون الى القبور ويدفنون أنفسهم لعلهم يبقون أحياء.
وأعتقد أن الصور معبرة في ذاتها، فملايين الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، في جميع المظاهرات والاحتجاجات والتجمعات التي تعم إيران ، النجاة من الحرمان والفقر هي واحدة من الطلبات الرئيسية للمتظاهرين وهم يسألون الحكومة كيف تصرف ثروات وأموال الشعب؟ لماذا زادت الاختلاسات والنهب وسرقة الأموال العامة؟ لماذا يعيش رجال الحكومة وحواشيها في الصور والفيلات والمساكن الفاخرة ولكن غالبية الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر وعليهم أن يبيعوا بأعضاء جسمهم للحصول على لقمة عيش لهم، والفئة الوحيدة التي تعيش في رخاء في إيران هم الملالي وأفراد الحرس الحكوميون ونهابو ثروات الشعب، وسائل الإعلام الحكومية تنشر حالات كثيرة ولكن الواقع على الأرض والفروقات كبيرة بين الثرى والثريا، كل يوم نسمع حالات الانتحار الناتجة عن الفقر المنشورة في وسائل الاعلام وأن الكثير من خريجي الجامعات هم عاطلون عن العمل.