سابع أيام الغضب الإيراني.. العالم يكثف ضغوطه على وقع الانتفاضة
ضغوط دولية مكثفة على نظام الملالي في إيران بعد استمرار احتجاجات الغضب في المدن الإيرانية لليوم السابع على التوالي.
لليومالسابع على التوالي، واصلت الجموع الإيرانية التعبير عن غضبها في انتفاضة شعبية ضد نظام الملالي المسيطر على الحكم في البلاد، وسط إدانات دولية لعنف السلطات في التعامل مع المتظاهرين، ورفض واضح لنهجها مع الاحتجاجات التي اندلعت في مدن عدة.
الضغوط الدولية المكثفة لم تثن نظام الملالي عن إظهار وجهه القبيح أمام شعبه، دون الاعتبار لمعايير دولية أو أعراف قانونية تحمي الأفراد في التعبير عن رأيهم، وإبداء معارضتهم.
- نساء إيران.. الوجه المشرق للثورة ضد الظلم
- مريم رجوي: انتفاضة إيران مستمرة.. وديكتاتورية الملالي إلى زوال
ضغوط أمريكية
تعد الولايات المتحدة الأمريكية أبرز الداعمين لانتفاضة الإيرانيين، حيث قالت على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، الثلاثاء، إن بلادها تساند الشعب الإيراني، وعلى الأسرة الدولية أن تعبر عن دعمها للشعب الذي يعاني ظلم نظام الملالي.
وأضافت ساندرز، أن الشعب الإيراني ينتفض بعد سنين من فساد النظام، وتبديد مليشيا الحرس الثوري الإيراني لثروته على قوات عسكرية أجنبية، وعمليات خارجية مشبوهة.
وتابعت: "إيرانيون شجعان هم من نظّموا هذه المظاهرات، والمجتمع الدولي لا يجب أن يقف ساكنا كما فعل في 2009".
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن الشعب الإيراني دفع الثمن الأغلى لعنف وتطرف نظام الملالي الذي يحكمه، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يغيّر سياسته الخارجية مع التطورات في إيران.
وأكدت ساندرز أن "ترامب يريد أن يشهد توقف دعم إيران للإرهاب، ويود أن تحترم إيران حقوق الإنسان وتتوقف عن كونها راعية للإرهاب".
بدورها، قالت هيذر نوير، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي: "نراقب الوضع في إيران عن قرب، وسبق أن أظهرنا دعمنا للشعب الإيراني في عدة مناسبات".
وأكدت نوير: "نؤيد حرية الصحافة وعندما تقوم دولة بحجب وسائل التواصل الاجتماعي.. نسأل: ممَّ تخافون؟".
فيما دعت مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة نيكي هيلي، لاجتماع طارئ لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان حول إيران، محذرة من أن ديكتاتورية إيران تحاول أن تقول إن "المظاهرات من تدبير أعداء إيران، وهذا غير منطقي".
واعتبرت هيلي، في مؤتمر صحفي بواشنطن، أن المجتمع الدولي أخطأ في عدم دعم مظاهرات 2009 في إيران، مشددة على أنه على الأمم المتحدة أن تؤدي دورها فيما يحدث في إيران.
وبعد أن قرأت منشورات كتبها إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي تأييدا للاحتجاجات، نفت هيلي ادعاءات الزعماء الإيرانيين بأن الاحتجاجات من صنيعة أعداء إيران.
وقالت: "نعرف جميعا أن هذا هراء تام، المظاهرات عفوية تماما، إنها فعليا في كل مدينة في إيران، هذه هي الصورة الدقيقة لثورة الشعوب التي تعرضت طويلا للظلم ضد الطغاة".
الداخل الأمريكي
سارع اليمين الأمريكي إلى التعبير عن دعمه لحركة الاحتجاجات في إيران، واعتبرها المحافظون دليلا على فشل سياسة اليد الممدودة التي اعتمدها الرئيس السابق باراك أوباما بهدف دفع نظام الملالي إلى الاعتدال.
ففي الكونجرس؛ نددت الأكثرية الجمهورية بالاتفاق النووي في 2015، وكان الصقور المناهضون لإيران أول من رحب نهاية الأسبوع بالتظاهرات عبر بيانات وتغريدات.
