بعد اتهامه بـ"الازدواجية".. رئيس إيران يوقف حسابه على "إنستغرام"
اضطر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الجمعة، إلى وقف نشاط حسابه الرسمي على منصة "إنستغرام"، بعد تعرضه لانتقادات حادة من قبل ناشطين ونواب بالبرلمان اتهموه ومكتبه الإعلامي بـ"النفاق والازدواجية".
وقال عضو البرلمان الإيراني النائب معين الدين سعيدي، الخميس، إن "بعض كبار المسؤولين يمارسون النفاق والازدواجية في التعامل مع المنصات الأجنبية، يتم حجبها على المواطنين، فيما يقوم المسؤولون بتقديم طلب إلى شركة ميتا للحصول على العلامة الزرقاء".
وحصل رئيسي، الإثنين الماضي، على العلامة الزرقاء لتوثيق حسابه من قبل شركة ميتا التي تمتلك منصة "إنستغرام".
وقال مدير العلاقات العامة في مكتب الرئاسة الإيرانية محمد مهدي رحيمي، في تغريدة له عبر "تويتر"، اليوم الجمعة، إنه "على الرغم من الإبلاغ عن عملية تلقي العلامة الزرقاء لصفحة الدكتور رئيسي على إنستغرام لتحديد الأصالة، لا يزال البعض منهمكا في إنشاء سيناريوهات مختلفة عقب أعمال الشغب والقيود التي فرضتها الجهات الأمنية على إنستغرام".
وأضاف رحيمي "وبسبب هذه السيناريوهات أمر رئيسي بوقف نشاط الصفحة التابعة له، ولم يتم رفع أي محتوى خلال هذه الفترة".
ويتابع هذه الصفحة التي أنشاها إبراهيم رئيسي بعد إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو/حزيران 2021، أكثر من مليوني شخص.
تبريرات حكومية
وقال موقع "سحام نيوز" الإصلاحي "في الأيام القليلة الماضية تفاعل العديد من المستخدمين مع العلامة الزرقاء الخاصة بالرئيس رئيسي، وانتقدوا حقيقة أن صفحة الرئيس تمت الموافقة عليها في نفس الوقت الذي تم فيه حجب إنستغرام خلال الاحتجاجات وكانت سرعة الإنترنت منخفضة".
فيما برر الإعلام التابع للحكومة الإيرانية بأن "طلب مكتب الرئاسة الإيرانية الحصول على العلامة الزرقاء من منصة إنستغرام يعود إلى يوليو/تموز الماضي وقبل الاحتجاجات، لكن الموافقة حصلت قبل أيام على هذا الطلب".
وقالت الوكالة الرسمية "إيرنا" إن الطلب للحصول على العلامة الزرقاء جاء نتيجة تعدد الصفحات المنسوبة إلى الرئيس إبراهيم رئيسي على شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية وإسناد المحتوى المشوه".
لكن هذه الإجابة لم تقنع المستخدمين الناقدين، وقال بعض المستخدمين إنه بينما يتم تصفية إنستغرام وتويتر والوصول إليهما محدود للمواطنين، لا ينبغي للمسؤولين أن يكونوا ناشطين في الفضاء الإلكتروني.
وقال عضو البرلمان الإيراني معين الدين سعيدي، رداً على تعاون القضاء مع وزارة الاتصالات للتعامل مع الأشخاص الذين يبيعون برامج تجاوز الحجب بهدف معاقبتهم قضائياً "إذا كان استخدام مضاد الحجب يتم تجريمه فيجب التعامل مع المسؤولين الحكوميين الذين يتطلعون للحصول على علامة زرقاء أولا، كن قانونيا".
وأضاف النائب سعيدي في حديثه لوكالة أنباء الطلبة "إيسنا": "كيف يمكن لكبار المسؤولين التنفيذيين الذين يستخدمون المنصات المحجوبة أن يبرروا هذه الازدواجية".
وتأتي هذه التصريحات فيما يستخدم كبار المسؤولين في إيران من بينهم المرشد علي خامنئي المنصات الأجنبية المحجوبة على الإيرانيين من بينها تويتر وتليغرام وواتساب وفيسبوك وإنستغرام.
وتطالب الحكومة الإيرانيين باستخدام المنصات المحلية التي أنشأتها مؤخراً، لكن هذه الدعوات لم تلق إجابة من قبل الإيرانيين بسبب عدم الأمان من هذه المنصات.
مواصلة الحجب
وفي سياق متصل، رد مجتبي مير أحمدي، نائب وزير الداخلية الإيراني، الجمعة، عند سؤاله عن متى يتم رفع الحجب عن إنستغرام وواتساب.
وقال: "في رأينا، لعب واتساب وإنستغرام دورا بارزا ومهما في أعمال الشغب الأخيرة وكذلك كان العامل الرئيسي في التهديدات والتحريض، هم يتبعون تنظيما واتجاه الحركة التخريبية"، مضيفاً "حتى يقبل واتساب وإنستغرام قواعدنا الخاصة بنا فلن يتمكنا من العمل".
وأضاف أيضا "قبلوا بأحكام الدول الأخرى باستثناء إيران، وهذا نوع من الإهانة للأمة الإيرانية وانتهاك لسيادتنا".
بدوره، أطلق تطبيق واتساب للتواصل الاجتماعي، الخميس، خدمة جديدة لهذه المنصة تسمح باستخدام التطبيق في البلدان التي تحجبه من بينها إيران.