احتجاجات ليلية بإيران.. واعتقالات في صفوف رجال الدين السنة
تواصلت الاحتجاجات الليلية في بعض المدن الإيرانية، فيما شنت السلطات الأمنية حملة ضد رجال الدين السنة الأكراد المؤيدين للمظاهرات.
وتشهد إيران احتجاجات عارمة منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق بطهران، بزعم ارتدائها ملابس غير لائقة.
واجتاحت الاحتجاجات عدة مدن في إيران، وقابلتها طهران بقمع شديد، أسفر عن مقتل العشرات، وإصابة واعتقال الآلاف من المشاركين في تلك الاحتجاجات، بحسب منظمات حقوقية.
وشهدت مدينة "آبدانان" التابعة لمحافظة ايلام غرب إيران وهي محافظة كردية، احتجاجات مساء الأربعاء، رفعت شعارات مناهضة للنظام وتأييداً للثورة التي بدأت في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي.
وبحسب مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، حطم المتظاهرون في مدينة آبدانان، تمثال الباسيج في هذه المدينة وأشعلوا حريقًا في الشارع، وكتبوا شعارات، "هذا العام هو عام لإطاحة بخامنئي".
وفي العاصمة طهران، نظم سكان بعض الأحياء احتجاجات الليلية ورددوا شعارات الثورة عبر نوافذ منازلهم.
وهتف المتظاهرون "الموت لجمهورية الإعدام"، "الموت للديكتاتور"، "الموت للباسيج"، "الموت لخامنئي".
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع قرب حلول الذكرى السنوية للثورة التي قادها رجل الدين المتشدد الراحل روح الله الخميني في 10 من فبراير/شباط 1979.
اعتقالات ضد رجال الدين
وذكرت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية، الأربعاء، أنه تم اعتقال اثنين من رجال الدين السنة في مدينتي بيرانشهر وجوانمرد الكرديتين في إيران.
وقالت الشبكة الحقوقية إنه "تم اقتياد إبراهيم سليمي وسيد طارق حسيني إلى مكان مجهول بعد أن اعتقلتهما قوات الأمن الإيرانية بسبب دعم للاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي اندلعت منتصف أيلول/سبتمبر الماضي".
وبحسب شبكة حقوق الإنسان الكردستانية، فقد اعتقلت قوات الأمن ما لا يقل عن 9 من رجال الدين السنة الأكراد في مدن بيرانشهر وسردشت وجوانرود وسنندج في الشهر الماضي.
ويوم الاثنين الماضي اعتقلت قوات الأمن الإيرانية اثنين من رجال الدين السنة في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان غربي إيران.
وقالت تقارير صحفية إن إبراهيم كريمي ننله، إمام مسجد قرية "ننله"، ولقمان أميني، إمام مسجد "شهار يار نبي" في مدينة سنندج، اعتقلا من قبل قوات الأمن على الطريق بين مدينة سنندج إلى مريوان ثم نقلهما إلى مكان مجهول.
وعقب هذا الاعتقال، هتفت مجموعة من الشباب في سنندج بشعارات في الشوارع مؤيدة لهذين الرجلين ومناهضة للنظام الإيراني.
وكان الرجلان الكرديان السنيان قد دعما الاحتجاجات على مستوى البلاد في الأشهر القليلة الماضية.
كما شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات في مدن محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران ذات الغالبية السنية بذريعة مواجهة الاحتجاجات.
وقالت منظمة "حال وش" البلوشية إن السلطات الأمنية والحرس الثوري اعتقلوا ما لا يقل عن 8 أشخاص في مدن زاهدان وسراوان خلال الساعات الماضية.
وبحسب منظمة "هرانا" الحقوقية فقد لقي ما لا يقل عن 516 شخصاً مصرعهم بنيران قوات الأمن منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، مشيرة إلى اعتقال قرابة 20 ألف شخص من المتظاهرين.
وأعدمت السلطات القضائية الإيرانية حتى الآن 4 من المتظاهرين في طهران ومدينة مشهد الواقعة شمال شرق البلاد.
مسؤول إيراني: الاحتجاجات لم تنته
من جهته، قال محمد رضا باهنر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، إن الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد لم تنته بعد.
وقال باهنر في مقابلة مع وكالة أنباء "فارس نيوز"، "إنه خلافًا لرأي بعض المسؤولين في إيران بـ "نهاية أعمال الشغب"، فإن القضية لا تزال قائمة ويمكن أن تؤدي شرارة إلى عودة هذه العملية.
وفي جزء آخر من حديثه مع وكالة أنباء فارس، يقول هذا السياسي المتشدد: "يعتقد بعض المسؤولين أن المشكلة قد حُلت بعد انتهاء هذه الاضطرابات، بينما لا تزال المشكلة قائمة وستدفن هذه النيران في الرماد؛ سيظهر عذر مرة أخرى وستشتعل شرارة من جديد وسيبدأ البعض أعمال الشغب من جديد.