احتجاجات إيران.. "أخمدها" خطاب رئيسي ويحييها الغضب
مع أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حاول في خطاب وضع نقطة نهاية للاحتجاجات، إلا أن لهيب الغضب يعلن على طريقته استمرار المظاهرات.
وتشهد إيران موجة من الاحتجاجات العارمة التي اندلعت تنديدا بوفاة مهسا أميني (22 عاما) عقب توقيفها من قبل شرطة الأخلاق وأرسلتها إلى "مركز إعادة تعليم" بسبب عدم الالتزام بقوانين الدولة الخاصة بالحجاب.
وقال رئيسي، في كلمة ألقاها الثلاثاء بافتتاح الدورة التاسعة لأعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، إن "كلام (مرشد إيران علي) خامنئي أمس وضع حداً للأحداث الأخيرة وقدم تحليلاً مفهوماً للجميع لما يحدث وأحبط مؤامرات العدو".
وأكد رئيسي أن "الاضطرابات (الاحتجاجات) انتهت أمس بعدما انتهى خطاب خامنئي".
وحاول رئيسي استمالة الإيرانيين بقول إن "الشعب هو رأس مال النظام والثورة، وينبغي التطلّع إليه وإحباط الأعداء"، مشيرا إلى أنه "إذا لزم الأمر يجب مراجعة السياسات والحكومة مستعدة للتعاون مع مجمع تشخيص مصلحة النظام".
من جانبه، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، بالمناسبة نفسها، إن "الثورة الإسلامية وإيران تتألق بقوة أكثر من أي وقت مضى"، مضيفاً "جاء العدو إلى الميدان بالحرب المعرفية والاقتصادية وجميع الأدوات التي لديه لخلق مسافة بين الإمام والأمة وإظهار ضعف النظام في الإدارة".
الواقع يرد
لكن على الأرض ورغم حجب شبكة الإنترنت، تظهر مقاطع الفيديو وما تتداوله وسائل الإعلام المحلية استمرار الاحتجاجات، وسط انتشار قوات خاصة مدججة بالأسلحة والمعدات العسكرية في المناطق التي تشهد احتجاجات مساء كل يوم.
وتواصلت صباح اليوم الثلاثاء، الاحتجاجات في الجامعات الإيرانية بمدن طهران وشيراز وبيرجند ومشهد وكاشان وتبريز.
وكان خامنئي قال في خطابه له أمس، إن الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية تقف وراء تحريك الاحتجاجات في إيران، فيما دافع عن الاجراءات الأمنية في قمع المتظاهرين.
وقال :"في أحداث الأيام الأخيرة أكثر من تعرض للظلم هي قوات الشرطة والباسيج"، مطالباً السلطات القضائية بالتحقيق في أوضاع المعتقلين.
ولم تتضح بعد الأرقام الدقيقة لعدد القتلى والجرحى والمعتقلين في الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ منتصف أيلول/سبتمبر الماضي.
من جانبه، قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام صادق آملي لاريجاني، إنه "في الأحداث الأخيرة، نزل الناس على عجل إلى الميدان وهاجموا قوى الشرطة ومبدأ النظام".
وأضاف لاريجاني: كان على بعض الشخصيات الانتظار حتى يتم تحديد أبعاد الحادث وإظهار رأيهم، مطالباً "الحكومة والسلطات الأخرى بالاهتمام بالاحتجاجات".
اعتقالات
علاوة على مقاطع الفيديو والتقارير الإعلامية، تؤكد تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن اعتقالات متظاهرين في مناطق مختلفة، استمرار الاحتجاجات.
وأعلن العميد محمد عبد الله بور قائد الحرس الثوري في محافظة جيلان شمال إيران، اعتقال 106 شخصا وصفهم بـ"قادة الاضطرابات في المحافظة".
وقال إن "كل الذين دمروا ممتلكات الشعب والحكومة في جيلان تم اعتقالهم"، واصفاً المعتقلين بأنهم "متحمسون للعب ألعاب الكمبيوتر" والبعض منهم "أطفال مطلقون" و "كانوا من الطبقة الوسطى إلى الفقراء ويواجهون العديد من المشاكل الأسرية، كما أنهم من متعاطي المخدرات".
وفي سياق متصل، قال المدعي العام في طهران، علي صالحي، للصحفيين عقب زيارته لسجني طهران الكبير وإيفين شمال طهران إنه "تم الإفراج عن 400 سجين من أعمال الشغب الأخيرة بعد قرار المرشد علي خامنئي بالتمييز بين الشباب والمراهقين الذين يأتون إلى الشارع بسبب الإثارة والاضطرابات".
وأضاف صالحي أن "الأشخاص المفرج عنهم تم بعد أخذ تعهد خطي وشرط بعدم العودة إلى الشوارع للمشاركة في الاضطرابات".
من جانبه، أعلن مسعود ستايشي المتحدث باسم القضاء الإيراني أن هذه المؤسسة "تفحص" المعتقلين بناء على تصريحات خامنئي في تصريحاته أمس حول الاحتجاجات الأخيرة.
وقال ستايشي "كما أمر المرشد الأعلى، فإن النظام القضائي ملتزم بالفصل بين المستويات المختلفة للمعتقلين وفرزهم من حيث نوع السلوك الإجرامي والانتماء مع العدو والأهداف ومستوى العمل ومدى خطأهم وتدخلهم في الاحتجاجات".
ورفض المتحدث باسم القضاء الإيراني تقديم إحصائيات عن عدد القتلى والمعتقلين في الاحتجاجات، لكنه قال "إذا ثبت أنهم دخلوا إلى مكان الاحتجاجات بسبب تحريض بعض وسائل الإعلام، وأعربوا عن ندمهم وأسفهم على أفعالهم، فسيتم اتخاذ إجراءات قضائية مناسبة وشاملة وسيتم العفو عنهم".