لحرف الأنظار عن قمع نظام خامنئي.. عزل مدير سجون طهران
في محاولة لحرف أنظار الشعب الإيراني الناقم إزاء وقائع القمع المروعة، السلطات تعزل مدير مؤسسة السجون في طهران.
في محاولة لحرف أنظار الشعب الإيراني الناقم إزاء وقائع القمع المروعة المتورط بها مسؤولون ضمن تركيبة النظام الثيوقراطي الحاكم منذ 4 عقود في البلاد، عزلت السلطات مدير مؤسسة السجون في طهران.
وأوردت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (شبه رسمية)، الثلاثاء، في تقرير إخباري لها أن مصطفى محبي المدير العام لسجون محافظة طهران أقيل من منصبه على خلفية مقتل علي رضا شير (سجين سياسي) طعنا في محبسه على أيدي جناة خطرين.
وأشارت الوكالة الإخبارية المعروفة اختصارا بـ (إيسنا) إلى أن حشمت الله حيات الغيب المدير السابق لمؤسسة السجون في محافظة فارس سيحل بديلا لإدارة سجون العاصمة الإيرانية.
وفي أعقاب اتهامات بتورط مسؤولين إيرانيين نافذين في مقتل المعارض الشاب علي رضا شير (21 عاما)، يبدو عزل رئيس سجون طهران محاولة لذرِّ الرماد على الانتهاكات الجسيمة داخل السجون المحلية، المصنفة ضمن الأسوأ عالميا.
واتهمت نرجس محمدي، الناشطة الإيرانية المعتقلة منذ عام 2016، سلطات القضاء ومؤسسة السجون في بلادها بالضلوع في جريمة قتل معارض شاب طعنا داخل سجن محلي سيئ السمعة، مطلع الشهر الجاري.
وأوضحت محمدي، التي تُعرف بأشهر معتقلة في إيران والمدانة بالسجن لـ16 عاما بزعم الدعاية ضد النظام الثيوقراطي، في بيان لها جرى تسريبه للعلن نهاية الشهر الماضي، أن قتل علي رضا شير في معتقل طهران الكبير أو "فشافويه" يعد دليلا يعكس عدم كفاءة مسؤولي القضاء وكذلك السجون.
وأصدر القضاء الإيراني حكما في يوليو/تموز 2018، يقضي بمعاقبة علي رضا شير بالسجن لـ8 سنوات بزعم إهانة المرشد الإيراني علي خامنئي، والدعاية ضد نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم البلاد منذ 40 عاما؛ فيما كان ينتظر المعارض الإيراني جلسة استئناف لإعادة النظر بالحكم في 9 يوليو/تموز المقبل.
ومساء الإثنين 10 يونيو/ حزيران الماضي، تعرض علي رضا شير محمدي لهجوم بسكين من قبل متهمين جنائيين اثنين داخل محبسه في سجن فشاويه، أسفر عن مقتله بعد تلقيه قرابة 30 طعنة، وسط تأكيدات من محاميه بعدم وجود خصومة سابقة مع المتهمين.
وكشفت والدة المعارض الإيراني في أعقاب تشييع جثمان نجلها عن تلقي الجناة أوامر عليا لتنفيذ جريمتهم، في إشارة ضمنية إلى تورط مسؤولين نافذين داخل مؤسسة السجون الإيرانية وأيضا محققين قضائيين.
وكذبت الاتهامات التي وجهها القضاء الإيراني لنجلها القتيل سواء بإهانة المرشد علي خامنئي أو "التجديف"، معتبرة إياها مزاعم باطلة بلا أدلة، على حد قولها.
يشار إلى أن مصطفي محبي المدير العام لسجون محافظة طهران المعين في منصبه منذ عام 2016، لجأ قبل يوم واحد من عزله إلى إقالة أصغر فتحي رئيس سجن طهران الكبير، في مسعى للإيحاء بتدارك الأمر قبل أن تطال الاتهامات رأس نظام نظام ولاية الفقيه.
وتعتبر أوضاع السجون في إيران سيئة للغاية على مستوى عموم أقاليم البلاد (31 محافظة إيرانية)، حيث تتجاهل السلطات مبدأ الفصل بين السجناء السياسيين والجنائيين داخل معتقل طهران الكبير، الذي شهد مقتل علي رضا شير بعد تلقيه قرابة 30 طعنة بسكين حاد.
وعلى الرغم من مطالبة شير المعتقل قبل عام كامل عقب مشاركته في احتجاجات شعبية مطلع 2018، مرارا سلطات السجن بضرورة فصله بعيدا عن الجناة الجنائيين كونه سجينا سياسيا تم تجاهله تماما، حتى لقي مصرعه جراء عدة طعنات قاتلة بسكين.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز