"العين الإخبارية" تقتحم سجون إيران.. تعذيب مروع وأوضاع كارثية
سجين سياسي بسجن طهران الكبير والمعروف باسم "فشافويه" بجنوب العاصمة الإيرانية يكشف انتهاكات حقوقية
كشف سجين سياسي بسجن طهران الكبير والمعروف باسم "فشافويه"، الواقع على بعد 35 كيلومترا جنوب العاصمة طهران، تفاصيل انتهاكات حقوقية وأوضاعا كارثية تتعلق بظروف احتجاز السجناء.
وذكر شاهرخ. م (اسم مستعار)، الذي تحدث في مقابلة مع "العين الإخبارية" تمت بواسطة مصادر لها داخل إيران، أن السجون عبارة عن مكان لتعذيب المطالبين بالعدالة والحرية.
وأضاف أن السجن أداة لقمع المنتقدين والمعارضين في إيران بذريعة محاربة الجريمة، لكن 90% من المحكوم عليهم بالسجن ليسوا مجرمين، وبالطبع 90% من المجرمين ليسوا في السجن.
واعتبر السجين السياسي الإيراني أن الجناة الرئيسيين يعملون داخل مكتب المرشد علي خامنئي، والسلطة القضائية، وجهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أنهم يروجون للفساد والمخدرات في السجون.
ولفت شاهرخ إلى أن السجناء السياسيين يحتجزون في إيران بسبب دفاعهم عن حق الشعب في حرية التعبير والاحتجاج، مردفا أن بقية السجناء ضحايا النظام الفاسد والطبقي.
وسرد شاهرخ كواليس التعذيب داخل السجون الإيرانية الذي يبدأ منذ الاعتقال والاستجواب على أيدي محققين داخل مراكز الاحتجاز المتناثرة في أنحاء متفرقة من إيران.
"تكثر مضايقات حراس الأمن للنزلاء في العنابر العامة بسجن طهران الكبير مقارنة بالحبس الانفرادي، حيث يتعرض النزلاء لتعذيب جماعي غالبا"، يقول شاهرخ.
وكشف نزيل سجن "فشافويه" الذي بني في الأصل لعزل مرتكبي جرائم المخدرات الخطرين، أن السلطات الإيرانية لا تلتزم بمبدأ فصل السجناء السياسيين عن الجنائيين ولذا عادة ما تقع حوادث عنف وطعن.
وأوضح السجين السياسي، الذي تعرض لكسر في أنفه منذ عامين بسبب تعرضه لاعتداء من نزلاء جنائيين، أن المدانين بجرائم المخدرات يحاولون إجبار النزلاء الآخرين على إدمان المواد المخدرة.
واستطرد أن سلطات السجن تحرض السجناء المتورطين بقضايا فساد مالي للتجسس على السجناء السياسيين والنشطاء الحقوقيين المحتجزين داخل سجن طهران الكبير، وذلك نظير امتيازات لهم مثل الزيارات العائلية أسبوعيا.
وبالحديث عن أبرز أساليب التعذيب والقمع التي تستخدمها السلطات ضد السجناء السياسيين، قال شاهرخ إن التعذيب عادة ما يكون تدريجيا، حيث يعتمد ذلك على مقاومة الشخص، فكلما زادت مقاومة السجين ازداد التعذيب قسوة ووحشية.
وتبدأ مراحل تعذيب النزيل داخل السجون بالاعتداء عليه بالضرب بواسطة الأيدي ثم استخدام الهراوات، وسكب المياه وأخيرا التهديد بالاغتصاب.
واستدرك السجين السياسي الإيراني أنه في بعض الحالات يحدث الاغتصاب بالفعل للنزيل، وتكون الخطوة التالية هي التهديد باعتقال عائلته وتعذيبها بهدف الضغط عليه.
وتابع أن العديد من المعتقلين في احتجاجات ما عرفت إعلاميا بانتفاضة البنزين، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تعرضوا للاعتداءات الجنسية والتعذيب البدني داخل سجن طهران الكبير (فشافويه).
وأكد أن هؤلاء الشباب ما زالوا يتعرضون للتعذيب والإذلال بشكل يومي من قبل رؤساء وموظفي السجن، داعيا إلى تدخل دولي بهدف مراقبة عمل الأجهزة الأمنية الإيرانية، والتفتيش على السجون وخاصة السجون البعيدة مثل سجن طهران الكبير.
وشدد على أن أغلب انتهاكات حقوق الإنسان داخل السجون ترتكب من جانب وزارة الاستخبارات، والأجهزة الأمنية، وجهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري.
واختتم السجين السياسي بالقول إن السجناء يتعرضون للابتزاز والتمييز بسبب تفشي الفساد بين السلطات في السجون، فضلا عن ترويج المخدرات والإدمان عليها.
وعلى صعيد متصل، نقلت مصادر لـ"العين الإخبارية" تفاصيل تتعلق بكواليس تعذيب المتظاهرين المعتقلين خلال الاحتجاجات التي اندلعت في عدة مدن نهاية العام الماضي.
وكان الاعتداء بالهراوات والسياط والصدمات الكهربائية، وخلع الأظافر على رأس تلك الانتهاكات الحقوقية التي تعرض لها المحتجزون.
وتعرض 90 % على الأقل من المعتقلين بمراكز احتجاز، تسيطر عليها استخبارات الحرس الثوري، لتعذيب يعرف باسم الإعدام المصطنع، أو إيهام الضحية بأنه على وشك الإعدام لوضعه تحت ضغط نفسي رهيب، حسب المصادر.
وكانت ما أطلق عليها "الغرفة البيضاء" إحدى أشكال التعذيب أيضا التي عوقب بها المتظاهرون، حيث يُترك السجين وحده في غرفة لفترة طويلة لدرجة تسوء معها حالته النفسية بشدة بسبب الوحدة وغموض مصيره.
وهناك حالة أخرى هي فتح خراطيم الماء البارد على السجين مباشرة داخل الزنزانة، ويبقى داخلها لعدة أيام حتى يعاني من آلام مبرحة في عظام جسده.
وأكدت المصادر أن معظم عمليات التعذيب تمارسها استخبارات الحرس الثوري، وحوالي 10% منها تتم من قبل الشرطة المحلية وعناصر وزارة الاستخبارات بحكومة طهران.