لهذه الأسباب "تليجرام" الراعي الرسمي لانتفاضة إيران
عدة عوامل تتعلق بإمكانيات تطبيق تليجرام أهلته ليكون راعيا رسميا للانتفاضة الإيرانية وجعلته طريقة التواصل الأولى بين المتظاهرين.
في وقت تسعى فيه قوات الأمن ومأجورون تابعون للنظام في طهران لقمع مظاهرات الغضب التي اجتاحت مدنا إيرانية، بدأ مسؤولون في الحكومة، الشكوى من استمرار انتشار دعوات التظاهر على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تطبيق تليجرام أمام عجز النظام الإيراني عن وقفها.
وبالرغم من جميع الاحتياطات التي اتخذها النظام الإيراني في وقف المد الثوري على منصات التواصل الاجتماعي بإغلاقه لموقعي فيسبوك وتويتر، فإن تطبيق "تليجرام" كان مستمرا في عمله متحديا حصار الملالي الإلكتروني في سبيل قمع الثورة الناشئة.
وحسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن هناك عدة عوامل تتعلق بإمكانيات تطبيق "تليجرام" أهلته ليكون راعيا رسميا للانتفاضة الإيرانية، وجعلته طريقة التواصل الأولى بين المتظاهرين؛ لكونه أقل وسائل التواصل الاجتماعي خضوعا لسيطرة الحكومات، وهو ما جعله منصة رئيسية للمحتجين الإيرانيين على فساد النظام الإيراني وسياساته التي أدت إلى إفقار الشعب، بحسب شعارات ثورة الفقراء في إيران.
وقالت الصحيفة إن تطبيق محادثات تليجرام، كان قادرا على العمل بكفاءة قصوى في ظل خدمة الإنترنت البطيئة بإيران، بجانب الحصار الكبير المفروض على مواقع التواصل، إضافة إلى قدرته على تداول ملفات ثقيلة مثل مقاطع الفيديو، منحت المتظاهرين الإيرانيين القدرة على الاستغناء عن مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى التي حظرها النظام الإيراني.
كان مؤسس "تليجرام"، بافيل دوروف، قد اتهم السلطات الإيرانية بمنع وصول المحتجين والنشطاء إلى التطبيق الذي يستخدم على نطاق واسع لنقل وقائع المظاهرات الحاشدة في غالبية المدن الإيرانية للتنديد بنظام حكم ولاية الفقيه وسياساته التي أفقرت الملايين من أبناء البلد الغني بالنفط.
وقال دوروف، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أول أمس الأحد، إن "السلطات الإيرانية تمنع الإيرانيين من الوصول إلى تطبيق تليجرام بعد رفضنا العلني لإغلاق التطبيق وغيرها من القنوات الاحتجاجية السلمية".
وأضافت صحيفة "بوليتيكو"، في تقريرها، أن خواصا عدة يتمتع بها تليجرام مثل منع حظر التشفير والخصوصية الشديدة للمحادثات، منحت الإيرانيين القدرة على تداول الأخبار المتعلقة بالمتظاهرات وأماكن التجمع ومقاطع الفيديو التي تظهر تجاوزات الأمن الإيراني بحق المتظاهرين، وذلك دون أن يتمكن النظام الإيراني من السيطرة على التطبيق وجميع المحادثات التي تُجرى بين مستخدميه من الإيرانيين.
وسعت الحكومة الإيرانية إلى حصار الاحتجاجات المندلعة منذ 3 أيام في غالبية المدن الإيرانية عبر شكوى تقدم بها وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أذري جهرمي، السبت، لمدير تطبيق تليجرام من وجود دعوات لاستخدام المولوتوف وانتفاضة مسلحة، حيث قال: "الآن هو وقت إيقاف هذه الدعوات عبر تليجرام".
وتحاول الحكومة الإيرانية وصم الانتفاضة الشعبية على سوء الأوضاع وفساد نظام الملالي، بالعنف في مسعى لتبرير قمع الشرطة للمتظاهرين، في وقت أكدت فيه مصادر من الداخل الإيراني، لجوء السلطات الأمنية لاستخدام مجندين بزي مدني في مواجهة المتظاهرين.