وقال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام، الأحد، عبر قناة (سي بي إس) إن "مقاربة أوباما القاضية بتخفيف العقوبات أملا في أن يصبح النظام أكثر اعتدالا فشلت"، مضيفا أن "السكان لا يستفيدون من تخفيف العقوبات، حيث إنهم أكثر غضبا إزاء مضطهديهم من أي وقت".
وأشار إلى التأكيدات المتكررة لإدارة أوباما أن الأموال التي نص الاتفاق الدولي على إعادتها إلى إيران ستموّل اقتصادها بشكل أساسي، لا جيشها، بينما أدت في رأيه إلى "إعادة بناء الجيش الإيراني وزعزعة استقرار الشرق الأوسط".
واعتبر السناتور المحافظ عن تكساس تيد كروز- الذي خسر أمام ترامب في الانتخابات التمهيدية للرئاسة- أن "مظاهرات إيران تكشف للعالم عن أن نظام الملالي يفضّل تصدير وتمويل الإرهاب خارج حدوده، خصوصا إلى وكلائه الإرهابيين في سوريا والعراق ولبنان واليمن، على العمل لتلبية الحاجات الأساسية لمواطنيه".
وأجمع الجمهوريون على اعتبار التظاهرات انتفاضة على "حكم الرعب بقيادة الملالي" بحسب عبارة تيد كروز، وعلى "القمع والظلم"، بحسب السناتور بور بورتمان وحتى لـ"رفض السلطة الدينية" بحسب الخبير المناهض لإيران مارك دوبوفيتز شديد النفوذ في الكونجرس.
مشروع قانون في الكونجرس
وأثنى الجمهوريون على "شجاعة" المتظاهرين، واعتبر السناتور عن فلوريدا والمرشح الرئاسي السابق ماركو روبيو، أن "الشعب الإيراني يحق له الاحتجاج سلميا على فساد النظام المستشري".
كما أكد الجمهوري حاكم أوهايو جون كيسيك، أن "شجاعتهم تواصل تقاليد شخصيات تاريخية على غرار ليخ فاونسا أو نيلسون مانديلا وتستحق دعمنا المستمر".
لكن صقور الكونجرس قد يستغلون الأحداث الجارية لمحاولة تشديد مشروع القانون الذي تعده الأغلبية لتعديل اتفاق 2015، بحكم الواقع ومن طرف واحد.
ويسعى مشروع القانون إلى تثبيت عدد من القيود التي يفرضها الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم، ويفترض رفعها تدريجيا اعتبارا من 2025.
وفي كواليس الكونجرس، تدور مفاوضات حول مشروع القانون بين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري بوب كوركر، والسناتور الديمقراطي بن كاردن والبيت الأبيض.
وكان يفترض إقرار القانون قبل حلول منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، موعد تقديم الرئيس الأمريكي إفادته بشأن تطبيق إيران للاتفاق.
ويثير هذا النص قلقا كبيرا لدى شركاء الولايات المتحدة، لا سيما في أوروبا، الذين يخشون أن يتم نسف الاتفاق بأكمله.
الصفعة الفرنسية
وفي السياق نفسه، وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صفعة فرنسية قاسية لنظام الملالي، حين أبلغ نظيره الإيراني حسن روحاني بضرورة احترام الحريات الأساسية، ردا على طلب روحاني له، بالضغط على المعارضة الإيرانية بباريس، واصفا إياهم بـ"الإرهابيين"، في إشارة إلى "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، الذي تتزعمه مريم رجوي.
وأعرب ماكرون لروحاني- حسبما أعلن بيان للرئاسة الفرنسية- عن قلقه حيال التطورات في إيران، داعيا روحاني إلى "ضبط النفس".
فيما أعلنت الرئاسة الفرنسية، أن وزير الخارجية لو دريان، أجّل زيارته إلى طهران بعد الاتصال مع الرئيس الإيراني، وهي الزيارة التي كان مزمعا إجراؤها نهاية الأسبوع الجاري.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن أسفه لسقوط قتلى في التظاهرات في إيران، مطالبا بـ"احترام حقوق الشعب الإيراني في التجمع سلميا والتعبير عن رأيه".
وأكد على لسان متحدث باسمه، أن "الأمين العام يتابع عن كثب المعلومات عن التظاهرات في العديد من المدن في إيران، نأسف لـ(وقوع) قتلى ونأمل في تجنب العنف في المستقبل".