عائلة أقدم سجين إيراني تتهم الحرس الثوري بتصفيته
أبناء معارض إيراني راحل توفي بشكل غامض في سجنه العام الماضي، يتهمون نظام ولاية الفقيه ومليشيا الحرس الثوري الإيراني بالتورط في موته
أعلن أبناء النائب الأسبق لرئيس الوزراء الإيراني عباس أمير انتظام، الذي توفي داخل سجنه العام الماضي وسط ظروف غامضة، التقدم بشكوى لدى السلطات القضائية الأمريكية يتهمون فيها نظام ولاية الفقيه ومليشيا الحرس الثوري الإيراني بالتورط في تصفيته.
وتتزامن الشكوى المقدمة لدى محكمة فيدرالية في واشنطن مع الذكرى الأولى لرحيل أمير انتظام الذي عرف بلقب أقدم سجين سياسي إيراني في 12 يوليو/تموز 2018، بعد سنوات طويلة من بقائه بزعم إدانته بالتجسس لصالح الولايات المتحدة.
واتهم كل من أردشير وأنوشيروان وإلهام، الأبناء الثلاثة للسياسي الإيراني الراحل، سلطات نظام المرشد الإيراني علي خامنئي وعناصر مليشيا الحرس الثوري بحبس والدهم على نحو غير قانوني لنحو 30 عاما، إلى جانب تعذيبه، حيث توافرت ظروف غير مناسبة أسفرت عن وفاته وهو في عمر 86 عاما.
وتولى عباس أمير انتظام منصب نائب رئيس الوزراء الإيراني المؤقت مهدي بازرجان، بعد سيطرة رجال متشددين على سدة الحكم عام 1979، قبل أن يعين كسفير لطهران لدى مملكة السويد وعدد من الدول الاسكندنافية، حيث تم استدعاؤه من جانب السلطات الإيرانية بعد عام حينها، بغرض التحقيق معه في الاتهامات التي وجهت إليه بالتواطؤ إزاء حل مجلس الخبراء المسؤول بعزل وتعيين المرشد الإيراني، وتمرير معلومات سرية إلى أمريكا، وهي المزاعم التي نفاها تماما.
وظل السياسي الإيراني الراحل رهن المحاكمة لنحو 17 جلسة قضائية وصفت بالصورية، كونه كان معارضا لنظام الملالي، وانتهت آنذاك بإصدار حكم بإعدامه قبل أن يخفف إلى سجنه مدى الحياة.
وأوضح علي هريستشي محامي عائلة أمير انتظام في واشنطن، في بيان له، أن الشكوى تتضمن حرمان أبناء المعارض الراحل من التواصل مع والدهم هاتفيا خلال الفترة بين عامي 1980 إلى 1996، إضافة إلى تسريب طهران شائعات إعلامية حول إعدامه، الأمر الذي وضعهم رهن معاناة نفسية في مرحلة عمرية مبكرة، وفقا للنسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية.
وأكد هريستشي أن شكوى عائلة انتظام تستهدف بشكل قاطع إنصاف السياسي الإيراني الراحل تاريخيا، فضلا عن التوصل إلى العدالة ضد الظلم الذي تعرضوا له من جانب مسؤولين إيرانيين على مدار عقود.
وزعمت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" لدى وفاة عباس أمير انتظام، العام الماضي، أن موته ناجم عن مشاكل صحية، عقب إصابته بـ"نوبة قلبية"، حسب قولها.
وكانت جماعات حقوق الإنسان تعتبر أمير انتظام السجين السياسي الذي أمضى أطول فترة في السجن في إيران، وفي 1997 تم منحه جائزة "برونو كريسكي" النمساوية لحقوق الإنسان.
وفي العام قبل الماضي 2017، أجرى مقابلة مع موقع "تاريخ أونلاين" التركي، حيث لم يتمكن من منع نفسه عن البكاء وتحدث عن منعه من رؤية عائلته في السنوات "الست أو السبع" الأولى من اعتقاله، وقال إن سجانيه منعوه من ارتداء حذاء وصادروا حذاء صنعه بنفسه.