"التعذيب الأبيض" بإيران.. "أشهر" معتقلة تروي تفاصيل المأساة
الناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي تكشف تفاصيل تتعلق بطريقة يطلق عليها "التعذيب الأبيض" للضغط على المعارضين في بلادها.
كشفت الناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي تفاصيل تتعلق بطريقة يطلق عليها "التعذيب الأبيض" والتي تستخدمها الأجهزة الأمنية للضغط على المعارضين في بلادها.
وأطلقت السلطات الإيرانية سراح محمدي، بعد تخفيف مدة عقوبتها، مطلع الشهر الجاري، حيث حكم عليها بالسجن 10 سنوات، بمزاعم تأسيس مجموعة مخالفة للقوانين المحلية بعد اعتقالها في 2015.
- "العين الإخبارية" تقتحم سجون إيران.. تعذيب مروع وأوضاع كارثية
- أشهر معتقلة إيرانية تروي معاناتها: حرموني حتى من الكتاب
ولقبت نرجس محمدي، الناطقة باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران، والذي أسسته المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام في عام 2003، بـ"أشهر معتقلة" داخل بلادها.
وذكرت محمدي، في كتاب صدر لها بعنوان "التعذيب الأبيض" من السويد مؤخرا، أن سجن إيفين سئ السمعة والواقع في شمال طهران، يشتهر بهذا الصنف من التعذيب النفسي، لاسيما ضد الناشطات الحقوقيات والمعارضين.
وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير عبر نسختها الفارسية، الإثنين، أجزاء من كتاب الناشطة الحقوقية نرجس محمدي الذي يتضمن محادثات لها مع 12 ناشطة إيرانية محتجزة في سجن إيفين أبرزهم موظفة الإغاثة البريطانية نازنين زاخاري.
وركز الموضوع الرئيسي لهذه المحادثات على وضع الحبس الانفرادي في السجون كمثال للتعذيب، والتهديدات بالإعدام خلال جلسات الاستجواب، إلى جانب ما يعرف بالتعذيب الأبيض.
ووصف التقرير طريقة "التعذيب الأبيض" بالوسيلة الوحشية التي تهدف لحرمان المعتقل من الإحساس بالأشياء حوله، إذ يبقي محتجزا لفترات طويلة وحيدا داخل زنزانة دون نوافذ وجدرانها بالكامل مطلية باللون الأبيض.
ويمارس هذا الصنف من التعذيب النفسي على السجناء السياسيين والصحفيين أيضا، ويشتهر به الجناح رقم (209) داخل سجن إيفين.
وتطرق الكتاب إلى أن الأساليب المستخدمة لتعذيب السجينات السياسيات بإيران حيث تتراوح بين الحبس الانفرادي طويل الأمد، أو الاحتجاز في زنازين شديدة التلوث، والتهديد بالاعتداء الجنسي وإيذاء الأقارب.
الجدير بالذكر أن مصادر معارضة كشفت عن وجود مراكز أمنية لتعذيب مئات المحتجين الإيرانيين على أيدي عناصر تابعين لجهاز استخبارات الحرس الثوري في أنحاء متفرقة بالبلاد.
وأوضحت المصادر، حسب تقرير مؤخرا لمنظمة "مجاهدي خلق"، المناهضة للنظام الإيراني ومقرها باريس، أن مراكز احتجاز سرية ومؤقتة تجرى بها عمليات تعذيب بدني ونفسي للمعتقلين وصفتها بالمروعة، وفق تعبيرها.
وأضاف التقرير، الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن مراكز التعذيب تديرها وزارة الاستخبارات، وجهاز استخبارات الحرس الثوري، وقوى الأمن الداخلي مثل شرطة كيشا، وإسلام شهر، ونيلوفر، وشهريار.
ووصف التقرير سجن "عبرت" في شيراز (جنوب) بمعتقل تعذيب مرعب يشبه القرون الوسطى، حيث يتم تعذيب مئات من معتقلي الاحتجاجات بواسطة عناصر استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
ودعت المعارضة إلى زيارة وفد دولي لسجون وغرف التعذيب التابعة لنظام طهران، ولقاء معتقلي الاحتجاجات الشعبية التي طالبت بتغييرات جذرية وإصلاحات اقتصادية.
وأشار التقرير إلى أن نزلاء عدد من السجون الإيرانية مثل جوهردشت، وإيفين، وطهران الكبير يتعرضون للتعذيب والمضايقات مثل الضرب المبرح بالهراوات والصدمات الكهربائية.
وتنوعت أساليب التعذيب، التي يتعرض لها المحتجزون في مراكز التعذيب بين تقييد الأيدي والأرجل بكراسي، والضرب بشدة، والتهديد بالاغتصاب، والإجبار على الاعتراف باتهامات كاذبة.