احتجاجات إيران.. 58 متظاهرا ينتظرون "الإعدام"
لا تزال الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الإيراني التي دخلت شهرها الرابع، تلقي بظلالها على البلاد وسط مساع من السلطات لإخمادها.
وتنوعت مساعي النظام الإيراني نحو إخماد تلك الاحتجاجات عبر العديد من الوسائل بينها الاشتباكات المباشرة وإطلاق النيران وقنابل الغاز، وصولا لاعتقالات وتحقيقات تقود أصحابها إلى مشانق الإعدام، ورغم ذلك لم تفلح تلك الجهود في إخماد لهيب هذه الثورة العارمة التي أشعلتها دماء مهسا أميني في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي في عموم البلاد.
- رغم غضب طهران.. الرئيس الألماني يستقبل نجم كرة قدم إيراني
- خطوة للخلف لاحتواء الغضب.. إيران تلغي حكمين بإعدام محتجين
وحصلت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، الخميس، على معلومات تشير إلى وجود 58 من المتظاهرين الذين جرى اعتقالهم في الاحتجاجات معرضين لخطر الإعدام بعد صدور الأحكام ضدهم.
وقالت المنظمة في تقرير لها اطلعت عليه مراسلة "العين الإخبارية"، إن "هناك معلومات حول 58 محتجزًا من الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد، حُكم عليهم بالإعدام أو يواجهون خطر الإعدام، من بينهم طفلان وامرأتان في هذه القائمة".
وأضافت: "لقد أصدر النظام القضائي الإيراني حتى الآن حكماً بالإعدام بحق 11 شخصاً اعتقلوا في الانتفاضة التي عمت البلاد، ويواجه 47 آخرون تهماً مثل إثارة الفتنة والمحاربة والفساد في الأرض، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إصدار حكم بالإعدام عليهم.
وأوضحت المنظمة "تم القبض على معظم هؤلاء المواطنين تحت ألقاب مثل "زعيم الشغب" وحالة 11 من المحكوم عليهم بالإعدام مقلقة للغاية، بالإضافة إلى ذلك، فإن قضايا 47 شخصًا آخرين ما زالت معلقة في السلطات القضائية ويمكن أيضًا الحكم عليهم بالإعدام".
وبحسب المنظمة الحقوقية الإيرانية "أصدرت المحاكم الثورية في إيران حتى الآن أحكامًا بالإعدام بحق ماهان صدرات مدني، وسهند نورم محمد زاده، ومحمد قبلو، ومحمد برغني، ومنوشهر مهمانواز، ومحمد مهدي كرمي، وسيد محمد حسيني، وحسين محمدي، ورضا آريا، والدكتور حميد قره حسنلو وشعيب ميربالوش زهي ريجي"، ومن بين هؤلاء تم تعليق تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق ماهان صدرات مؤقتًا وأحيلت قضيته إلى المحكمة العليا.
كما أشارت إلى أن المواطن شعيب ميربالوش زهي ريجي، الذي اعتقل بعد جمعة زاهدان الدموية في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، هو طفل يبلغ من العمر 17 عامًا فقط؛ ولكن صدر حكم الإعدام بحقه في مجمع نوري القضائي في زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان.
وأبو الفضل مهري حسين حاجيلو، المدرج اسمه على قائمة المتهمين المعرضين لخطر الإعدام، يبلغ من العمر 17 عامًا ولاعب كرة قدم، وقد أصدر القاضي المتشدد أبوالقاسم صلواتي حكم الإعدام ضده بتهمة "محاربة النظام وإضرام النار في سيارة عامة من أجل الإخلال بالنظام، وأمن البلاد".
وعن المرأتين المعرضتين للإعدام، قالت المنظمة إن "دينا شيباني، مدربة التزلج على الجليد، التي تم القبض عليها بتهمة "تفجير فاشل في مدينة شيراز" مع 4 رياضيين آخرين، وامرأة أخرى تم القبض عليها في قضية احتجاجات بلدة اكباتان في طهران، من النساء اللواتي يواجهن خطر الموت".
وأضافت "إنه لم يتعرف بعد على معلومات هوية 9 متهمين آخرين يواجهون خطر إصدار أحكام بالإعدام، لكن كل هؤلاء الأشخاص اعتقلوا خلال الاحتجاجات في طهران وأصفهان".
ويُظهر فحص هذا التقرير أن 20 شخصًا منهم من محافظة طهران و11 شخصًا من محافظة أصفهان، كما يواجه 7 متهمين في محافظة سيستان وبلوشستان و7 متهمين في محافظة أذربيجان الغربية، و5 متهمين في محافظة فارس و5 متهمين في محافظة البرز تهماً قد تؤدي إلى إصدار أحكام بالإعدام، كما يواجه متهم واحد في محافظة جيلان وواحد في محافظة أذربيجان ومتهم آخر في كرمانشاه تهماً مماثلة.
وأعدمت الهيئات القضائية الإيرانية حتى الآن 2 من المتظاهرين على صلة بالاحتجاجات، هما محسن شكاري من طهران، كما تم إعدام مجيد رضا رهنورد في مدينة مشهد، بعد أقل من 25 يومًا من اعتقاله.
وبلغ عدد قتلى الاحتجاجات الشعبية الإيرانية حتى يوم الثلاثاء الماضي 506 متظاهرين بينهم 69 طفلاً ومراهقاً وفق هرانا الحقوقية.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز