غضبة "مهسا أميني".. طهران ترضخ أمام نساء على جدارية
لم تتوقف آثار احتجاجات عمت إيران منذ قرابة الشهر عند الأوضاع السياسية والأمنية وإنما طالت الجداريات في الشوارع.
وبحسب وكالة فرانس برس فقد استبدلت جدارية ضخمة تمثّل شخصيات نسائية إيرانية يضعن الحجاب، كانت في ساحة رئيسية وسط طهران، لتحل محلها جدارية بيضاء خط عليها كلمات فارسية باللونين الأحمر والأخضر.
ومنذ قرابة الشهر تشهد إيران احتجاجات واسعة النطاق عقب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها على يد شرطة الأخلاق، وهي الاحتجاجات التي تواجهها السلطات بقمع شديد أدى لسقوط عشرات القتلى ومئات المصابين.
وضمت الجدارية التي رفعت أمس الخميس من ساحة "وليعصر"، صورا لعشرات السيدات المعروفات في إيران، مع عبارة "نساء أرضي، إيران"، من بينهن شخصيات رياضية وسياسية وثقافية، مثل عالمة الرياضيات الراحلة مريم ميرزا خاني، والشخصية الثورية في مطلع القرن العشرين بيبي مريم بختياري، والشاعرة بروين اعتصامي.
وظهرت الساحة اليوم خالية من الجدارية التي حلت محلها أخرى لا تظهر فيها أي من الصور، بل يتوسطها الشعار الأساسي لكن على خلفية بيضاء.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن إزالة الجدارية سببه طلب بعض اللواتي نشرت صورهن، إزالتها بسبب عدم التنسيق معهن بشأنها بشكل مسبق، فيما انتقد البعض الجدارية لأنها عرضت صور نساء قمن بخلع حجابهن في الآونة الأخيرة تزامنا مع الاحتجاجات في أعقاب وفاة أميني.
ونشرت الممثلة الإيرانية فاطمه معتمد آريا تسجيلا مصورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالبت فيه بتأثر بالغ بأن تتم إزالة صورتها من الجدارية، قائلة "أنا والدة مهسا، أنا والدة سارينا، أنا والدة كل الأطفال الذين قتلوا على هذه الأرض، أنا والدة كل إيران، لست امرأة في أرض قتلة".
وظهرت معتمد آريا في الفيديو من دون الحجاب الإلزامي في إيران، وكانت تجلس في سيارة قريبة من الجدارية.
وأزالت الجدارية "أوج" للفنون والإعلام التي عرفت بإنتاجات سينمائية وثقافية مؤيدة للنظام الإيراني، موضحة أن إزالتها جاءت عقب "جدل وردود فعل" أثارتها.
وغالبا ما ترفع في ساحة وليعصر، أحد أكثر الميادين ازدحاما في طهران، جداريات ضخمة تحمل رسائل رمزية مرتبطة بظروف آنية، أو ذات طبيعة دينية واجتماعية وسياسية.