إيكونوميست: النظام الإيراني مولع بنظريات المؤامرة ويتجاهل أزماته
النظام الإيراني يلقي باللائمة على "المؤامرات الأجنبية" المزعومة للهروب من أزماته الداخلية والخارجية.
اتهمت مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية النظام الإيراني بغض الطرف عن الأزمات التي تتفاقم في الداخل والخارج، ومولع بنظرية "المؤامرة" للهروب من تلك الأزمات.
يأتي ذلك في ظل العزلة الدولية والقيود المفروضة على طهران عقاباً على دعمها للإرهاب وتدخلها في شؤون المنطقة لزعزعة استقرارها.
وفي تقرير للمجلة نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألقى باللائمة في مشكلات الشرق الأوسط على طهران، حيث قال في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن "ديكتاتورية الفساد" في إيران "تزرع الفوضى والموت والتعطيل" في المنطقة.
- مجلس الأمن يحاصر إرهاب إيران.. عقوبات أمريكية وتحذيرات أوروبية
- إيران تعتزم تهريب النفط بإخفاء ناقلات الخام عن الأقمار الصناعية
وأشار ترامب إلى أن طهران استغلت المكاسب الاقتصادية من الاتفاق النووي مع أمريكا والقوى العالمية الأخرى، لزيادة الإنفاق العسكري ودعم الإرهاب؛ لذلك انسحبت بلاده من الاتفاق في مايو/أيار الماضي، وأطلقت "حملة ضغط اقتصادي لحرمان النظام من الأموال التي يحتاجها للمضي قدماً في تنفيذ أجندته الدموية".
ووفقاً للمجلة، ردت إيران كالمعتاد بالاستخفاف والتحدي، وأصر الرئيس حسن روحاني على أنه لن يجتمع مع ترامب، وندد بـ"نزعاته الكارهة للأجانب"، وتوقع النصر على أمريكا، ليبدو أشبه بمتشددي إيران الذين لا يرون أي مجال للتسوية مع أمريكا، خلافاً لصورة "البراجماتي" التي يُروج لها.
ولفتت إلى أن بعد وقوع هجوم "الأحواز" الذي استهدف عرضاً عسكرياً وخلّف 29 قتيلاً على الأقل، من بينهم 12 من عناصر الحرس الثوري، ألقى النظام الإيراني على الفور، وبدون أدلة قاطعة، باللائمة على أمريكا والسعودية والإمارات وإسرائيل.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قال، الثلاثاء، إن بلاده ترفض وتستنكر الاتهامات الباطلة التي أشار لها مسؤولون إيرانيون حيال دعم السعودية للأحداث التي وقعت في إيران، السبت الماضي.
وأضاف أن "سياسة السعودية واضحة حيال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ورفضها التام لأي تدخلات في شؤونها الداخلية، وبالمقابل فإن النظام الإيراني هو من يتدخل في شؤون دول الجوار، وهو الراعي الأكبر للإرهاب في المنطقة والعالم أجمع".
ووفقاً للمجلة، يبدو أن المسؤولين الإيرانيين مولعون بنظريات المؤامرة المزيفة، غير أنه ليس من الصعب معرفة لماذا يشتبهون في الأجانب، فمحافظة خوزستان الغنية بالنفط، على سبيل المثال، موطن لقرابة 2 مليون عربي، ومعظم الإيرانيين فارسيون.
وأوضحت أن خوزستان تمتلك الغالبية العظمى من احتياطيات النفط في البلاد، ولكنها تعاني من الفقر والتهميش، ويقول العرب إنهم يستبعدون من الحكومة المحلية، وإن "الحرس الثوري" يسرق مياه المنطقة ونفطها، فضلاً عن قمع الاحتجاجات بوحشية.
ورجحت "إيكونوميست" أنه من المحتمل أن يتنامى شعور طهران بالحصار، ففي هذه الأثناء، يمتلئ البيت الأبيض الآن بالمسؤولين الذين قضوا الكثير من حياتهم المهنية، مطالبين بتغيير النظام في إيران، وبعض كبار أعضاء فريق ترامب يدعمون جماعات المعارضة الإيرانية.
وذكرت أنه في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، ستفرض أمريكا عقوبات جديدة تستهدف قطاع النفط الإيراني، في وقت يستشري الشعور بالضيق والاستياء في جميع أنحاء البلاد، والعملة الإيرانية "الريال" انخفضت لأدنى مستوياتها.
واختتمت المجلة برصد تداعيات التدهور الاقتصادي؛ بالإشارة إلى أن الفقراء، الذين طالما كانوا يمثلون قاعدة دعم النظام، يضطرون لتكديس علب الطعام، والمسؤولون يزدادون فساداً عن أي وقت مضى لتعويض تقلص قيمة رواتبهم، ورجال الأعمال الأجانب الذين دخلوا إيران بعد الاتفاق النووي، غادروا البلاد.
aXA6IDMuMTMzLjE1MS45MCA= جزيرة ام اند امز