تفاصيل شبكة إيران النفطية لتمويل وكلاء الإرهاب عبر سوريا
الولايات المتحدة تكشف النقاب عن شبكة إيرانية لتمويل الإرهابيين من خلال عائدات النفط عبر سوريا.
كشفت الولايات المتحدة الأمريكية النقاب عن شبكة دولية قدم من خلالها النظام الإيراني ملايين البراميل من النفط إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قام بدوره بتسهيل حركة مئات الملايين من الدولارات الأمريكية إلى مليشيات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، لنقلها إلى حركة حماس ومليشيا حزب الله الإرهابي اللبناني.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في تقرير حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنها وضعت على قائمة العقوبات "الجهات الفاعلة الأساسية في هذا المخطط، بما في ذلك السوري محمد عامر الشويكي وشركته الروسية، مجموعة جلوبال فيجين (Global Vision)".
وتضيف وزارة الخزانة الأمريكية أنه "يعتبر الشويكي وشركته محوريين في تسليم النفط من إيران إلى سوريا، وتحويل الأموال إلى وكلاء قاتلين في الحرس الثوري الإيراني"، كاشفة عن "الدور المهم الذي يلعبه مسؤولو البنك المركزي الإيراني في تسهيل هذا المخطط".
ولفتت في تقريرها الصادر يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إلى أنه "طوال الحرب الأهلية السورية، واصل النظام الإيراني تقديم الدعم العسكري والمالي لنظام الأسد، مما مكنه من ارتكاب فظائع جماعية ضد الشعب السوري. كما يواصل النظام الإيراني تمويل الإرهاب؛ حيث يوفر مئات الملايين من الدولارات لوكالائه الإقليميين والمنظمات الإرهابية التي حددتها الولايات المتحدة، وهي حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، مما يزيد من زعزعة استقرار المنطقة".
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية سيجال ماندلبر: "يستمر النظام الإيراني في إعطاء الأولوية لإنفاق الأموال لإثارة الإرهاب على دعم شعبه".
وأضاف: "هذا مثال آخر على النظام الذي يستخدم عائدات ملايين البراميل من نفطها لتمويل الإرهابيين ونظام الأسد القاتل على حساب شعبه. سوف تسعى الولايات المتحدة بقوة إلى فرض عقوبات ضد أي طرف متورط في شحن النفط إلى سوريا، أو يسعى إلى تجنب عقوباتنا على النفط الإيراني"، مشددا على أنه "يجب أن تكون شركات الشحن، وشركات التأمين، ومالكو السفن، والمديرون، والمشغلون على دراية بالنتائج الخطيرة المترتبة على الانخراط في سلوك يخضع للعقوبات يشمل شحنات النفط الإيرانية".
هكذا عملت الشبكة
وزارة الخزانة الأمريكية كشفت عن تفاصيل عمل هذه الشبكة، وقالت إنه "باستخدام مجموعة من الآليات المصممة لإخفاء أنشطتها، تنسق مجموعة جلوبال فيجين، التي تتخذ من روسيا مقرا لها، مع شركة النفط الوطنية الإيرانية لتحويل الأموال مقابل شحن النفط إلى سوريا".
وذكرت أنه "منذ عام 2014 على الأقل، أوقفت السفن التي تحمل النفط الإيراني نظام التعرف الأوتوماتيكي على متنها قبل تسليم النفط إلى سوريا، كوسيلة لإخفاء الوجهة الحقيقية والمتلقية لهذا النفط الإيراني".
كما كشفت عن أنه "لمساعدة سوريا في الدفع لروسيا مقابل هذا النفط، ترسل إيران الأموال إلى روسيا من خلال الشويكي ومجموعة جلوبال فيجن، ولإخفاء مشاركته في هذه المعاملات، يقوم البنك المركزي الإيراني بدفع هذه المبالغ إلى (مير بيزنس بنك) باستخدام شركة تادبير كيش الطبية والصيدلانية Tadbir Kish".
وقالت: "على الرغم من الإشارة إلى البضائع الإنسانية في اسم تادبير كيش، فقد استخدمت الشركة مرارا وتكرارا لتسهيل النقل غير المشروع لدعم هذا المخطط النفطي"، لافتة إلى أنه "بعد تحويل البنك المركزي الإيراني الأموال من تادبير كيش إلى جلوبال فيجين في روسيا، تقوم مجموعة جلوبال فيجين بتحويل المدفوعات إلى شركة Promsyrioimport الروسية لدفع ثمن النفط".
ولفتت الأنظار إلى "بنك مير للأعمال" وما اتخذ بشأنه في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، بموجب الأمر التنفيذي (إي أو) 13224، وهي شركة مملوكة بالكامل لبنك ميللي الإيراني، حيث تم اختيار الكيان ليكون بمثابة "قناة المدفوعات إلى الحرس الثوري الإيراني".
وقالت: "يلعب كبار المسؤولين في البنك المركزي الإيراني دوراً حاسماً في هذا الترتيب. وقد ساعد كل من رسول سجاد مدير الدائرة الدولية في البنك المركزي الإيراني، وحسين ياجوبي نائب محافظ البنك للشؤون الدولية، في تسهيل التحويلات المالية للشويكي، وقد عمل أندري دوغاييف النائب الأول لمدير شركة Promsyrioimport، بشكل وثيق مع حسين ياجوبي؛ لتنسيق بيع النفط الإيراني إلى الحكومة السورية".
وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية أنه "من خلال هذا المخطط، قامت Promsyrioimport ، التي تعمل مع جلوبال فيجين، بتصدير ملايين البراميل من النفط الإيراني إلى سوريا. وقد قام هذا المخطط أيضًا بتوجيه ملايين الدولارات بين البنك المكزي الإيراني وحساب شركة بنك مير للأعمال التجارية في روسيا".
كيف تحول الأموال إلى وكلاء إيران؟
واستنادا إلى التقرير الأمريكي، فإنه "بالإضافة إلى هذا المخطط، عمل الشويكي أيضاً كقناة حاسمة لنقل مئات الملايين من الدولارات النقدية إلى وكلاء إيرانيين في بلاد الشام، بما في ذلك منظمات مصنفة كإرهابية من قبل الولايات المتحدة ومجموعات إرهابية عالمية محددة بشكل خاص مثل حزب الله وحماس.
وباستخدام البنك المركزي السوري، يقوم الشويكي بتنسيق عمليات النقل مع مسؤول حزب الله محمد قصير، الذي يرأس وحدة حزب الله المسؤولة عن تسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا وغيرها من الدعم من سوريا إلى لبنان، وكانت وزارة الخزانة صنفت قصير في 15 مايو/ أيار 2018 كإرهابي لعمله نيابة عن حزب الله".
وأضافت: "لعب كبار مسؤولي البنك المركزي الإيراني دوراً رئيسياً في هذا المخطط، حيث عملوا مع نظرائهم في سوريا والشويكي لتسهيل تحويل العملة الأجنبية إلى حزب الله، وقاموا معاً بتنسيق نقل ملايين الدولارات عبر هذه الشبكة.. وعلى وجه التحديد، قام مسؤول البنك المركزي الإيراني حسين ياغوبي، الذي لديه أيضا تاريخ في العمل مع حزب الله في لبنان، بتنسيق التحويلات المالية المخصصة لحزب الله مع الحرس الثوري الإيراني وموظفي حزب الله، وتم إدراج محمد قاسم البزال، عضو حزب الله، على القائمة".